تقنيات التبخير(استنشاق البخار) قد تحل محل التدخين التقليدي في غضون 30 عاماً


أنباء الوطن -

أظهرت دراسة جديدة قام بها كل من نائب رئيس الأبحاث في "مؤسسة الرشد" (Reason Foundation)، جوليان موريس، والاقتصادي المعروف، الدكتور أميرالله خان تحت عنوان "ثورة البخار"، التطور الكبير في تقنيات البخار التي من شأنها أن تسهم في تحسين حياة الناس، وتأثير السياسات والتشريعات المعنية بهذا الموضوع.

وقد أبدى الباحثان قلقهما إزاء احتمالية كبح الابتكار والإبداع نظراً لسياسات منظمة الصحة العالمية، وبالتالي إبطاء أو حتى إيقاف الآثار الإيجابية التي تحملها هذه الثورة في ما يتعلق بالحد من ضرر التدخين التقليدي.

وكان المؤلفان قد توصلا من خلال الدراسة إلى أن الابتكار والإبداع السريع المدفوع بالمنافسة ضمن سوق غير منتظمة أدى إلى تطوير وإنتاج منتجات تعتمد تقنيات البخار التي تجذب الملايين من المدخنين، الذين تحولوا لتدخينها كبديل عن التدخين التقليدي.

وحسب الدراسة، فإن استنشاق البخار والذي يعد أكثر أماناً من التدخين التقليدي بنسبة 95%، يمكّن المدخنين من التمتع بعمر أطول وصحة أفضل وإنتاجية أعلى، هذا إلى جانب انضوائه على منافع عديدة تعود على اقتصادات الدول، الأمر الذي يتحقق  عبر زيادة النشاط الاقتصادي وانخفاض تكاليف الرعاية والفاتورة الصحية.

ومع تواصل الابتكار، يتوقع مؤلفا الدراسة أن تحل منتجات التدخين المعتمدة على تقنيات البخار محل التدخين التقليدي كلياً خلال ثلاثة عقود.

وبهذا الصدد، يقول الدكتور أميرالله خان: "لقد شهدت منتجات الدخان المعتمدة على تقنيات البخار المبتكرة وفي أقل من 10 سنوات تحسناً ملحوظاً من ناحية الجودة والكفاءة والسلامة، ترافقت مع انخفاض في أسعارها، الأمر الذي دفع ملايين من المدخنين للتحول لتدخينها. إن الابتكار يحمل القدرة على تجنب ومنع حدوث أكثر من مليار حالة وفاة مرتبطة بالتدخين، بالإضافة إلى قدرته على إطالة حياة المدخنين والمدخنين المحتملين ربما لـ 10 مليارات عام.

وقد حذر المؤلفان من إمكانية تثبيط تواصل الابتكار بسبب التعليمات والأنظمة، خاصةً في حال تم الترويج لتلك التعليمات والأنظمة من قِبل منظمة الصحة العالمية، كما بيّنا أن وضع أنظمة صارمة على منتجات التدخين المعتمِدة على تقنيات البخار من شأنها أن تسهم في ارتفاع تكاليفها والحد من الخيارات التي تقدمها، بالإضافة إلى تقويض المنافسة والابتكار فيها.

وفيما تقوم بعض الدول كالمملكة المتحدة  بتشجيع الابتكار عبر تجنب الإفراط في التشريع وفي وضع الأنظمة الصارمة، فإن دولاً أخرى كأستراليا وسنغافورة والبرازيل والمكسيك منعت التقنية بالكامل أو فرضت عليها قيوداً مفرطة.

هذا وتلعب منظمة الصحة العالمية دوراً محورياً في اتفاقيتها الإطارية بشأن مكافحة التبغFramework Convention on Tobacco Control، وهي معاهدة عالمية تقدم التوجيهات والإرشاد للبلدان حول سياسات مكافحة التبغ فيها. وحتى هذه اللحظة، فإن منظمة الصحة العالمية تعادي المنتجات التي تحد من الضرر، داعيةً المدخنين إلى الإقلاع عن التدخين وبخلاف ذلك فإن الوفاة هي مصيرهم حسب ما تروج له. ومن هنا، فإنه يتوجب على منظمة الصحة العالمية التخلي عن نهج " الإقلاع عن التدخين أو الموت" وتبنّي الابتكار في تقنية البخار، عند استضافتها للمؤتمر السابع للأطراف في الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ والتي سيُعقد في نيو دلهي خلال شهر تشرين الثاني من العام الحالي.   

وبدوره قال المؤلف جوليان مورريس: "يتعين على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ أن تغير من نهجها تجاه منتجات التدخين المعتمِد على البخار والاعتراف بقدرتها على إنقاذ حياة الناس، أو على الأقل إدراج بعض من خبراء الصحة، الذين تظهر دراساتهم أن هذه الابتكارات تنقذ حياة الناس، في مداولاتها".