علينا ان نحمد الله على هكذا مسؤولين ابتلينا بهم
قبل عشر سنوات تقريبا انتقدت في صحيفة البيداء تعين ابنة احد رؤساء الحكومات السابقين في وزارة البيئة ووقتها اتصل بي رئيس الحكومة المشار اليه متوعدا انه سيقوم بمقاضاة صحيفة البيداء ومقاضاتي بسبب انتقادي تعيين ابنته لان التعيين لم يأتي من ديوان " الخنقة " المدنية بل نزلت بذات البرشوت الذي ينزل به ابناء الذوات على المناصب خاصة انه لم يمضي على تخرجها من الجامعة انذاك سوى اشهر قليله .
سألت رئيس الحكومة المنزعج ما هو تبريرك يا دولة الرئيس بأن ابنتك المصون قد تجاوزت كل الذين هم قبلها وتم تعينها في وزارة البيئة التي كانت لا تزال فتية اقصد الوزارة في ذلك الوقت ... اتدرون بماذا أجابني الرئيس .. قال انها اي ابنته اردنية وتحمل الرقم الوطني ويحق لها التعيين في الدوائر الحكومية والوزارات ...!؟ وهي مميزة جدا ولديها خبرات هامه ووزارة البيئة تحتاج لخبراتها ...!؟ وبعدها اغلق خط الهاتف في وجهي ...!؟
المشكلة ان تخصص ابنة دولته كان محاسبة ولكن تم تعينها في ذلك الوقت مسؤولة عن قسم الحاسوب كما أنها لم تكن قد اكملت الثلاثة شهور على تخرجها من الجامعة ويقول دولته ان وزارة البيئة هي التي بحاجه الى خبراتها ..
تذكرت هذه القصة عندما علمت ان نجل رئيس الوزراء الحالي فوزي هاني الملقي تم تعينه مديرا في الملكية الاردنية .. قلت في نفسي ان دولة الرئيس الملقي سيقول ان نجله مواطن اردني ويحمل الرقم الوطني ومن حقه ان يعين في الحكومة ومؤسساتها وانه صاحب خبرة طويله والملكية الاردنية هي التي بحاجة لنجله ..!
انا لا ادري لماذا ننزعج في الاردن من مثل هذه القرارات ..!؟ ولماذا لا نزال نشعر في الظلم وعدم تكافؤ الفرص ...!؟ انا لا ادري متى شعرنا ان هناك عدل في الاردن حتى نشعر الان في الظلم ..!
صدقوني ان عددا كبيرا ممن تولو امرنا في الحكومات والمناصب العليا مقتنعين تماما اننا لا نصلح لشيئ وانهم هبة من الله بعثها سبحانه وتعالى للاردن ولشعبها واما نحن عامة الشعب علينا ان " نقعد وننطز " ونحمد الله صبح مساء على هكذا مسؤولين ابتلانا الله بهم .
علينا ان نشكر الله على نعمة الامن والامان .. علينا ان نشكر الله انه لازال بمقدرونا ان نأكل الخبز من شحنات القمح والشعير الصالحة للاستهلاك البشري .. علينا ان نحمد الله على مخالفات السير والطرق الغير معبدة وخاصة الطريق الصحراوي .. علينا ان نحمد الله لانه لم يجري علينا ما جرى على بعض دول الجوار .. علينا ان نحمد الله لان عدد من النشميات الاردنيات الواتي يحملن الرقم الوطني في السجون بسبب صندوق المراة .. وصندوق الزكاة يدفع عنهم ديوينهم .. علينا ان نحمد الله لان البوتاس والفوسفات والمطار والميناء والاتصالات لم نعد نملكها .. علينا ان نحمد الله لان المديونية العامة على الدولة لم تتجاوز بعد ال 27 مليار .. علينا نحمد الله على ما ابتلانا ... علينا ان نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه ... ولا حول ولا قوة الا بالله .. وانا لله وانا اليه راجعون .
ايله نيوز _بقلم احمد الطيب _