قصور أم تقصير؟؟
بقلم : الدكتور محمد خليفة - صناع التغيير
لا يختلف اثنان على ان المبادرات الكثيرة، والتي يشكر اصحابها عليها والمتعلقة بتوزيع طرود الخير في رمضان وموائد الافطار وكسوة العيد وغيرها ،، سواء بقصد الخير - الذي نتمنى أن ينعم الله به على اصحابها - او بقصد الشهرة والدعاية، فهي تسد حاجة البعض ولو قليلا دون ارتواء ، وذلك للعجز الشديد لهؤلاء المحتاجين الذين اصبحوا ينتظرون رمضان على شوق كبير لسد فجوة الجفاف السنوي من تقديم المعونات وتغطية الاحتياجات !!!
وبالمقابل فإن ما نراه ومن بعد اجتماعي وطني ما هو الا مؤشر الى وجود فجوة كبيرة في خدمة جيوب الفقر المتناثرة في وطننا الحبيب، وما هو الا مؤشر خطير على قصور المؤسسات الحكومية ذات العلاقة او تقصيرها بالوصول الى الطبقة المحتاجة في هذا المجتمع وضمن قواعد بيانات حقيقية ومنظمة بحيث تضمن وصول المساعدات الى مستحقيها !!
الفوضى الخلاقة في رمضان هي عمل يؤجر اصحابه عليه ،، لكن نحن نحتاج حقا الى استراتيجية وطنية لوقاية وحماية واعادة بناء التوازن الاجتماعي وتعزيز مفهوم العمل التطوعي والانساني على مدار العام ،، هذه الفوضى والتي قد تحرم العديد من مستحقي الدعم من وصول الدعم لهم ، تقدم بالمقابل الدعم لغير مستحقيه !!!
مؤسسات الدولة ذات العلاقة أمام مسؤولية وطنية للنهوض بالمجتمع وليس الاكتفاء بموقف المتفرج والمانح للدعم الذي لم يخرج من منظومة الدعم العاجز عن تقديم حلول ناجعة للمشكلات، وضمن الاستراتيجية التي تركز على بناء الانسان وبناء قدراته ليستطيع ان يسهم في دفع عجلة التنمية والخروج من مأزق الفقر الأخذ بالازدياد في ظل ضعف البرامج الحكومية الاقتصادية، وتتجلى هذه الاستراتيجية بالحكمة الصينية القائلة : بدلا من أن تطعمني سمكة علمني الصيد !!!
ولننهض جميعا ضمن خطة للنهوض بالانسان الاردني القادر على العطاء !!
ومعا حتى لا يبقى الحال على حاله !!