حين تتقاعد الكلاب
الأستاذ الدكتور: رشيد عبّاس
لم أتفاجأ على الإطلاق من القصة التي رواها لي احد الأصدقاء والتي كانت تدور أحداثها في المنتجعات التركية, لكنني وضعت احد أهم علامات الترقيم وهي علامة التعجب (!) في نهاية القصة, والغريب أن هذا الصديق بدأ حديثه لي عن نظافة الشوارع التركية وجمالها بشكل عام, ثم تحول حديثة فجأة حول موضوع الكلاب المتقاعدة.. كيف يتم التعامل مع مثل هذه الكلاب التي يتقدم بها العمر, وقد ذكرني بأحد دروس المرحلة الابتدائية والذي كان حول الرفق بالحيوان.
بعد أن تناول صديقي رشفة القهوة السادة الأولى من الفنجان الذي تعلوه سحابة مسائية ملّتفة حول نفسها, قال لي: (كان برنامج الرحلة زيارة العديد من المدن التركية الجميلة وبالذات المنتجعات المتواجدة في تلك المدن, حيث تحرك الباص بنا في ساعة مبكرة صباحاً وكنت أشاهد بشغف كبير على طول الطرق النظيفة جداً والتي سار فيها الباص بين المدن التركية المتباعدة كنت أشاهد شجر الليمون على جانبي الطرق وكيف أن ثمار الليمون وكأنه لمبات مضاءة من شدة نظافتها وجمال لونها الاصفر, وانبعاث الروائح الزكية منها).
وأكد لي قُبيل الرشفة الأخيرة من الفنجان الذي غادرته سحابة المساء قائلاً: (كنت أشاهد في جميع المنتجعات ظاهرة غريبة تتمثل بوجود عدد كبير من الكلاب في تلك المنتجعات تتحرك بكل حرية وسلاسة مع موظفو المنتجعات يقدمون لها الماء والطعام ويمسحون بأيديهم على رؤوسها بكل حنان وعطف.. وعند سؤالي لاحد الموظفين المرافقين عن قصة هذه الكلاب قال لي مبتسماً: هذه الكلاب كانت موظفة لدى شرطة الدولة وبوليسيها, وعنما تقدم بها العمر تقاعدت, وبعد ذلك تم توزيعها على جميع منتجعات الدولة بالتساوي.. يقدمون لها المأكل والمشرب والمسكن والعلاج ويسمحوا لها بالتزاوج من جديد بعد أن حرموها من ذلك فترة معينة من الزمن لكي تقوم بعملها وقتها على أتم وجه, ثم يعطونها أسماء جديدة غير التي كانت عليها أثناء الخدمة).
اليوم وعلى أرض الواقع لدينا قضية عالقة تتعلق بالكلاب الضالة, حيث تقول أخر الاحصائيات أن لدينا 6500 حالة عض ونهش وعقر سنويا موزعة على جميع محافظات المملكة, ولدينا في بعض المحافظات كل كيلوا متر مربع 20 كلب ضال تقريباً, وهناك تباين في طروحات لمعالجة هذه الكلاب الضالة, منها ما يتعلق بسمها وقتلها, أو العمل على احد طرق الحد من إنجابها وتكاثرها, أو وضعها في أماكن خاصة بها, أو تركها تسرح وتمرح كما تشاء.
نعم, ظاهرة الكلاب الضالة ظاهرة في جميع إنحاء العالم لكن.. لدى كثير من الدول بنك معلومات بلغة الأرقام حول أعداد الكلاب الضالة بشكل عام, ولديهم أيضاً أعداد الكلاب المسعورة وأعداد الكلاب العاقرة, وهنا أوجه سؤال للجهات المعنية هل لدينا نحن بنك معلومات بلغة الأرقام حول كل ذلك أم لا؟ ثم كيف سيتم معالجة قضية الكلاب الضالة في مدننا وقرانا وبوادينا؟ أعتقد جازماً أن كلاب الصيد, وكلاب الحراسة, وكلاب الطبقات العليا سوسو..نونو..جوجو..فوفو..توتو.. لا تقع هنا ضمن فئات الكلاب الضالة.
وبعد..
أين تذهب كلابنا البوليسية (كلاب الشرطة) حين تكبر وتتدلى أذنيها يا ترى؟
الأستاذ الدكتور: رشيد عبّاس
لم أتفاجأ على الإطلاق من القصة التي رواها لي احد الأصدقاء والتي كانت تدور أحداثها في المنتجعات التركية, لكنني وضعت احد أهم علامات الترقيم وهي علامة التعجب (!) في نهاية القصة, والغريب أن هذا الصديق بدأ حديثه لي عن نظافة الشوارع التركية وجمالها بشكل عام, ثم تحول حديثة فجأة حول موضوع الكلاب المتقاعدة.. كيف يتم التعامل مع مثل هذه الكلاب التي يتقدم بها العمر, وقد ذكرني بأحد دروس المرحلة الابتدائية والذي كان حول الرفق بالحيوان.
بعد أن تناول صديقي رشفة القهوة السادة الأولى من الفنجان الذي تعلوه سحابة مسائية ملّتفة حول نفسها, قال لي: (كان برنامج الرحلة زيارة العديد من المدن التركية الجميلة وبالذات المنتجعات المتواجدة في تلك المدن, حيث تحرك الباص بنا في ساعة مبكرة صباحاً وكنت أشاهد بشغف كبير على طول الطرق النظيفة جداً والتي سار فيها الباص بين المدن التركية المتباعدة كنت أشاهد شجر الليمون على جانبي الطرق وكيف أن ثمار الليمون وكأنه لمبات مضاءة من شدة نظافتها وجمال لونها الاصفر, وانبعاث الروائح الزكية منها).
وأكد لي قُبيل الرشفة الأخيرة من الفنجان الذي غادرته سحابة المساء قائلاً: (كنت أشاهد في جميع المنتجعات ظاهرة غريبة تتمثل بوجود عدد كبير من الكلاب في تلك المنتجعات تتحرك بكل حرية وسلاسة مع موظفو المنتجعات يقدمون لها الماء والطعام ويمسحون بأيديهم على رؤوسها بكل حنان وعطف.. وعند سؤالي لاحد الموظفين المرافقين عن قصة هذه الكلاب قال لي مبتسماً: هذه الكلاب كانت موظفة لدى شرطة الدولة وبوليسيها, وعنما تقدم بها العمر تقاعدت, وبعد ذلك تم توزيعها على جميع منتجعات الدولة بالتساوي.. يقدمون لها المأكل والمشرب والمسكن والعلاج ويسمحوا لها بالتزاوج من جديد بعد أن حرموها من ذلك فترة معينة من الزمن لكي تقوم بعملها وقتها على أتم وجه, ثم يعطونها أسماء جديدة غير التي كانت عليها أثناء الخدمة).
اليوم وعلى أرض الواقع لدينا قضية عالقة تتعلق بالكلاب الضالة, حيث تقول أخر الاحصائيات أن لدينا 6500 حالة عض ونهش وعقر سنويا موزعة على جميع محافظات المملكة, ولدينا في بعض المحافظات كل كيلوا متر مربع 20 كلب ضال تقريباً, وهناك تباين في طروحات لمعالجة هذه الكلاب الضالة, منها ما يتعلق بسمها وقتلها, أو العمل على احد طرق الحد من إنجابها وتكاثرها, أو وضعها في أماكن خاصة بها, أو تركها تسرح وتمرح كما تشاء.
نعم, ظاهرة الكلاب الضالة ظاهرة في جميع إنحاء العالم لكن.. لدى كثير من الدول بنك معلومات بلغة الأرقام حول أعداد الكلاب الضالة بشكل عام, ولديهم أيضاً أعداد الكلاب المسعورة وأعداد الكلاب العاقرة, وهنا أوجه سؤال للجهات المعنية هل لدينا نحن بنك معلومات بلغة الأرقام حول كل ذلك أم لا؟ ثم كيف سيتم معالجة قضية الكلاب الضالة في مدننا وقرانا وبوادينا؟ أعتقد جازماً أن كلاب الصيد, وكلاب الحراسة, وكلاب الطبقات العليا سوسو..نونو..جوجو..فوفو..توتو.. لا تقع هنا ضمن فئات الكلاب الضالة.
وبعد..
أين تذهب كلابنا البوليسية (كلاب الشرطة) حين تكبر وتتدلى أذنيها يا ترى؟