السيسي يغادر إلى نيويورك.. هروب من المواجهة أم ثقة بأركان نظامه؟
غادر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القاهرة مساء اليوم الجمعة متوجها إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقا لما أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.
وأضافت الوكالة أن من المقرر أن يلقي السيسي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول الجاري، كما يلتقي بعدد من قادة دول العالم على هامش اجتماعات الجمعية العامة.
وعقب الإعلان عن سفر السيسي، ظهرت تساؤلات وتحليلات على منصات التواصل الاجتماعي، بين من يرى أن هذه الخطوة ربما تهدف لإظهار ثقة السيسي في استقرار نظامه وولاء الجيش والأجهزة السيادية له، ومن اعتبروها هروبا من مواجهة محتملة مع بعض أجنحة نظامه، أو مع احتجاجات محتملة في الشوارع.
وكان موقع “مدى مصر” الإخباري قد نقل عن ثلاثة مصادر حكومية -لم يسمها- أن السيسي كان يفكر في إلغاء سفره أو اختصار مدة الرحلة، في ظل التوترات الحالية في مصر على خلفية دعوات للتظاهر اليوم الجمعة للمطالبة برحيل السيسي.
وقال أحد المصادر للموقع إن وزير الخارجية المصري سامح شكري “أُبلغ باحتمالية أن يترأس هو وفد مصر المشارك في الجمعية العمومية”.
وقال المصدر ذاته إن نقاشات جرت في الدائرة المحيطة بالرئيس حول ما قد يعنيه إلغاء سفره إلى نيويورك، حيث رأى رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل أنه قد يبعث رسالة سلبية.
وخلال الأيام الماضية، دعا المقاول والممثل المصري محمد علي -الذي عمل مع الجيش سنوات عدة- المصريين للنزول إلى الشارع مساء اليوم الجمعة للتعبير عن رفضهم سياسات السيسي، والمطالبة برحيله.
وبث علي مقاطع فيديو عديدة اتهم فيها السيسي وحاشيته وبعض قيادات القوات المسلحة بالفساد.
وقال مصدر لموقع “مدى مصر” إن هناك حالة غضب في دوائر الحكم بسبب فيديوهات محمد علي، موضحا أن هذا الغضب تُرجم في صورة إجراءات عقابية بحق بعض العاملين في أجهزة جمع المعلومات، كان أولها استدعاء مسؤول اتصال المخابرات الملحق بالبعثة الدبلوماسية المصرية في إسبانيا وتعنيفه.
يشار إلى أن المقاول محمد علي كان غادر مصر واستقر بمدينة برشلونة الإسبانية.
وذكر المصدر ذاته أن السيسي عقد عددا من الاجتماعات اﻷمنية والسياسية رفيعة المستوى لمناقشة تطورات الوضع داخل البلاد، ومراجعة خطة التحرك اﻹعلامي لمواجهة ما تم وصفها بأنها حملة ممنهجة تهدف إلى زعزعة الاستقرار وتهديد اﻷمن، كما التقى الرئيس عددا من أهم القيادات العسكرية والمخابراتية واﻷمنية -جماعة ومنفردين- ليطمئن إلى أن أحدا لن يخرج للشارع، وأن من يفكر في التظاهر سيلقى ردا حاسما.
وتقدم السيسي أمس الخميس جنازة رئيس أركان الجيش المصري الأسبق الفريق إبراهيم العرابي، وسط حشد لافت من قيادات الجيش الحاليين والسابقين، وهو ما فُسر بأنه رسالة لاستعراض الثقة والاطمئنان في السيطرة على مقاليد الأمور.
وظهر بجوار السيسي وزير الدفاع الحالي اللواء محمد زكي -رئيس الحرس الجمهوري السابق الذي تحفظ على الرئيس الراحل محمد مرسي إبان الانقلاب عليه في صيف 2013- ووزير الدفاع السابق صدقي صبحي والأسبق محمد حسين طنطاوي.
كما ظهر في الجنازة أيضا رئيس الأركان الحالي الفريق محمد فريد حجازي، ورئيس الأركان السابق الفريق محمود حجازي.
تواصل الغضب الإلكتروني
وفي ظل حالة الغضب التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية ضد السيسي، وتضامنا مع دعوات رحيله، غيّر النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صورة البروفايل للون الأحمر، كرسالة احتجاج وغضب.
وتصدرت اليوم وسوم عدة مناهضة للسيسي، أبرزها “جمعة الغضب” الذي يستلهم جمعة 28 يناير/كانون الثاني 2011، و”ارحل”، ووسم (Sisi out) باللغة الإنجليزية.
وبرز أمس وسم “الشعب يريد إسقاط النظام”، وهي جملة لها وقعها وذكرياتها بالنسبة لمن شاركوا في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 30 عاما قضاها في السلطة.
المصدر : الجزيرة,مواقع إلكترونية