تقرير : قمة الوحدات والفيصلي.. للضرورة أحكام


أنباء الوطن -

أعلن الاتحاد الأردني لكرة القدم اليوم الإثنين، أنه وبناء على طلب من الجهات الأمنية تقرر إقامة قمة الوحدات والفيصلي المقررة يوم الجمعة المقبل على ستاد الملك عبدالله الثاني، في الدور ربع النهائي لبطولة كأس الأردن، بدون جمهور.

وحمل القرار من الحكمة الكثير، فالمشاحنات والمناكفات على صفحات التواصل الاجتماعي خرجت عن سياقها المعتاد، ووصلت إلى مراحل أنذرت بتهديد السلم المجتمعي.

ورغم أن الجماهير تعد "فاكهة الملاعب" وكرة القدم بدونها لا تساوي شيئا، إلا أن للضرورة أحكام، ومن هنا كان القرار المدروس بإقامة المباراة بدون جمهور 

تهديدات ووعيد

شهدت الأيام الماضية، خروج فئة من الجمهورين عن نص المناكفات والمشاحنات الرياضية المعتادة، وتحولت النبرة إلى أشبه بالتهديد والوعيد.

وجاء القرار حكيما، فاستاد الملك عبدالله الثاني الواقع بمنطقة القويسمة يقع في منطقة سكنية كثيفة، ذات أزقة ضيقة، وهو ما يتطلب جهودا كبيرة لأخذ الاحتياطات اللازمة، وقد يحدث ما لا يحمد عقباه، فجاء القرار بإقامة المباراة بدون جمهور وفقا لتقرير موقع كورررة . 

ولا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت عنصرا مؤثرا سواء سلبيا أو إيجابيا على منظومة كرة القدم الأردنية ككل، فالجماهير أصبحت عبر هذه المواقع تؤثر على قرارات مجالس الإدارات، وعلى أداء اللاعبين داخل أرضية الملعب، وأفكار المدربين قبل أي مباراة.

وظهر تأثير هذه المواقع على الجماهير نفسها، فمنشورات التهديد والوعيد ملأت صفحات الكثيرين وهو ما يحدث لأول مرة وقبل أيام من موعد قمة الوحدات والفيصلي.

والعلاقة التاريخية بين الوحدات والفيصلي دائما كانت مضربا للأمثال، وللجماهير مواقف إيجابية ما تزال عالقة في الأذهان، لكن ما شهدته ساحة مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة، يعد سابقة، فكان لا بد من التدخل، وإعلان قرار يضمن المحافظة على سلامة أركان اللعبة سواء جماهير أو لاعبين أو حكام أو حتى من يقطنون من سكان حول أسوار الملعب.

وكان الأمن العام قد أكد في تصريحات سابقة أنه سيقوم ومن خلال وحدة الجرائم الإلكترونية بمراقبة كل ما ينشر بهذا الخصوص، من أي جهة كانت، لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق الحسابات والصفحات التي تبث مثل هذه الخطابات التي تهدد السلم المجتمعي، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح.

تأثير سلبي على القمة

لعل أجمل ما في قمة الوحدات والفيصلي وعبر تاريخ لقاءاتهما هو الحضور الجماهيري الكبير، لكن تلك الجمالية سرعان ما أصبحت تنخدش من خلال ما يتم تداوله عبر صفحات التواصل الاجتماعي سواء من حسابات رسمية أو وهمية، وأصبح لذلك تأثير نسبي وسلبي على طبيعة الهتافات التي تطلق من على المدرجات.

والوصول إلى قرار إقامة المباراة بدون جمهور، يتطلب في المرحلة المقبلة البحث الجاد والفعلي عن حلول تعالج الواقع.

وستكون الكرة في ملعب اللاعبين قي قمة الجمعة المقبل لتوجيه رسائل للجماهير التي ستلتف حول الشاشات الصغيرة لمتابعة المباراة، وذلك من خلال زيادة حرصهم على تجسيد الروح الرياضية والتأكيد على أواصر الأخوة التي تجمعهم، في معظم عناصر الجانبين لعبوا وسافروا معا خلال تواجدهم بصفوف المنتخبات الوطنية.

ليست المرة الأولى

لا تعتبر مباراة الوحدات والفيصلي المقبلة هي الأولى التي تقام بدون حضور جماهيري، حيث سبق أن صدرت عقوبات مماثلة من قبل اتحاد اللعبة.

وعادة كانت تلك المباريات تخلو من مشاهد الإثارة والندية، في ظل غياب الجماهير، وهو ما ينعكس سلبا على المستوى الفني لقمة الجمعة المقبل، لكن ما شهدته ساحة مواقع التواصل الاجتماعي عبر الأيام الماضية، جعل أصحاب القرار يقدمون الأهم على المهم، وهو سلامة أركان اللعبة.

وليكن هذا القرار بإقامة مباراة الجمعة بدون جمهور، بمثابة درس لكل من حاول أن يشحن الأجواء بشكل سلبي، وبخاصة أن هناك قمة أخرى ستجمع الفريقين بعد أيام ضمن الجولة قبل الأخيرة من بطولة الدوري وعلى ذات الملعب.