الأنظار من خلال الاضاءات البرّاقة التي تصدرها البطارية الموجودة تحت بطانة الحذاء، ويتم شحنها بواسطة شاحن خاص لإعطاء الإضاءة اللازمة، وبعد نفاد كمية الشحن تتوقف عن العمل.
الطفل ابراهيم علي، البالغ عمره ستة أعوام، يتباهى بحذائه المضيء أمام أقرانه باعتباره أحد صيحات الموضة، بحسب ما تقول والدته، إذ يتغير سلوكه بشكل لافت بعد انتعاله هذا الحذاء وتزداد حركته بشدّة عن السابق.
ويرى أطباء استشاريون في الاعصاب والدماغ انه من الآمن عدم انتعال الاحذية المضيئة، وان تم ذلك فليس لأكثر من ساعة ، ذلك انه يعطي اشعاعا كهرومغناطيسا للجسم، ويسبب اختلالا في توازن الشحنات الدماغية مع ما يسببه ذلك من اعراض ذهانية.
ويقول استشاري الاعصاب والدماغ الدكتور محمد جاموس، إن هذا النوع من الأحذية تعمل على اختلال توازن شحنات الدماغ والجسم، إذ انه يترتب على استخدامها لفترات طويلة ظهور أعراض ذهانية كضعف التركيز والاستيعاب والفهم والتأثير على مستوى الذكاء، وقد يلاحظ ذلك الاهل على أطفالهم ذلك نتيجة للاستخدام هذا النوع من الأحذية.
ويتابع، ان استخدام هذه الأحذية قد يؤدي الى تغيرات سلوكية خاصة لدى الأطفال الذين لديهم فرط حركة، إذ يزداد نشاطهم الحركي بشكل كبير، كما يؤدي ذلك إلى وجع في الرأس، ولا ينصح باستخدام هذه الأحذية لفترات طويلة، بحيث لا يتجاوز استخدامها أكثر من ساعة أو نصف الساعة.
ويشير إلى أن الاحذية المضيئة قد تؤدي إلى حوادث حرق أو صعق من البطارية، وتزداد الخطورة حين يلامس هذا النوع من الحذاء ذات الشحنات الكبيرة في وقت الظهيرة الارض، وهي ذات درجات حرارة عالية، موضحا أن البطارية المشحونة بشكل كامل قد تزيد كمية الشحنات في الجسم، ذلك أن شحنات الجسم تتوزع على الاقطاب وهما القدمان والرأس.
وبين ان ذلك قد يؤثر على الدماغ ومن الممكن أن تسبب شحنات صرعية أو تشنجية وقد يكون الانسان مهيأ للإصابة بهذه الأمراض، وقد لا تظهر عليه هذه الاعراض، إلا بعد تكرار انتعال هذه الأحذية.
ويفضل استشاري الاعصاب والدماغ الدكتور عدنان العبداللات، ان لا يتجاوز مدة استخدام هذا الحذاء أكثر من ساعة ، بسبب الشحنات الكهرومغناطيسية النتاجة عنها.
وبحسب دائرة الجمارك بلغت قيمة مستوردات المملكة من الأحذية بمختلف أنواعها لعام 2014 حوالي 45 مليون دينار، ارتفعت الى 47 ألفا عام 2015، فيما بلغت للنصف الاول من العام الحالي اكثر من 22 مليون دينار.
ويؤكد مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الدكتور حيدر الزبن، ان هذه الأحذية تخضع للفحص من قبل جهاز خاص، ويتم التركيز على ان لا تكون البطارية المستخدمة اكثر من 2 واط ، مشيرا الى انها لا تحتوي على مواد زئبقية.
يقول أحد باعة الاحذية إن نسبة الطلب على الأحذية المضيئة تزيد على 60 % وأن الشباب المراهقين والأطفال من أكثر الفئات طلبا عليها، إذ تنبعث منها إضاءة بألوان تجذب الانتباه، وأسعارها في متناول الجميع، ولا يلتفت الشباب والمراهقون إلى سعرها ما دام أنها تميزهم عن أقرانهم حال انتعالها، وهي في المحصلة صرعة من صرعات الموضة، مندفعين إليها بغض النظر عن سلبياتها.
ويؤكد رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الجامعة الاردنية الدكتور جهاد العجلوني عدم تسجيل أية حالة مرضية نتيجة استخدام الاحذية المضيئة، فيما مبين مصدر في الجمعية العلمية الملكية، أنه جرت العادة أن يتم الاكتفاء بالفحوصات الخارجية وشهادة المطابقة لها من المختبرات المعتمدة دوليا، ولا يتم فحص بطارية الأحذية المضيئة داخل الجمعية، كما أنها تحتاج الى مختبر خاص، إضافة الى انه في حال توفر مواصفة من مؤسسة المواصفات والمقاييس يتم اعتمادها لغايات الفحص في مختبرات الجمعية، إذ لا توجد مواصفة خاصة بهذا النوع من الاحذية المضيئة.
ويعتبر مدير مديرية ادارة المواد الخطرة والنفايات بوزارة البيئة الدكتور محمد الخشاشنة، أن الخطورة تكمن في التخلص غير الآمن من هذه الأحذية، إذ أنها تحتوي على مواد خطرة.
وبين أن هذا يشكل تحديّا ومن الممكن حظره بعد إجراء الفحوصات اللازمة على مثل هذه المنتجات، خاصة أن هذه البطارية تكون غير ظاهرة لصاحب الحذاء، وفي حال احتوائها على الزئبق فإنه في حال انكساره يتسبب بحدوث تسمم زئبقي عدا عن تلوث البيئة والتربة والمياه الجوفية.
ويؤكد أنه في حال توافر مادة الزئبق في بطارية الأحذية المضيئة، فإن ذلك مخالف لاتفاقية (مينا ماتا)، التي وقع عليها الاردن، والتي حذرت المادة الرابعة منها، من استخدام المنتجات التي تحتوي هلة بطاريات زريّة مصنوعة من أكسيد الزنك والفضة التي تحتوي على زئبق بنسبة 2 بالمئة فأكثر، وكذلك البطاريات الزرية الهوائية المصنوعة من الزرية الهوائية المصنوعة من الزنك، والمحتوية على زئبق بنسبة 2 بالمئة فأكثر.