متى يُكرم المبدعون وهم احياء
د.عساف الشوبكي
مقارنة بهذا الكم الكبير من الأعمال الفنية الإبداعية للمرحوم الفنان ياسر المصري وادوار البطوله التي أسندت له في عشرات المسلسلات التاريخية والبدوية وغيرها، أكاد اجزم ان الفنان المصري رحمه الله لم يكرم في حياته التكريم الذي يليق بمنجزاته واعماله الكبيرة ، والذي يليق كذلك بالمبدعين في كافة المجالات وهم احياء، ومثل المصري رحمه الله مبدعون اردنيون كُثر لا تتذكرهم الجهات المسؤولة في الحكومات والدولة والمؤوسسات ذَات العلاقة بل وحتى الناس الاعندما يتوفون ، فينتبه بعض المسؤولين الى هؤلاء المبدعين انتباهاً آنياً لحظياً ينتهي بانتهاء الحدث وقد يُكرم ذووهم واهلهم وايتامهم تكريماً خجولاً ولدواعي إعلامية ، وهم من كانوا يستحقون التكريم عندما كانوا أحياً يرزقون.
وكثيراً ما نسمع عن أشخاص تم تكريمهم ولا نعرفهم وعندما نسأل عن منجزاتهم التي استحقوا عليها الجوائز والأوسمة والاعطيات يتبين انها متواضعة وفِي أمور حياتية ثانوية ثانوية لاترتقي لمستوى التكريم لكن لهؤلاء علاقاتهم الخاصة مع الأشخاص او الجهات القائمة على التكريم .
مطلوب جهة وطنية مختصة بتكريم المبدعين تعمل بمعايير ادارة الجودة العالية، وفيها محكمون مشهود لهم بالكفاءة والحياد والنزاهة والامانة والصدق ، لوضع هذا الامر في نصابه الصحيح ، فلقد تسلل الفساد والواسطة والمحسوبية وعدم الشفافية والظلم الى قوائم المكرمين سواء بجوائز الدولة او الأوسمة او غيرها من وسائل التكريم ، نريد للمبدعين في كافة المجالات مدنيين وعسكريين ان يكرموا وهم احياء لا بعد ان يغادوا هذا الدنيا الفانية ، آن اوان تكريم المبدعين المخلصين وليس الفاسدين والمتزلفين والمتسلقين.