أردوغان يحدد 14 أيار موعدًا للانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا


أنباء الوطن -

 حدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يحكم منذ العام 2003 ويأمل بالبقاء بمنصبه لخمسة أعوام إضافية، تاريخ 14 أيار/ مايو موعدا لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا

وأشار إلى أنها "ليست انتخابات مبكرة (...) إنما هذا تعديل لأخذ (تاريخ) امتحانات (الجامعات) بالاعتبار".

أصبح أردوغان رئيسًا للوزراء في العام 2003، قبل أن يعدّل الدستور ويصبح "رئيسًا" مُنتخبًا بالاقتراع العام في 2014.

وسيكون هذا الموعد الانتخابي مهمًا لمستقبله السياسي ولمستقبل تركيا التي تشهد أزمة اقتصادية خطيرة والتي تلعب دورًا مهمًا في الشؤون الجيوسياسية في المنطقة. فسبق أن عرضت أنقرة التوسط بين أوكرانيا وروسيا المتحاربتين والمطلّتين مثلها على البحر الأسود.

والأربعاء، لمّح الرئيس التركي إلى أن الانتخابات الرئاسية والنيابية في تُركيا ستجرى في 14 أيار/ مايو، في ذكرى مرور "73 عامًا" على فوز الحزب الديمقراطي (محافظ) في أول انتخابات حرّة شهدتها تركيا المعاصرة في العام 1950.

وقال أردوغان في تصريحات متلفزة الأربعاء، "ستوجّه أمّتنا ردّها على تحالف طاولة الستة (المعارض) في اليوم نفسه بعد 73 عامًا".

و"طاولة الستة" تحالف يضم ستة أحزاب تركية تسعى لقطع طريق الرئاسة أمام أردوغان. وحده حزب الشعوب الديمقراطي لم ينضمّ إلى التحالف.

20 عاما في السلطة

ولفت أردوغان إلى أن الحملة الانتخابية ستبدأ قبل 60 يومًا من الموعد، أي في 10 آذار/ مارس.

في 14 أيار/ مايو 1950، فاز الحزب الديمقراطي الذي أسسه في العام 1946 عدنان مندريس وأنصاره المنشقّون عن حزب مصطفى كمال "أتاتورك"، في الانتخابات قبل أن يُطاح بعد عشرة أعوام في انقلاب عسكري.

ولطالما شبّه أردوغان نفسه بمندريس، وهو أقيل لفترة من رئاسة بلدية اسطنبول وأودع السجن فترة قصيرة في تسعينيات القرن الماضي.

ويُعدّ تحديد الرابع عشر من أيار/ مايو موعدا للانتخابات العامة رسالة موجّهة إلى فئة الناخبين المحافظين.

ويحكم أردوغان الذي كان لاعب كرة قدم سابق يحلم باحتراف هذه الرياضة، تركيا منذ عقدين بشكل شبه أحادي، مع أنه يرفض نعته بأنه "دكتاتوري" كما ورد هذا الأسبوع في صحيفة "ذي إيكونوميست" الأسبوعية البريطانية.

وانتُخب رئيسًا لبلدية إسطنبول في العام 1994، وحوكم في العام 1998 لإلقائه خطابًا ذا نبرة إسلامية. لكن لم يحل ذلك دون تعزيز جاذبيته السياسية.

وبعد 4 أشهر من التوقيف، أُفرج عن أردوغان الذي أسّس فيما بعد حزب العدالة والتنمية.

ومع وصوله في  العام 2003 إلى رئاسة الوزراء، عرفت تركيا عقدًا من النمو الاقتصادي والاستقرار السياسي غير المسبوق في تركيا المعاصرة.

لكن اعتبارًا من عام 2013 شهدت تركيا موجة احتجاجات غير مسبوقة من الشباب في البلاد التي لم تتقبل كثيرًا النموذج الإسلامي المحافظ الذي يروج له حزب العدالة والتنمية.

وازداد التوجه الاستبدادي لسلطة أردوغان الذي بدأ في ذلك العام بعد الهزيمة الانتخابية الأولى لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية لعام 2015، ثم مع محاولة انقلاب في تموز/ يوليو 2016.

وسيحاول الرئيس الذي تراجعت شعبيته في السنوات الأخيرة، إقناع الناخبين الأتراك مجددًا بأنه رجل الدولة الأساسي.