منتدى الوسطية يقيم ندوة حول "دور المصالحات الوطنية في التنمية والإعمار"
أقيم في مقر المنتدى العالمي للوسطية بعمان صباح هذا اليوم ندوة علمية ثقافية حول "المصالحات الوطنية ودورها في التنمية والإعمار".
وقبل بداية الجلسة الأولى رحب المهندس مروان الفاعوري، أمين عام المنتدى بالحضور مؤكداً في ذات الوقت على دور المصالحات الوطنية في تنمية البلدان وإعمارها.
وبين الفاعوري أن الندوة جاءت استجابة لمجمل الأحداث التي تمر بها الأمة.
وأضاف الفاعوري أن أمتنا تعرضت لكثير من الفتن إلا أنها استطاعت أن تخرج من هذه الأزمات بقوة وتماسك أكثر.
وبعد ذلك بدأت أعمال الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور محمد طالب عبيدات وتضمنت ثلاث ورقات.
الورقة الأولى قدمها الدكتور حمدي مراد، وكانت بعنوان "الصلح والمصالحة في ضوء الشرائع السماوية" أكد خلالها على أن الشرائع السماوية حثت على الصلح والمصالحة ، لأن الاديان جاءت لنشر الأمن والسلام ولم تأت لنشر الخراب والإرهاب.
وبين حمدي أن المصالحة سبع أنواع وهي : المصالحة مع الله، والمصالحة مع النفس، مع الأسرى وذوي القربى، والمصالحة مع العشيرة والمصالحة مع القرية أو المدينة، أي المصالحة مع الوطن والمصالحة مع أهل الملة وأهل العقيدة الواحدة أي اصلاح الأمة والمصالحة بين كل أصحاب الملل والعقائد في المجتمع.
وفي الورقة الثانية تحدث الدكتور إخليف الطراونة عن "الصلح والمصالحة /الشروط والأسس" وأشار فيها الى ضوابط الصلح والمصالحات في القانون والأعراف والتي تصيب في مجملها في رافد الخير والسلام وتكون ضابطاً لكل من لا يريد أن تكون الحياة الإنسانية منضبطة وحضارية.
وأشار إخليف الى دور الشعوب المثقفة في دعم ثقافة الصلح، ودورها في دعم بناء المجتمعات بعيداً عن الأفكار الغوغائية الشريرة، وشدد على أهمية الصلح لأنها سكن وأمان للنفس والمجتمع ووسيلة مهمة لإنهاء النزاعات والخصومة بطريقة ودية في الحياة الإنسانية .
وآخر أوراق عمل الجلسة الأولى قدمها الأستاذ ابراهيم العجلوني وكانت تحت عنوان "دور المفكرين والنخب الثقافية في تعزيز ثقافة الصلح والمصالحة"، والتي بين فيها أهمية دور المفكرين والنخب المجتمعية في إرشاد أبناء الأمة سواء أكانوا من رجال الدين أو الثقافة أو مختلف العلوم الإنسانية والعلمية .
وأشار العجلوني إلى أن هنالك بعض النخب غير الواعية ربما تضرب اللحمة المجتمعية من حيث تدري ولا تدري .
وفي نهاية الجلسة أكد الدكتور حمدي مراد على ضرورة تكاتف الجهود الإنسانية والعلمية والمجتمعية في دعم سياسة الصلح المجتمعي وصولاً إلى بناء مجتمع آمن متقدم ومتطور.
وفي ختام الجلسة الأولى فتح باب الحوار والنقاش مع الحاضرين الذين أسهموا عبر مناقشاتهم واستفساراتهم في إثراء أوراق العمل المقدمة في الندوة.
وترأس الجلسة الثانية الدكتور عادل بني محمد ،وفي الورقة الأولى تحدث الاستاذ جميل النمري عن وظيفة الإعلام في دفع عمليات الصلح والمصالحة الوطنية وأكد على دور الإعلام باعتباره السلطة الرابعة في نشر ثقافة الصلح والابتعاد عن الافكار المدمرة للإنسان.
وتضمنت الجلسة أيضاً ورقة للدكتور محمد بني سلامة حول "دور المجامع والمرجعيات والحركات ومنظمات المجتمع المدني في عملية الاصلاح الوطني "بين فيها أن المجامع ومنظمات المجتمع المدني جزء من مسيرة دعم ثقافة الصلح وداعم أساسي للوقوف ضد التيارات المفتتة لبنية المجتمع.
وفي ختام الجلسة فتح الباب للمناقشات والتساؤلات التي ركزت حول ضرورة تفعيل المصالحة الوطنية لتكون أرضية صلبة للتنمية والإعمار .
وفي ختام الندوة قدم المهندس مروان الفاعوري تحياته وشكره لجميع المشاركين في الندوة داعياً الله سبحانه وتعالى أن يحفظهم والاردن والامتين العربية والاسلامية من كل سوء.