استعدادات أمنيّة إسرائيليّة لـ«شهر من التصعيد» في الضفة والقدس
أصدر وزير الأمن الإسرائيليّ، بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لـ»شهر من التصعيد»، كما أوعزا بـ»تكثيف العمل الاستخباراتيّ»، إزاء «سورية، وسيناء، والفلسطينيين في لبنان».
جاء ذلك بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلي العامة («كان 11»)، والتي أوضحت أن «هذا يعني أن القوات على الأرض (في الضفة و أراضي 48) ستبقى في انتشار متزايد خلال هذه الفترة»، وذلك خشية من عمليات محتملة.
وكثّفت أجهزة الأمن الإسرائيلية، حملات اعتقالها، في الضفة الغربية المحتلة، وفي مناطق 48، زاعمةً أنها أحبطت عدة عمليات في الأيام الأخيرة، كانت على وشك أن تُنفَّذ.
يأتي ذلك علما بأن عمليات إطلاق النار والطعن والدهس، وبخاصة اللتين نُفّذتا خلال الأسبوع الأخير، فاجأت القيادة السياسية وأجهزة الأمن في إسرائيل، فقد كانت تتوقع تصعيدا أمنيا في القدس أو من قطاع غزة خلال شهر رمضان القريب، لكن هذه العمليات وقعت في قلب مدن إسرائيلية –بئر السبع والخضيرة وبني براك– وقبل حلول شهر رمضان، كما أن منفذي العمليتين الأولتين هم مواطنون في إسرائيل، بينما منفذ العملية الثالثة، في بني براك، جاء من قرية يعبد في منطقة جنين في شمالي الضفة الغربية وبعيدا عن القدس، جغرافيا.
وزعم جهاز الأمن الإسرائيليّ أنه أحبط عدة عمليات في الأيام الأخيرة كانت على وشك أن تُنفَّذ في «المستقبل القريب جدا، فيما لا تزال هناك تحذيرات.. من تنفيذ مزيد من العمليات»، وفق ما أوردت القناة الإسرائيلية 12.
واستجوب الشاباك 70 شخصا من الضفة الغربية المحتلة، اعتقلهم خلال الأيام الأربعة الماضية، وزعمت مصادر أمنية إسرائيلية أنه «تم إحباط عمليتين على الأقل» بسبب ذلك، وفق ما أورد موقع «واللا» الإخباريّ نقلا عن المصادر التي لم يسمّها.
كما شكّل «الشاباك» والشرطة الإسرائيلية، والجيش الإسرائيلي، هيئة مشتركة «لإحباط التحريض الفلسطيني عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ».
وفي سياق ذي صلة، أوضح تقرير نشره «واللا»، أنه «تم تصنيف التهديدات الأمنية (بالنسبة لأجهزة الأمن الإسرائيلية) على أساس الخطر الذي تشكله على المدنيين»، موضحا أن ذلك جاء بعد مشاورات أمنية أجراها كوخافي مع رئيس «الشاباك»، رونين بار، والتي حددا خلالها «ترتيب التهديدات التي سيتم التعامل معها، ومسارات العمل» إزاءها.
وذكر الموقع أن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، قد صنّفوا القدس المحتلة، والحرم القدسيّ، على أنها «’شديدة الانفجار’ ولها القدرة على إشعال المنطقة بأكملها».
ووفق المسؤولين الإسرائيليين ذاتهم، فإنّ التهديد الثاني يتمثل في «الأحداث الإجرامية على خلفية قومية» التي يرتكبها المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، محذّرين من أن «أي حادث عنف يمكن أن يؤدي إلى رد فعل عنيف من قِبل الفلسطينيين».
كما أوضح التقرير أن جهاز الأمن الإسرائيلي أشار إلى أن احتجاجات الأسرى في سجون الاحتلال، قد يشعل احتجاجات في مناطق الضفة كذلك.
وعدَّ مسؤولون كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي أنه ليس بالإمكان معرفة ما إذا كانت البلاد ستشهد موجة عمليات أو تقدير نهاية موجة كهذه، وذلك بسبب طبيعة العمليات الثلاث، التي وقعت في الأسبوعين الحالي والماضي، ولأنه لا تقف وراءها تنظيمات وأذرع عسكرية لفصائل فلسطينية، حسبما نقلت عنهم صحيفة «يديعوت أحرونوت».
وقال مسؤولون في أجهزة المخابرات الإسرائيلية خلال مداولات لتقييم الوضع، إنهم لم يجدوا علاقة مباشرة أو توجيه مباشر من تنظيم «داعش» لمنفذي عمليتي بئر السبع، الأسبوع الماضي، والخضيرة، مطلع الأسبوع الحالي. وأضافوا أنهم ما زالوا يعتقدون أن هاتين عمليتين فرديتين. لكنهم أشاروا إلى أن تصعيدا أمنيا «سيبدأ وينتهي» بأحداث في المسجد الأقصى، وفقا للصحيفة.
هذا وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية، منذ فجر الخميس الماضي، اقتحامها مناطق مختلفة وتنفيذ اعتقالات بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، اذ اعتقلت قوات الاحتلال الناشط المقدسي، محمد أبو الحمص، خلال تواجده في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وستة فلسطينيين من بلدة العيزرية، جنوب شرقي القدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» بأن قوات الاحتلال اعتقلت كلا من: نضال غزال، ونجله منير، وعلي سعيد، وصالح الزاغة، وأحمد الددو، وعبد الكريم العجلوني، بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها. كما أبعدت قوات الاحتلال الشاب، مالك محيسن، عن المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة لمدة 15 يوما. واعتقلت قوات الاحتلال شابين من بلدة قباطية جنوبي جنين.
وذكرت «مصادر أمنية» أن «الشرطة الإسرائيلية اعتقلت الشابين محمد أحمد حسن زكارنة (32 عاما)، وأشرف راجح فرحات (30 عاما)، من بلدة قباطية، أثناء تواجدهما في أراضي عام 1948».
كما أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، بلدة ترقوميا، غربي الخليل.
واستشهد الشاب نضال جعافرة البالغ من العمر 30 عاما، من سكان البلدة برصاص مستوطن قرب مستوطنة «غوش عتسيون»، جنوبي بيت لحم، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن مستوطن.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي قرية بدرس غربي محافظة رام الله والبيرة.
واستشهد شابان برصاص الاحتلال الإسرائيلي فيما أصيب 15 شخصا، 3 منهم بجراح خطيرة، خلال مواجهات واشتباك مع قوات الاحتلال بعد اقتحامها مخيم جنين، فيما قال الاحتلال إن جنديا أصيب خلال الاشتباكات.
تأتي هذه الحملة، بعد حملة أخرى كانت قد شنتها قوات الاحتلال تخللت مداهمات وتفتيشات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللها اقتحام منزل عائلة الشهيد ضياء حمارشة في بلدة يعبد قضاء جنين.
وأصيب الفلسطيني، ضيف الله جديع جدوع قرينات، البالغ من العمر 55 عاما، بجروح جراء اعتداء مستوطنين عليه، أثناء رعيه أغنامه قرب قرية فصايل، شمالي مدينة أريحا.