الأميرة سمية بنت الحسن : استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ وإنترنت الأشياء سيكون له أَثره الكبيرعلى استغلال موارد الطاقة الاستغلال الأمثل


أنباء الوطن -

أكدت سمو الأميرة سمية بنت الحسن رئيس الجمعية العلمية الملكية أن انهيار عمارة في اللويبدة يشكل ناقوس خطر جديد بعد الانهيارات الَّتي حدثت في وادي السَّير والجوفة وعين غزال. مؤكدة على حرص الجمعيَّة العلميَّة الملكِيَّة في تقديم المشورة والمساهمة في تنفيذ الإجراءات الهندسيَّة الواجب اتّخاذها للكشف على المباني القديمة وتقييم وضعها الإِنشائي وذلك لمنع حدوث مثل هذه الحوادث الأليمة لا سمح اللَّه.
وأضافت سموها خلال رعايتها لأعمال مؤتمر الهندسة المدنية الأردني الدولي الثامن “الهندسة المدنية الذكية” الذي تنظمه شعبة الهندسة المدنية في نقابة المهندسين الاردنيين لمدة ثلاثة أيام في فندق لاند مارك، بأن تهديدات التغيُّر المناخيّ المستمرة تشكّل سببا ملحًا لاستخدام تقنيات المياه الذكية وإنترنتّ الأشياء، التي بدورها تقدَّم للحكومات وأصحاب القرار القرارات المناسبة لتلبية الطلب المتزايد على المياه .
كما أكدت سموها على ضرورة توظيف مصادر الطاقة المتجددة منخفضة الكربون، والعمل على توسيع استخداماتها لدى مستهلكي الطاقة في العالم.
وأشارت سموها إلى الدورالأساسي الذي قامت به الجمعية العلمية الملكية في تَبنّي التكنولوجيا الحديثة وتَسخِيرها لِخدَمةِ التّحديات الوطنية في المياه والبيئة، من خلال إنشاء عدة مشاريع وأنظمة مثل إنشاء أول نظام مراقبة لنوعية المياه السطحية عن بعد وفي الوقت الحقيقي. حيث كانت الجمعية من أوائل المؤسسات التي تتبنى مثل هذه التكنولوجيا.
وفي ختام كلمتها، ثمنت سموها الشراكة بين مركز بحوث البناء ومركز المياه والبيئة والتغير المناخي، والمركز الوطني لبحوث الطاقة في الجمعيّة العلميّة الملكيّة، وبين نقابة المهندسين الأُردنيين والمؤسَّسات الوطنيّة في العمل على الارتقاء بصناعة البناء، وتقديم خدمات البنية التحتيّة والاستشارات الهندسيَّة المتخصصة في مجالات عديدة، منها المياه والطاقة والبناء والاستدامة.
من جانبه أكد المهندس أحمد سمارة الزعبي نقيب المهندسين الأردنيين رئيس اتحاد المهندسين العرب أنه آن الأوان لتفعيل تشريعاتنا وأدوات الرقابة والمتابعة لحماية وطننا ، لافتا الى أننا واجهنا في اللآوانة الأخيرة عدة كوارث فمن كارثة أطفال البحر الميت إلى حادثة انهيار الزرقاء ، والجوفة والرصيفة وكارثة العقبة وضحاياها ، وآخرها حادثة اللويبدة، وهذا يدفعنا الى تحمل المسؤولية، مؤكدا أن انعقاد هذا المؤتمر تحت عنوان ” الهندسة المدنية الذكية ” يهدف الى تسليط الضوء على أهمية المستقبل الذكي في ضوء التطورات المتسارعة في التكنولوجيا وتطبيقاتها في مجال الهندسة المدنية وتخصصاتها الدقيقة كالطباعة ثلاثية الأبعاد، وأنظمة النقل والمرور الذكية، وتقنية إدارة معلومات الأبنية وتكنولوجيا توزيع ومراقبة أنظمة المياه، والصرف الصحي، وعلوم تدوير النفايات والمحافظة على البيئة والاستدامة وغيرها من التطبيقات الهندسية التي آلت ضرورة ملحة في هذا العصر.
وأضاف سمارة لقد شكلت جائحة كورونا نقطة تحول تكنولوجي متسارع وهذا يشكل مسؤولية على المهندسين ونقابتهم بأن يكون دورهم فاعلاً في المجتمع ، وقد أثبت المهندس الأردني قدرته على متابعة تكنولوجيا البناء الحديثة والتأقلم معها واستخدامها داخل الأردن وخارجه، حيث تعمل النقابة على تأهيل المهندسين في كافة المجالات لمواكبة التطورالسريع والثورة الصناعية الرابعة من خلال الدورات والمحاضرات التي يعقدها مركز تدريب المهندسين وأكاديمية المهندسين للتطوير والتدريب الهندسي التي تسعى لنشر العلوم الهندسية والمعرفية لكافة المهتمين بالعالم العربي
ولفت إلى أن مجلس نقابة المهندسين يعمل على مواجهة تحديات عديدة مدركاً أن الواقع يتطلب مزيدأ من التشاركية بين جميع المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
ويعمل المجلس ضمن خطة مدروسة تحديثية شاملة للتشريعات النقابية ضمن رؤيا يحكمها المستقبل وتراعي أرضية واقعنا الآني وطنياً ونقابياً ومهنياً يشارك بها الجميع دون استثناء .
من جهته دعى الدكتور بشار الطراونة عضو مجلس النقابة ورئيس شعبة الهندسة المدنية إلى دعم مخرجات هذا المؤتمرالذي يهدف إلى تجسير العلاقات بين عالم النظرية وعالم التطبيق المتطور وحتى يكون منبرا للتواصل و لتبادل الخبرات بين مختصين في ميادين مختلفة بهدف إثراء التشارك بين الخبرات .
لافتاً إلى أن المؤتمر يأتي في مرحلة تتطلب إعادة النظر في كل ما يخص الإعمار في الأردن ، وضرورة تسليط الضوء على كل مجالات الهندسة المدنية والعلوم الحديثة في ظل التطور التكنولوجي المتسارع.
وأضاف الطراونة : حرصنا في شعبة الهندسة المدنية ومن خلال هذا المؤتمر على استضافة عدد من الزميلات والزملاء من داخل الأردن وخارجه ممن كان لهم بصمة واضحة في مجال الهندسة المدنية وتطورها، وكان لشعبة الهندسة المدنية دوراً سباقاً في استحداث اختصاص تقييم وإعادة تأهيل المباني ليكون مجالا ًجديداً ، وتم وضع تعليمات وأسس لممارسة هذا الاختصاص من قبل لجنة فنية مختصة ، حيث حصل عدد من الزملاء على رتبة رئيس اختصاص في هذا المجال، موضحاً أن الكارثة الانسانية التي حدثت في جبل اللويبدة تتطلب منا أن نكون على قدر عال من المسؤولية ، وان نتكاتف جميعا للعمل على مشروع وطني يهدف لمنع تكرار مثل هذه الحادثة.
من جهته استعرض الاستاذ الدكتور رائد السمرة رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر محاور المؤتمر مؤكداً أن هذا المؤتمر يضم علماء ومهندسين بارزين في مجال الهندسة المدنية الذكية، ويهدف إلى تبادل المعرفة والخبرة من خلال محاضرات وأوراق علمية وحلقات نقاشية وحوارات الدائرة المستديرة، ويشتمل على مواضيع تتعلق بالمنشآت والمواد الذكية، وطرق الإنشاء والإدارة الذكية، والتعليم الذكي والمهارات الذكية، كما يسعى المؤتمر إلى تسليط الضوء على بعض القضايا الهندسية الحيوية التي تهم المهندسين والمواطنين على حد سواء، والجهود المبذولة لإيجاد حلول عملية ووضعها قيد التنفيذ لغايات تحسين أداء البنية التحتية والخدماتية وزيادة كفاءة أنظمة النقل والمياه، والبيئة والإنشاء والإدارة.
ويشارك في المؤتمر متحدثون محليون من الأكاديميين والمهندسين وأصحاب الخبرات في مجالات الهندسة المدنية، كما ستقدم خلال أعمال المؤتمر أوراق علمية لباحثين من الأردن، فلسطين، العراق، الجزائر، السودان، الامارات، تركيا، أمريكا، المملكة المتحدة، روسيا، أوكرانيا.