" الأوبئة بين الدين والخرافة – كورونا انموذجاً "محاضرة عن بُعد في جدارا للسرحان


أنباء الوطن -


برعاية معالي رئيس جامعة جدارا الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات
نظمت كلية الآداب واللغات قسم وحدة تنسيق المساقات وقسم التاريخ محاضرة خارجية عن بُعد باستخدام البث المباشر عن طريق موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بعنوان " الأوبئة بين الدين والخرافة- كورونا انموذجا " ألقاها الدكتور طارق السرحان أستاذ العقيدة والمدرس في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويأتي ذلك على هامش مساقي تاريخ الفكر العربي والإسلامي و مساق تاريخ الحضارة العربية الإسلامية ومساق الإسلام وقضايا العصر والتي أدارها الدكتور خضر السرحان من قسم التاريخ .
ورحب رئيس الجامعة بالدكتور طارق السرحان والحضور من مختلف الدول العربية ومن الأردن والذي جمع العقيدة بنموذج الحياة المتكامل الشامل، مؤكدًا أنه يتطلع أن تلقي المحاضرة بظلالها على مسألة الاوبئة بشكل عام بين الدين والخرافة وأن تأخذ جائحة كورونا والتي أصبح البعض ينظر اليها بأنها غضب رباني، ويدعي كثير من الناس بانها تسريبات لفيروسات من مراكز ونتاج بحث علمي، خصوصًا في دول العالم الشرقي، وحتى بعض رؤساء الدول العظمى الحديثة ينبرو للحديث عن ذلك، مؤكدًا بأن ما يتم تداوله بأن كورونا خرافات وخزعبلات عارٍ عن الصحة مؤكدًا بأن هذا الفيروس ينتشر عن طريق الأسطح والرذاذ والهواء والملامسة، لافتًا أنه أثر على الاقتصاد العالمي، وأجلس الجميع في بيوتهم وشل حركة الشارع، مشيرًا أننا نحن في الأردن والحمد لله وبتكاملية جميع الجهود الرسمية والشعبية بجهود جلالة الملك عبد الله الثاني استطعنا تحقيق إنجاز وتقدم كبير في هذا الخصوص. أملًا أن يكون هناك محاضرات في المستقبل عن بُعد في جامعة جدارا لأنها حولت التحديات إلى فرص خاصة فيما يخص موضوع التعليم عن بُعد وطورت كافة البرمجيات الخاصة في التعليم الإلكتروني، مقدمًا شكره لكلية الآداب واللغات ممثلة بعميدها الأستاذ الدكتور إحسان الرباعي، ولنائب العميد الدكتورة أسماء جاد الله الخصاونة، ولمدير المحاضرة الدكتور خضر السرحان على نجاحهم في تنظيم مثل هذه المحاضرات القيمة.وقال الدكتور طارق السرحان: إن لكل علمٍ مجاله الخاص، والدين هو علم يضبط العلاقة بين الإنسان وخالقه ويركز على الاجابة عن الاسئلة الوجودية الكبرى في حياة الانسان بالاضافة إلى انه يبين كيفية تحقيق العبودية والاستخلاف في الأرض كما يريدها الخالق عز وجل، لافتًا أن الدين لا يتخصص في علاج الامراض المادية من حيث الاصل وقد نص الله عز وجل أن القرآن كتاب هداية ولم يقل أنه كتاب طب كما هو معلوم، وعلم الطب علمٌ تجريبي يبحث في علاج الأمراض المادية .مضيفًا أن الدعاء والرقى الصحيحة هي حق وقد ثبتت مجموعة من الأدعية والرقى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها تأخذ حكم الدعاء وكان الصحابة يسمون الرقى أدعية، وقد ثبت في النصوص وبكلام جمهور العلماء أن الدعاء هو من الأسباب الشرعية وهو نوع تعبد يطلبه الإنسان من ربه عند وقوع المرض، ويلخص هذا الأمر قول النبي صلى الله عليه وسلم : "لكل داءٍ دواء، فإن اصاب الدواء الداءً برأ بإذن الله ".
مشيرًا انه في هذا الحديث يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم ضرورة التداوي بالادوية المادية والبحث عن أفضلها مع ضرورة وجود التوكل على الله بنفس الوقت، وهكذا فالمسلم يأخذ بالسبب المادي بالاضافة إلى لجوءه إلى الله بالادعية والرقى الصحيحة.موضحًا أنه إذا فهمنا الكلام أعلاه فستتضح لنا الخرافات التي ينشرها البعض ويحاولون إلصاقها بالدين، مثل قولهم أن القرآن شفاء مادي للأمراض بدلًا عن العلاجات المادية الموجودة، وهذا كله إساءة فهم للقرآن واساءةٌ للقرآن نفسه، وقد ثبت بعشرات الأحاديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم المباشر لنا بالتداوي، وهذا يؤكد ما نقوله من أن القرآن الكريم إنما يشفي الأمراض المعنوية كالشك والحيرة والضلال وغيره