عين الله على إربد... عروس الشمال الأردنيّ
بقلم / الدكتور يعقوب ناصر الدين
حين يُذكر أمامي اسم (إربد) تستحضر ذاكرتي صورًا عديدة جميلة لهذه المدينة الأردنيّة الشمّاء، مركز الشمال الأردنيّ، حاضرة العلم والعلماء، مدينة الثقافة والمثقفين، أرض السهول الخضراء، ومنبت أصحاب القلوب البيضاء. يحضرني عندئذ أصدقاء وأهل تنحدر أصولهم من هذه المدينة الحبيبة، طالما قضيت معهم أوقاتًا سعيدة ماتعة، وتجول في خاطري حينئذ حوارات مع زملاء أكاديميّين، ارتبطت أسماؤهم بجامعات هذه المدينة التي تخرّج فيها عدد كبير من رجالات الأردن الّلامعين فكرًا وأداء، وأستحضر في تلك اللحظة مشاهد من رحلات إلى مناطق ساحرة خلابة في إربد الرابضة على الحدود الشمالية للأردن، جمعتني ومن أحب من أهلي وأصحابي وأفراد أسرتي. وإنّني مثل كل الأردنيّين أدرك واعيًا أنّ الإجراء الخاصّ الذي اتّخذته الجهات الرسميّة تجاه عروسنا (إربد) في ظلّ هذه الأزمة العصيبة التي نعيشها معًا، سيكفل لنا ربيعًا أخضر جميلًا هناك، تعوّدنا عليه لسنين خلت، وسيعود إلينا قريبًا بإذن الله. أهلنا وأحبتنا أبناء إربد الأكارم الشجعان، وإخوتنا منتسبي جامعة الشرق الأوسط من أبناء إربد، وأهلهم وذويهم الأعزاء، في ظلّ الظروف الراهنة التي يعيشها بلدنا الأردن بعامة، والحبيبة إربد بخاصة، نؤكد لكم أنّ قلوبنا معكم، وأنّ دعاءنا إلى الله تعالى موصول أن يحفظكم، ويحميكم، وأن يخفّف عنكم هذا المُصاب الأليم، وأن يرفع عنا جميعًا هذا الوباء والبلاء، ويكشف هذه الغمّة عاجلًا غير آجل؛ لنعود قريبًا إلى أحضان إربد الغرّاء، ولتدبّ الحياة في ربوع مدننا وقرانا الأردنيّة كافة من جديد، وقد غنمنا يقينًا حقيقيًّا بالله جلّ وعلا، وثقة أكبر بقيادتنا الحكيمة، واعتزازًا ببطانتها الأمينة، والتزامًا أعلى بالمسؤولية الفرديّة والمجتمعيّة، وانتماء وولاء يُمدّ ولا يُحدّ لوطننا الأردنّ الحبيب. دمتم بخير، وعين الله ترعاكم.