مسؤولية المجتمع الدولي تجاه الأردن!
كتب / الدكتور يعقوب ناصر الدين
ما هي الأسباب التي تدفعنا إلى الشعور بأن على المجتمع الدولي مسؤولية يتوجب عليه القيام بها لمساعدتنا في أزمتنا الاقتصادية الحالية، وأين هو عنوان هذا المجتمع الذي نخاطبه بصورة مطلقة؟
من المؤكد أننا لا نخاطب الأمم المتحدة فهي ليست سلطة تعلو على سلطات الدول لتقوم بتوجيه دولة أو منظمة ما بتقديم المساعدة إلا في الإطار المتفق عليه من خلال المنظمات التابعة لها مثل اليونسكو واليونسيف والفاو وغيرها من المنظمات الثمانية التابعة لها، ولكننا ربما نخاطب مصطلح المجتمع الدولي الذي صار يعرف في العلاقات الدولية بأنه التعبير الذي تستخدمه الولايات المتحدة للإشارة إلى نفسها وإلى حلفائها وغالبا في الحالات التي تستهدف دولة ما متهمة بالسعي لامتلاك أسلحة نووية أو بانتهاك حقوق الإنسان وبعض التهم الأخرى، وأحيانا باستخدام الأمم المتحدة نفسها وغالبا عن طريق مجلس الأمن الدولي.
نحن في الأردن نكرر دائما أن المجتمع الدولي مقصر في حمل مسؤولياته تجاه الأردن وقبل يومين قالتها فيديريكا موغيريني ممثلة المفوضية العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي بعد أن استقبلها جلالة الملك "إنه من المهم أن يقوم المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه تقديم الدعم لتمكين الأردن من تجاوز التحديات" وهي التحديات التي تعرف أنها ناجمة عن الأوضاع المحيطة بالأردن وما أصابه منها نتيجة تصرفات المجتمع الدولي إياه، منذ ضرب العراق وتحطيمه وحتى اليوم.
تحمل الأردن نتيجة الحرب في سوريا مسؤولية مئات الآلاف من السوريين الذين لجأوا إليه، وتحمل أضعاف ما كان يتحمل من أعباء عسكرية وأمنية ليس فقط من أجل أن يحمي حدوده، بل لمساندة الجهود المشتركة في الحرب على المنظمات الإرهابية التي تمكنت في أيام قليلة من احتلال أراضي من العراق وسوريا بحجم بريطانيا العظمى!
من باب الشفافية والوضوح صار من الضروري أن نسمي الأشياء بأسمائها، فليس من المعقول أن يحسبنا الحلفاء من ضمن المجتمع الدولي المقصود، ثم يتخلون عن دعم اقتصادنا وقدراتنا العسكرية في مواجهة ما يفترض أننا وإياهم في خندق واحد لصده، إلا إذا كنا بحاجة إلى معرفة معنى "أصدقاء" ما دمنا لا نعرف ما المقصود بالمجتمع الدولي!