استنفار عربي.. ماذا لو تعطل فيس بوك إلى الأبد؟


أنباء الوطن -
ماذا لو تعطل فيس بوك إلى الأبد ؟
ماذا لو قرر المدعو مارك إغلاق دكانته بوجه القبائل العربية حتى قيام الساعة؟
بماذا سينشغلون ؟
وبأي الوسائل سيقضون تفاهات أعمارهم الفارغة ؟
كيف سيمضي المهسهس الفلاني نهاره، دون أن يجلدنا كل يوم بنصائحه المحفوفة بالتحذير والتهويل، إذا لم تمررها لغيرك ستصاب بلعنة ؟
 
وهل ثمة لعنة افظع - مما وصلت اليه أحوال شعوبنا المسجاة ليل نهار، على شاشات موبايلاتها، ولا قيمة أو تأثير لها في حركة الكون - من هذه اللعنة ؟
 
تستنفر الشعوب العربية بالأمس، لتعطل مخدرهم الموضعي المسمى فيس بوك ساعة زمن .. يجن جنونها.. تقوم الدنيا ولا تقعد ..تعلن حالة الطوارىء القصوى ..
 
كيف ستقدر الست الهانم أن تحيا، دون أن تصوّر لنا كل يوم طبخاتها، وتدعونا لنتذوق من أصابعها، أصابع المحشي، والشيش برك ؟
 
لمن ستشكو الغبيات اللواتي ينشرن خصوصيات بيوتهن، وأزواجهن، على حبل غسيل السيد مارك ؟ ولمن يستعرض ذكورنا مراجلهم الالكترونية الكاذبة، اذا تلاشى العالم الأزرق ؟
 
* * * * *
 
أريدك أيها العالم الغريب، أن تنفجر .. تتلاشى بطرفة عين، تندثر .. علنا نعود إلى زمن كنا وكان كل شيء فيه، أجمل ..
 
كانت الكتابة أجمل .. الصداقة أجمل، الحب الملعون أشهى وأجمل.. حتى أحزاننا كانت أصدق بألف مرة وأجمل ..
 
أهداب حبيباتنا التي لوعت نبضات قلوبنا أجمل ؟.. خلجات أصواتهن، رقة أنوثتهن، حياءهن .. عيونهن اللواتي كنّ يفجرن في قرائح العاشقين مليون قصيدة، لا أجنُّ أو أحنُّ أو أجمل..
 
ليالينا التي كانت قبل هذه الطقوس اليومية الهستيرية أبسط، وأجمل ..
 
سهرات الخلان، والجيران، كلما تلاقوا بصفاء ابتساماتهم، ونقاء نفوسهم الطيبة ولا أجمل ..
 
وحدها الحكومات قبلك يا مارك، مثلما بعدك، كانت قبيحة، وظلت، ولم تكن أجمل!