صمت وضاح الحمود .. فتكلم الاسرائيلي كوهين
هديل الروابدة - لم افهم ابدا رغم كل الاحتمالات التي تطوف في رأسي، سبب تحفظ مدير عام الجمارك اللواء وضاح الحمود، عن الادلاء بأي تفصيل او تصريح او حتى بيان رسمي، منذ انفجار قنبلة مصنع الدخان الشهير.
ففي الوقت الذي تحرك فيه جميع اقطاب القضية، ما بين منكر، ومستهجن، ومؤكد، يصمت الحمود رغم أن مؤسسته هي أصل القضية، ومفتاحها، وحل لغزها.
الحمود، والذي اعتدنا عليه منفتحاً امام وسائل الاعلام، يلتقط صورا هنا ويصرح هناك، لتوثيق زياراته التفقدية الى مديرية مكافحة التهريب، والاشادة بكوادر الجمارك وتميزهم وعبقريتهم في احباط تهريب لوازم زراعة اسنان، أو 10 بنادق صيد، او 200 كرتونة احذية داخل حافلة ركاب، يصمت الآن.
لا أعلم لماذا يتجاهل مسؤولونا الرد على الاتهامات، وتوضيح الملابسات، وتفسير الحيثيات، المنشورة على وسائل الاعلام المحلية وحتى العربية، وتترك المعلومات للتداول والتحليل بين المواطنين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ثم يتهموننا بالعبثية واغتيال الشخصيات، وينصحوننا بالتحرٍ أكثر والتدقيق قبل ان نطلق احكامنا وتساؤلاتنا!!
فمن يصدق أن الباحث الإسرائيلي إيدي كوهين يعرف عن القضية وابعادها، أكثر من الحمود، حتى يخرج الينا اليوم بمعلومات تفيد بأن قضية المصنع المخالف، هي في الحقيقة تفكيك لشبكة تصنيع و توزيع مخدرات، وليست دخان "ولا غيرو"، - بحسبه-.
ولماذا تترك المساحات الواقعية والافتراضية، في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي الى الأقاويل والشائعات والافتراضات؟!
ألا يكفي الباشا الحمود، أن من تعهد باسقاط حلقات الفساد في الوطن هذه المرة هو الرئيس الرزاز، ليطمئن باله، ويطفئ ظمأ الشعب الأردني بكلمة حق، ومعلومة صادقة؟!
أخيراً، على اللواء الحمود أن يعذرنا، فصمته أطلق عناننا في التفكير، و التأويل، والتحليل، حول غياب كوادره التي تخرج الكبتاغون من "حفاضات الاطفال" و "أحشاء الخراف"، عن دخول مصنع بمعداته وطابعاته واشيائه، الى ارض الوطن، وكيف عمل فيه كل هذه السنوات؟!