الاحتلال يقتحم الأقصى لليوم الثالث
اقتحمت قوات معززة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى، وذلك لليوم الثالث على التوالي، وذلك من أجل تأمين الحراسة لاقتحامات «جماعات الهيكل» المزعوم لساحات الحرم القدسي الشريف، بمناسبة عيد «الفصح العبري».
وانتشرت قوات التدخل السريع في ساحات الحرم وعند المصلى القبلي واعتلت صحن قبة الصخرة، وقامت بإخلاء الفلسطينيين من ساحات الحرم وأبعدتهم عن مسار اقتحامات المستوطنين، كما قامت بإغلاق أبواب مصليات الأقصى وحاصرت المصلين والمعتكفين.
ووفرت قوات شرطة الاحتلال الحراسة للمستوطنين الذين اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات تضم 40 مستوطنا، حيث نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وقاموا بتأدية شعائر تلمودية بالجهة الشرقية وقبالة قبة الصخرة.
وفي المقابل، واصلت شرطة الاحتلال التضييق على الفلسطينيين، ونصبت الحواجز داخل القدس القديمة وعند الطرقات المؤدية إلى أبواب الأقصى، ومنعت من الكثير من الفلسطينيين وخاصة من جيل الشباب الدخول للأقصى لأداء صلاة الفجر، واعتدت على بعضهم قرب مقبرة اليوسفية.
وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز صوب المصلي القبلي بالمسجد الأقصى، كما قامت بإخلاء النساء من محيط المصلى القبلي لتأمين مسار اقتحام المستوطنين. وأصيب العشرات بحالات اختناق داخل المصلى القبلي، بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز نحو المحاصرين داخله. واعتقلت شرطة الاحتلال 3 شبان من ساحات المسجد الأقصى، واقتادتهم للتحقيق في معتقل المسكوبية.
وبالتوازي مع الاقتحامات للأقصى، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، وسمحت لمئات اليهود بتأدية شعائر تلمودية في ساحاته. وقال مدير المسجد الإبراهيمي غسان الرجبي، إن الاحتلال أبلغ مديرية أوقاف الخليل إغلاق المسجد الإبراهيمي أمام الفلسطينيين، يومي الإثنين والثلاثاء، وفتحه أمام المستوطنين احتفالا بعيد «الفصح العبري». وأوضح أن سلطات الاحتلال تنوي فتح المسجد بكافة أروقته أمام المستوطنين اليهود لأداء طقوسهم الدينية». وندد بممارسات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الإبراهيمي، وقال إن «دولة الاحتلال تواصل جريمتها بحق المقدسات الإسلامية في تعد صارخ عليها».
وتأتي اقتحامات الاحتلال ومستوطنيه للأقصى، في وقت تخطط الجماعات الاستيطانية لتنظيم «مسيرة أعلام» حول أسوار البلدة القديمة، اليوم الأربعاء، رغم عدم حصولهم على تصريح من شرطة الاحتلال في المدينة. وقال منظمو المسيرة إنها «جاءت ردا على فقدان «السيادة الإسرائيلية بالقدس المحتلة»، علما بأن الجمعيات الاستيطانية المنظمة تقدمت بطلب لشرطة الاحتلال، للسماح لها بإقامة «مسيرة أعلام» حول أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، اليوم الأربعاء.
ودعت الجمعيات الاستيطانية مناصريها للحضور اليوم الأربعاء، عند الساعة الخامسة بعد العصر للتجمع غرب القدس المحتلة والبدء بالمسيرة. ومن المقرر أن تمر «مسيرة الأعلام» قرب باب الأسباط في مكان إلقاء الحجارة تجاه حافلات المستوطنين، الأحد. وأجرت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، الليلة قبل الماضية، مفاوضات مع المنظمين في محاولة لإقناعهم بـ»تغيير تاريخ المسيرة ومسارها وتوقيتها»، إلا أن المستوطنين رفضوا اقتراحات الشرطة وهم عازمون على تنظيم المسيرة رغم عدم حصولهم على تصريح.
وتعتبر الشرطة أن إقامة «المسيرة بدون تصريح يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة للسلامة العامة»، وسعت، بحسب ما جاء في بيان صدر عنها، «تحديد موعد بديل ومسار متفق عليه للمسيرة»، مشددة على أن المنظمين قدموا طلبا بالحصول على تصريح قبل المسيرة بوقت قصير.
وعبرت شرطة الاحتلال عن «أسفها» لقيام الجمعيات الاستيطانية بدعوة أنصار اليمين للمشاركة في المسيرة والتروج لها «قبل موافقة الشرطة على طلب التظاهر»، مشددة على أنه «في هذه المرحلة لم يتم الموافقة بعد على طلب المسيرة بناء على المخطط المقترح».
في حين أشارت في الوقت ذاته إلى أنها «ستواصل السماح بحرية التعبير والاحتجاج لكل شخص، مع الالتزام بمواصلة العمل من أجل سلامة وأمن المتظاهرين والجمهور بأكمله».
إلى ذلك، أُصيب عشرات الشبان الفلسطينيين بحالات اختناق، أمس الثلاثاء، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، فيما انطلقت مسيرة استفزازية بمشاركة آلاف المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، باتجاه البؤرة الاستيطانية «حومش». وقال شهود عيان إن مواجهات اندلعت في قرية بُرقة شمالي مدينة نابلس، عقب مسيرة نظمها السكان، ردا على تنظيم المستوطنين مسيرة لمستوطنة «حومش»، المخلاة منذ عام 2005. وأوضحوا أن الجيش استخدم الرصاص الحي والمعدني، وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما رشق شبان فلسطينيون، قوات الاحتلال الإسرائيلية بالحجارة.
وقالت مصادر طبية إن عشرات المواطنين، أُصيبوا بحالات اختناق من جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع وجرى علاجهم ميدانيا. ولفتت الطواقم التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى إصابة 72 شخصا خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في بُرقة. وأوضحت أن من بين الإصابات 55 اختناقًا بالغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى 8 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط و4 من جراء الإصابة المباشرة بقنابل الغاز، و5 إصابات بحروق من جراء القنابل.
ومنذ صباح أمس الثلاثاء، أغلق جيش الاحتلال الإسرائيلي مداخل بلدات بُرقة، وسبسطية، وبزاريا، وسيلة الظهر، بالسواتر الترابية، لتأمين مسيرة المستوطنين. وانتشر جيش الاحتلال على مداخل البلدات الفلسطينية، ومنع المواطنين من الوصول للشارع العام، فيما شوهدت عشرات الحافلات تنقل المستوطنين إلى موقع مستوطنة «حومش» المخلاة. جاء ذلك على الرغم من أن الاحتلال كان قد أعلن أنه لن يقوم بحراسة مسيرة المستوطنين نظرا للنقص في صفوف قواته بسبب حالة الطوارئ وانتشارها بالضفة وقبالة غزة، كما أن المسيرة وفقا لجيش الاحتلال «تشكل خطرا على المشاركين، كونها تمر بمحاذاة تجمعات سكنية فلسطينية». وأفادت تقارير صحافية بأن قيادة المستوطنين في شمال الضفة الغربية، توصّلت إلى اتفاق مع جيش الاحتلال لتأمين المسيرة الاستفزازية التي شهدت مشاركة واسعة لموقع مستوطنة «حومش».(وكالات)