إعادة فرز للأصوات في أنقرة وإسطنبول


أنباء الوطن -

اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة أوروبا والولايات المتحدة بـ"التدخل" في شؤون تركيا بعد تعليقاتهم على الانتخابات البلدية التي أجريت الأحد، وطعن الحزب الحاكم بنتائجها بعد خسارته مدينتي إسطنبول وأنقرة.

وقال أردوغان الذي كان يتحدث علنا للمرة الأولى منذ مساء الأحد "يجب أن تبقى أميركا وأوروبا اللتان تتدخلان في شؤوننا الداخلية في مكانهما".

وإذا كان حزب العدالة والتنمية تصدر هذه الانتخابات على الصعيد الوطني، فإنه خسر، بحسب النتائج غير النهائية، أنقرة وإسطنبول، أهم مدينتين في البلاد، واللتين يسيطر عليهما الإسلاميون منذ 25 عاماً.

وقدم حزب العدالة والتنمية طعونا لدى السلطات الانتخابية في العديد من المدن، منددا بـ"المخالفات الفاضحة" مشيرا إلى أن العديد من الأصوات قد تم اعتبارها لاغية؛ مما أدى إلى معاقبة مرشحيه، بحسب قوله.

وأشار أردوغان إلى أن "القرار النهائي يعود إلى اللجنة الانتخابية العليا"، موضحاً أن تقديم الطعون هو أحد الحقوق، وأن هذا الإجراء موجود في أوروبا والولايات المتحدة.

ورداً على سؤال حول الطعون المقدمة من حزب العدالة والتنمية الثلاثاء قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت بالادينو، إن "قبول نتائج الانتخابات الشرعية أمر ضروري".

غير مقتنعة

وكانت بعثة مراقبة تابعة لسلطات محلية وإقليمية في مجلس أوروبا اعتبرت الاثنين أنها "غير مقتنعة تماما بأن هناك في تركيا حاليا أجواء انتخابية حرة ونزيهة ضرورية لإجراء انتخابات ديمقراطية حقا".

من جهتها، كانت مايا كوسيانستش المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، الاثنين أنها تتوقع "أن يكون المنتخبون المحليون قادرين على ممارسة ولايتهم بحرية".

وتم تقديم طعن بنتائج مدينة إسطنبول، حيث كان أردوغان نفسه رئيسا للبلدية إبان التسعينيات، ويؤكد مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو أنه لا يزال متقدما بنحو 19 ألف صوت على منافسه من حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم.

وهذا عدد ضئيل جدا في مدينة يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة.

وكان متاحا للفروع المحلية من اللجنة العليا للانتخابات حتى الخميس، القيام بأول إعادة فرز للأصوات في إسطنبول حيث أعيد احتساب الأصوات التي اعتُبرت باطلة في 15 من 39 دائرة، وأعيد فرز جميع الأصوات في 3 دوائر أخرى.

وفي العاصمة أنقرة، أعيد فرز جميع الأصوات في 11 من 25 دائرة.

لكن تقديم الطعون استمر الجمعة، وهذه المرة لدى الفروع الإقليمية للجنة الانتخابية العليا. ويمكن الاستئناف بعد ذلك حتى 10 أبريل.

وكان حزب العدالة والتنمية أعلن بعد ظهر الخميس أنه سيمضي حتى النهاية في طلب إعادة فرز الأصوات في أنقرة، حيث حققت المعارضة تقدما أوضح وأكبر من تقدمها في إسطنبول. وذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن إعادة فرز أصوات بدأت في اثنتين من مناطق إسطنبول مساء الخميس.

ومن دون انتظار النتائج النهائية، بات إمام أوغلو يقدم نفسه على أنه "رئيس بلدية إسطنبول" ويكثف مداخلاته الإعلامية.

من جهته، قال أردوغان الجمعة، إن حزبه فاز في 24 من أصل 39 دائرة في هذه المدينة