انطلاق مؤتمر "الحكومة الإلكترونية والمدينة الذكية"
أكد امين عمان عقل بلتاجي على أهمية الاتصال الانساني في نجاح تجارب المدن الذكية، التي صارت تعتمد إدارتها على القدرات والابداعات البشرية على أساس الجدارة.
وقال خلال رعايته مؤتمر "الحكومة الإلكترونية والمدينة الذكية"، الذي نظمته جامعة الشرق الاوسط و جمعية القيادات الإدارية الأردنية ،إن المدن "أصبحت قوة خصوصا إذا علمنا أنه بحلول عام 2035 سيكون معظم سكان العالم يقطنون المدن لذلك صارت تحتاج هذه المدن لإدارة غير تقليدية".
وبين أن عمان "تصنف من المدن الـ 40 الذكية في العالم والتي تقوم بمشاريع ذكية منها على سبيل المثال مشروع توفير الطاقة"، معلنا ان عمان ستستقبل يوم السبت المقبل نحو 300 مركبة تعمل بالطاقة الكهربائية والتي ستوفر على مستخدميها أكلاف الوقود.
وقال بلتاجي خلال حفل الافتتاح الذي حضره رئيس مجلس أمناء الجامعة الأمين العام لمجلس حوكمة الجامعات العربية الدكتور يعقوب ناصر الدين ورئيس الجامعة الدكتور ماهر سليم ورئيس جمعية القيادات الإدارية الدكتور فايز الربيع وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية و المشاركون في المؤتمر إن الفكر الاستراتيجي هو الذي يقود إلى نجاح المدن الذكية خصوصا إذا علمنا ان الديمغرافيا صارت متحركة ، فها هي عمان تستقبل العديد من موجات اللجوء ما يشكل تحديا يستوجب ان تتعامل الامانة معه بشكل لا يؤثر على الخدمات وجودتها.
وعرج بلتاجي للرؤى الاصلاحية التي كرسها جلالة الملك عبدالله الثاني والتي تعتمد على محاور خمسة هي : الاصلاح المالي، والاداري، والقضائي، والتشريعي ، والاجتماعي بشقيه الصحي والتعليمي.
من جهته قال الدكتور يعقوب ناصر الدين في تصريحات صحفية، إن "عمان عمليا وواقعيا قطعت شوطا كبيرا في مشروع المدينة الذكية لكن هناك شروط لتكون مدينة مرنة، مبينا أن للجامعات دورا مهما في تقديم الخدمات لمؤسسات الدولة.
وأضاف ان هذا المؤتمر يكرس دور الجامعات في الاسهام بجهودها التنويرية والاكاديمية وعبر خبراتها في بلورة رؤية تتضمن الأهداف الرئيسة للحكومة الإلكترونية، وتحديد برامج ومشاريع الحكومة الإلكترونية ذات الأولوية، لتسهيل عمليات متابعة التنفيذ ومراقبة الأداء وتعزيز مبدأ المساءلة عن طريق تحديد مسؤوليات كافة الجهات أصحاب العلاقة.
وأضاف أن هذا المؤتمر بأهدافه ومحاوره ينسجم مع رؤية الجامعة باعتبارها جامعة جادة وملتزمة وساعية للتعلم أخذت على عاتقها المبادرة في رفع كفاءة الاداء والدقة في الانجاز على مستوى الجامعات العربية عبر تنفيذ مشروع حوكمة الجامعات العربية والذي ترجم إلى مجلس مقره جامعة الشرق الأوسط يتولى تنفيذ المهام والاهداف الخاصة في الدليل الذي أعدته الجامعة لهذه الغاية.
من جهته قال رئيس الجامعة الدكتور ماهر سليم إن "الرابط الذي يشكل أساس الدولة الذكية هو الادارة المرتبطة بالتفكير الاستراتيجي باعتبارها العقل الذي يقود كل عملية مهما كان نوعها أو مجالها نحو الاهداف المرسومة مستخدمة كل الوسائل والقدرات والابداعات التي ترتقي بالمؤسسات او الدول والمجتمعات، وفي مقدمة تلك الوسائل ماانتجه العقل البشري من ثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات ووسائلها وأدواتها التي صارت اليوم الجهاز العصبي لكل كيان مؤسسي، واوجدت ثقافة جديدة في عملية ونوعية التواصل بين الافراد والمجتمعات".
وأضاف أن هذا هو المقياس لمدى تفاعل الدول مع الحياة المعاصرة بل هو أحد المعايير التي تصنف الدول وفقا له من حيث التقدم والنمو والنجاح والفشل، مبينا أن المهم هو الوصول إلى منهج وسلوك اجتماعي يضمن حسن الاداء وسرعة الانجاز ودقته وتيسير الحصول على المعلومات والمعاملات.
وفي هذا الصدد شدد الدكتور ماهر سليم على ضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة في مفهوم الحكومة الالكترونية وتوسيع نطاقها للتجول إلى عملية سلوك وظيفي ثقافي خاصة وأن نسبة الشباب في مجتمعنا هي في حدود 70% وهم جيل يعاصر ويعايش وسائل الاتصال الحديثة، مما يجعل عملية التفاعل ممكنة ومنتجة في آن معا".
وأشار الدكتور سليم لدور الجامعة في تكريس هذا الفهم باعتبارها صاحبة المبادرة وحاضنة المقر الدائم لمجلس حوكمة الجامعات العربية وتطبيق معايرر الجودة ، إلى جانب سعيها لاحتضان برامج أكاديمية معتمدة من جامعات عالمية مرموقة.
بدوره شدد رئيس جمعية القيادات الإدارية الأردنية السفير السابق الدكتور فايز الربيع على ضرورة أن "نغير من ذهنيتنا الادارية الورقية التي تعودنا عليها وأسلوب تعاملنا مع هذا الاطار الجديد المسمى الحكمة الالكتروينة والحكومة الذكية والمدينة الذكية، وهذا يتطلب منا انفتاحا عقليا يتعامل بايجابية مع كل المستجدات الحضارية والفكرية والادارية التي تعمل لخير البشرية وتقدمها ورفعة الانسانية".
وقال إن مقتضيات الاصلاح الاداري تلزم المؤسسات الحكومية المرونة والوضوح في منهج عملها وتحسين جودة الخدمات وعلانية تداول المعلومات عبر وسائل الاتصال حتى خارج أوقات الدوام الرسمي ومحاصرة وسائل الفساد"، مشيرا إلى أن مصطلح المدينة الذكية يعني ان المدينة رقمية تعتمد في خدماتها على البنية التحتيى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لزيادة الاستدامة وتحسين حياة المواطن ، معتمدة على إشراك المواطن في هذه العملية باعتباره المفتاح لنجاح هذا المشروع.
ويناقش المؤتمر محاور أبرزها : فاعلية استراتيجيات الحكومة الإلكترونية، خدمات وتطبيقات الحكومة الإلكترونية،التطبيقات العملية للحكومة الإلكترونية في الأردن، التحديات ومعيقات تطور الحكومة الإلكترونية في الأردن، المجتمع والحكومة الإلكترونية، ومحور المدينة الذكية.
ويهدف المؤتمر إلى "التعرف على واقع استراتيجية الحكومة الإلكترونية الأردنية وتوجهاتها المستقبلية ، والتعرف على أهم معيقات الحكومة الإلكترونية من وجهة نظر المواطنين والمؤسسات ذات العلاقة، وتحديد فاعلية الخدمات الإلكترونية المفعلة من قبل بعض المؤسسات الحكومية،و مدى جاهزية المواطن الأردني لاستخدام خدمات الحكومة الإلكترونية ، وإبراز مفهوم المدينة الذكية وأهميتها ومتطلباتها وهياكلها واستراتيجياتها.، فضلا عن التعرف على أفضل الممارسات في مجال خدمات الحكومة الإلكترومية وعرض التجارب العربية والمحلية في هذا الصدد".
ويعرض المؤتمر لتجربة حكومة دبي في قطاعي المياه والكهرباء، ومدينة عمان ، وأهمية تصميم محفظة لجدارات المواردالبشرية الذكية المطلوبة للتوظيف في المدن الذكية، ودور هندسة تخطيط المدن في رسم معالم المدن الذكية وأثر العوامل التخطيطية في تكوين مجاورات حضرية أكثر ذكاءً، وعرض المفاهيم الأساسية للمدينة الذكية، والذي يتناول فوائد منظومة إدارة الموارد المالية للحكومة.
ويعرض الخبراء، خلال المؤتمر الذي يستمر يوما بواقع جلستين، لتجارب مؤسسات أردنية في تطبيق الحكومة الإلكترونية، واثر تطبيقاتها على الأداء المؤسسي، ومناقشة دراسة عملية لتطبيقات الحكومة الالكترونية في إدارة ترخيص السواقين والمركبات الأمن العام الأردن ، وتحديد الطرق و الأساليب الممكن استخدامها لزيادة فاعلية وجودة خدمات الحكومة الإلكترونية الحالية و المستقبلية ، وأخيرا تجربة غرفة تجارة عمان في الخدمات الإلكترونية.
كذلك يناقش المؤتمر أنظمة الدفع الإلكترونية ودورها التكاملي مع الحكومة الإلكترونية ، وعرض أهم التطورات الحاصلة في انظمة الدفع الإلكترونية، وأهمية محطات المعرفة الأردنية المصدر الرئيس لتوفير خدمات الحكومة الإلكترونية في المناطق الريفية والنائية، ومدى جاهزية مؤسسات الدولة الأردنية والمواطنين للحكومة الإلكترونية، وأثر أنماط القيادة في تبني الحكومة الإلكترونية ( دراسة ميدانية: في أمانة عمان الكبرى)، والإدارة الإلكترونية ودورها في الارتقاء بأداء العاملين في جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية والصحية، ومستوى جاهزية الدولة الاردنية والمواطن الاردني لاستخدام الخدمات الحكومية المقدمة إلكترونياً، وعوامل تبني الحكومة الإلكترونية وأثرها على تحسين جودة الخدمات الحكومية المقدمة ورضا الجمهور.
وجرى خلال حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي عن جامعة الشرق الاوسط بين لفلسفة الجامعة ورؤيتها باعتبارها جامعة جادة ولمتزمة وساعية للتعلم وجهودها في الحوكمة على المستوى العربي وجهودها في الوصول إلى العالمية.