حسين الجغبير يكتب : بأي حال تتركون الناس؟
يشكو تجار الألبسة من ضعف اقبال المواطنين بصورة كبيرة فيما يقترب عيد الفطر الذي طالما سبقته أيام طويلة من حراك الناس للاستعداد له، سواء في محال الاحذية والالبسة او في محال الحلويات. ويعكس ضعف الاقبال على هذه الاسواق حال القدرة الشرائية لدى الناس التي في أدنى مستوياتها جراء الاوضاع المعيشية التي يعانون منها. ليس من السهل على الانسان ان يمر شهر رمضان دون الاستعداد للعيد، الذي يتبعه فصل الصيف وفيه تزداد احتياجات الناس من البسة ومتطلبات جديدة. هذا سيؤدي الى زيادة الاحباط لدى المواطنين، خصوصا وانهم لا يرون اثرا او مؤشرا على تحسن الوضع المالي الخاص بهم، لغياب افق تحسن الوضع الاقتصادي للدولة، التي ما تزال تعاني من ايجاد حلول للتحديات التي تواجهها، في ضوء وجود مسؤولين ليسوا على قدر المسؤولية. حاول الناس الهروب نحو الضغط من اجل استخلاص قرار من البنوك بتأجيل الاقساط الشهرية دون غرامات او فوائد، لكن دون جدوى رغم ان هذه الخطوة تلحق ضررا كبيرا على المقترض في الامد البعيد.
يسعى الاردنيون للبحث عن اي حلول تمكنهم من مقاومة ظروفهم المعيشية، فيما تقف الحكومة مكتوفة الايدي امام فكفكة ملفات تمس حياة المواطنين. هذا يعني كما اشرنا الى زيادة غير مسبوقة في الاحباط، الذي يعتبر اشد المعوقات التي تهدد استقرار المجتمع. من يتجول في الشوارع ويلتقي الناس يرى حالة البؤس التي ترسم خيوط الالم على وجوههم، وتشاهدهم يحدثون انفسهم وهم في اضعف حالاتهم. نشعر بأوجاعهم التي هي اوجاعنا ونأمل ان يمن الله على البلد بمسؤول يكون كل همه التخفيف عن الناس والعمل على مساعدتهم. ادعو الحكومة الى الاختلاط بالناس والاستماع لهم، بدلا من الجلوس وراء مكاتب تعمي العين وتحولها الى ظلام دامس
سنوات من الصبر تقترب من نهايتها، والصعوبات تزداد بدلا من ان تتراجع، وحال البلد كما هي، وهذا اكبر خطر يحيط بنا.