مئوية الدولة الاردنية .. بقلم العين مصطفى عبد ربه البزايعة
-بقلم العين مصطفى عبد ربه البزايعة
-
إن مئوية الدولة الأردنية يوم عزيز علينا يحمل في طياته إنجازات بكل فخر واعتزاز، سجلها التاريخ بعبارات من نور، حيث استطاع الهاشميين المحافظة على إرث اجدادهم، ومنذ ذلك اليوم والمملكة تعيش في عزة ومجد وإباء وتطور وازدهار ونماء، ذلك لأن هذا الوطن العزيز حظي بحب الجميع، حكاماً وشعباً على مر الزمن، ولا عجب في ذلك، لأن قيمة الوطن لا تضاهيها قيمة، فالإنسان يعيش عمره في حل وترحال، ولكنه يحمل بين جوانحه الوطنَ الذي منه خرج. أن هذه المناسبة فرصة ثمينة لغرس معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة، في نفوس الشباب والجيل الحالي والقادم، ليشعروا بالفخر والعزة، هذه المناسبة هي حقيقة خالدة سجلها التاريخ وأثبتها الزمن، وأصبحت تؤرخ لأمة عريقة وكيان جديد، ظهرت معالمه بقفزات سريعة في التطور حتى غدت المملكة الأردنية الهاشمية صاحبة مكانه عالمية.
هذا البلد الذي يفيض بطيبة تربته الخصبة المجبولة بدم الشهداء الطاهر، منذ الصحابي الجليل ابو عبيدة عامر بن الجراح والصحابي الجليل شرحبيل بن حسنة مرورا بشهداء الكرامة الى يومنا هذا.... مجتمع متجانس، هوية واحدة وهوى واحد، بلد يؤمن بالقيم النبيلة المشتركة، تردفها طاقة ايجابية خلاقة فاعلة محكومة بسلوكيات منضبطة.
الشعب الأردني الأصيل شعب واحد يجسد كافة معاني الاصالة، شعب عرف في الحضارة منذ ان حفر الصخر بيديه العاريتين.....الهاشميون حملوا الامانة واوجدوا نظام حكم يوفر الامن والعدل، تحت مظلة ايمانية موروثة كابر عن كابر، وكأن الجينات المتوارثة للشعب هي حب بني هاشم والولاء للقيادة الهاشمية الأمينة.ونحن في الأردن نفخر بالقيادة الهاشمية ونعتز بإنجازاتها التي أوصلتنا بحكمتها إلى بر الأمان رغم التحديات والصعوبات التي واجهت هذا الوطن الغالي الذي فداه الرجال الرجال بالغالي والنفيس غير آبهين بمطامع الدنيا الزائلة، ورغم كل تلك التحديات استطاع الهاشميون البناء وحققوا الانجاز تلو الانجاز، والنهضة تلو النهضة، واكمل المسيرة سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، وسار على النهج الهاشمي في مسيرة البناء والتحديث، وعلى الرغم من كل الهزات التي عصفت بدول عديدة من حولنا فقد كنا دائما اقوياء بفضل الله عز وجل ومن ثم حكمة القيادة الهاشمية؛ فوقوفنا خلف قيادتنا الحكيمة يعطينا العزم والعزيمة للحفاظ على هذا الوطن الغالي.
وقد شهدت الدولة الأردنية إنجازات هائلة احتوت على كافة مناحي الحياة؛ علميا واجتماعيا وعسكريا؛ إذ تحققت هذه الإنجازات بعرق أبنائها وتلاحمهم مع قيادتهم الهاشمية، آل البيت الاطهار، الذين قدموا الغالي والنفيس للوطن وضحوا من أجله، بدءًا من الشريف الحسين بن علي – رحمه الله - مرورا بالملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين – رحمه الله - والملك الباني الحسين بن طلال – رحمه الله - ، وصولاً للملك المعزز سيدي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه.
وتعتبر المرحلة التي تأسست فيها الدولة الأردنية مرحلة بالغة التعقيد، ومليئة بالأحداث الصعبة والمريرة التي غيرت شكل العالم والمنطقة عقب الحرب العالمية الأولى، وما تلاها من احداث في المنطقة العربية، وفي ظل كل هذا التسارع في مجريات الأمور، وما نتج عنه من فراغ سياسي في الأردن، في ظل غياب حكومة مركزية، قام الملك عبد الله الاول بن الحسين بخطوة تاريخية فاصلة، عندما وصل معان، ليدشن مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، ويعيد البوصلة إلى أفقها العربي الذي نادت به الثورة العربية الكبرى، وبنيت عليه أركان الدولة الأردنية، لتكون هذه الخطوة حاسمةً في البناء والاستقرار من الناحية المحلية والدولية.
لم يتخلى الأردن من خلال قيادته الهاشمية وجيشه عن دوره العربي، فكان له دور كبير في المشاركة في تأسيس وتدريب الجيوش العربية وعليه فلا بد من اطلاق مشاعر الولاء والانتماء المتجدد، والمبارك والفخر بهذه المنجزات التي لا تعرف المستحيل.
وقد سارت المملكة منذ 100 عام على مبادئ الثورة العربية الكبرى منذ وصول الملك عبد الله الأول ابن الحسين رحمه الله إلى معان ليبدأ لحظة تاريخية في عصر المشرق العربي والتغلب على تحديات الدول العربية حيث تمكن النظام السياسي في الاردن وبفضل شرعيته التاريخية والدينية من التقدم والمضي في تحقيق الرخاء فبعد الاستقلال في عهد الملك المؤسس، انتقلت المملكة لمرحلة وضع الدستور في عهد الملك طلال بن عبدالله رحمه الله، واستمرت المسيرة في عهد الملك الحسين الباني طيب الله ثراه في حماية كيان الدولة وبناء مؤسساتها والعمل على تنمية وتطوير المجتمع والمؤسسات فقد شهدت المملكة تطورا ونهضة في مختلف مجالات الحياة، وهاهي تستمر المسيرة في عهد الملك المعزز سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، في الازدهار والتحديث والاصلاح والنمو؛ وكان الاردنيون ولا زالوا نموذجا وطنيا في التماسك والالتحام حول قيادتهم الهاشمية لتعتبر الدولة الاردنية هي الدولة الأكثر استقرارًا وإلهامًا في المنطقة؛ وعليه فأننا ومن خلال الاحتفالية بهذه المناسبة هذا العام بتأسيس الأردن الحديث وفي ظل الظروف الصعبة والفترة السياسية بالغة التعقيد التي مر بها العالم والمنطقة؛ نوكد على قوة الدولة الأردنية وقدرتها على التكيف والتعاطي الايجابي مع مختلف الظروف من أجل حماية الكيان الوطني وتوفير الاستقرار والازدهار والنهوض وتجاوز الصعاب والتحديات والانجاز والتميز في مختلف الظروف.
وأن مرور مئة عام على تأسيس الدولة يعتبر بمثابة فرصة لأبناء الوطن حتى يتأملوا ويستلهموا كيف قام الهاشميون ببناء مجتمع موحد ومتماسك تحت رعايتهم، مما يدفعهم الى المضي قدما للمستقبل بمزيد من العمل والانجاز في العقود الأولى من المئوية الثانية، وبذلك فأن مئوية الدولة والاحتفال بها تشكل فرصة للإيمان بقدرات المواطن الأردني وبقيم الدولة الأردنية التي قامت على مبادئ التسامح والاعتدال والوسطية والمنعة والصمود.
ونحمد الله أن حبانا بقيادة هاشميه حكيمة قادت مسيرة الوطن عبر السنين إلى بر الأمان رغم العواصف والتحديات التي واجهت وطننا الغالي في محيط ملتهب من هذا العالم، وعملت على تخطي كل الصعاب والنهوض بالاردن ورفعته حتى أصبح بلدا متقدما ومنفتحا وحقق نجاحات بكافة المجالات، ويعد واحة أمن واستقرار تستوجب منا سجدة شكر لله تعالى على هذه النعم.
حفظ الله الاردن وطناً وملكاً وشعباً