عرض فيلم يوثق مجزرة الطنطورة في الجليل دعماً لإضراب الأسرى
مع اقتراب الذكرى ال 69 لمجزرة الطنطورة دعت جمعية «فلسطينيات» الجمهور الى مشاهدة عرض فيلم «على أجسادهم» الذي يوثق أحداث مجزرة الطنطورة وذلك يوم الجمعة 5/5/2017 الساعة السابعة والنصف مساءا في خيمة اعتصام الحرية والكرامة لدعم اسرانا البواسل المستمرون باضرابهم عن الطعام لليوم السابع عشر- وذلك في قرية عارة- الجليل - الخيمة المركزية.
ويتناول الفيلم مجزرة الطنطورة التي وقعت في أيار ,1948 ولم يتم كشف النقاب عنها إلا بعد مرور نحو نصف قرن عليها! ويقدم هذه المجزرة بوصفها نموذجا عن «المجزرة الكبرى» التي نفذتها الحركة الصهيونية الاستعمارية العنصرية بغرض «التطهير العرقي» لفلسطين وإقامة كيان فاشي كجزء من المشروع الامبريالي في المنطقة.
حيث يرصد الفيلم بدايات عمليات الاستيطان منذ القرن التاسع عشر وعلاقتها بالمشروع الصهيوني والفكر الصهيوني والمنظور الاستعماري لهذا الفكر الذي وضع له الأسس ثيودور هرتزل. كما يرصد نظريات الإبادة وخططها مع تزايد الدعم الاستعماري لهذا المشروع.
ينطلق بعد ذلك الفيلم لرصد ما جرى بعلاقته بالذاكرة الشفوية لأهل الطنطورة مدعمة بآراء مجموعة من الباحثين منهم: شيخ المجاهدين بهجت أبو غربية, د. خالد عايد, مصطفى الولي, د. أنيس القاسم, تيدي كاتس. مع الاستفادة من دراسة ألان بابي عن التطهير العرقي في فلسطين, بالإضافة الى شهود عيان من الذين هاجروا من الطنطورة الى داخل فلسطين المحتلة أو خارجها.
كما ويعيد الفيلم بناء المجزرة حسب الحكايات المروية ويعيد بناء ذاكرة مقاومتهم للمجزرة ضمن شروط الضعف المحيطة بهم, بعد ذلك ينطلق الفيلم ليعيد تأسيس القرية من خلال ذاكرة أهل الطنطورة للحياة في قريتهم بكل تفاصيلها الحميمة ومن خلال حكاياتهم يحاول الفيلم تخيل الطنطورة كما كانت وكما هي الآن في وجدانهم ووجدان أولادهم.
ويتناول الجزء الأخير من الفيلم الأجيال الجديدة من أبناء الطنطورة ما بين المقيمين في الشتات والمهجر الممنوعين من العودة, وما بين المقيمين في أراضي فلسطين 48 ولكن كلاجئين خارج قراهم التي يحرم عليهم السكن بها محاولا هذا الفيلم رصد طرق هؤلاء الشباب لاستمرار التواصل مع الطنطورة التي ستبقى دائما بالنسبة لهم مشروع العودة الذي لا يمكن التنازل عنه.
ويعتمد الفيلم على الوثائق التاريخية التي أمكن توفيرها, وعلى شهادات أبناء الطنطورة في الوطن فلسطين وفي كل من سورية والأردن. ويروي على امتداد ساعتين تفاصيل ودلالات هذه المذبحة التي وقع ضحيتها أبناء البلدة الجميلة الوادعة على شاطئ البحر المتوسط الفلسطيني حيث يبقى الأهم في هذا الفيلم هو ذاكرة أهالي الطنطورة التي يسعى الفيلم لحمايتها من الضياع.