بيان المنتدى العالمي للوسطية للقياده السودانيه
التاريخ: ٤/٢/٢٠٢٢
فخامة السيد عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الشقيق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فيسعدني ان ابعث الى سيادتكم باسمي ونيابة عن اعضاء المنتدى العالمي للوسطية باطيب التحيات واصدق التمنيات الاخوية بدوام الصحة والعافية مع الدعاء للسودان الشقيق بدوام التقدم والازدهار وبعد ؛
فأن المنتدى العالمي للوسطية وهو منظمة فكرية ثقافية اسلامية عالمية تسعى الى نشر مبادىء الاعتدال والوسطية وتعزيز منظومة القيم الاخلاقية والانسانية وتقديم النصح والارشاد لقادة الامة من خلال الحوار المفضي الى قرارات تصب في صالح الامة وتقدمها وتعمل على تعزيز مكانتها بين الامم وفي الشهود الحضاري والانساني وهذا الدور هو نهج اصيل في رسالتنا.
لهذا فأن المنتدى العالمي للوسطية يتقدم بهذا الخطاب ليذكر سيادتكم بأن التاريخ لايرحم وان اي قرار لايتوافق مع نبض الامة وثوابتها سيكون له تبعاته الوخيمة على الامة بشكل عام وعلى الشعب الفلسطيني المجاهد بشكل خاص. وقد عرف السودان وشعبه الأصيل بمواقفه الوطنية والقومية والانسانية الداعمة للحق العربي في فلسطين. كما احتضنت العاصمة الخرطوم عشرات القمم والمؤتمرات التي ناصرت القضية الفلسطينية عبر تاريخها المجيد وبقيت مواقف الخرطوم مثالا يحتذى .
إن قرار القيادة السودانية بشأن التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل في هذه الاوقات الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية مخالف لموقف الشعب السوداني التاريخي الرافض لنهج التطبيع، ومخالف للاجماع العربي ومعارض لتوجه الأمة الإسلامية. ولذلك نلتمس من سيادتكم العدول عن هذا القرار الذي جاء متزامنا مع تصعيد الاحتلال لاعتداءاته على الفلسطينيين والقدس والاقصى وسيوفّر للكيان الصهيوني المحتل وحكومه التطرف والإرهاب القائمة الآن الغطاء لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني المرابط على ارضه والمدافع عن حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال واقامة دولتة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
إن مثل هذه الخطوة ستلحق الضرر بمصالح الشعب السوداني حاضرا ومستقبلا .
فخامه الرئيس: أن محاولات التطبيع لن يكتب لها النجاح مهما تكاثرت وقُدمت للسودان من وعود واغراءات الترغيب والترهيب،وخير مثال على ذلك حال تردي اوضاع الدول التي وقعت اتفاقيات سلام منذ عشرات السنوات مع الكيان الصهيوني الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولم تجن من وراء ذاك سوى اتساع الفجوة بينها وبين شعوبها .
ان التراجع عن خطأ بهذا الحجم هو فضيلة سيحفظها لكم التاريخ وتذكركم بها الأجيال. وهو القرار الامثل للقيادة السودانية بعدم الانضمام الى الاتفاقيات الابراهيميه التطبيعية مع الكيان الصهيوني المحتل وسيظل السودان الشقيق العربي الاسلامي العمق الاقرب الى نبض امته المدافع عنها والحارس الامين لبوابتها الافريقية والداعم والمساند لاشقائنا الفلسطينين في نضالهم العادل لاستعادة.
إننا نؤكد في المنتدى العالمي للوسطية اعتزازنا الدائم بالسودان ارضا وشعبا وقيادة
وتفضلوا بقبول وافر التحية والاحترام.
المهندس مروان الفاعوري: الامين العام للمنتدى العالمي للوسطية.