مسؤولون إسرائيليون وأميركيون: أنفاق غزة أذهلتنا
أكد المسؤولون والجنود الإسرائيليون، الذين رأوا أنفاق قطاع غزة، إضافة إلى المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين ذوي الخبرة في المنطقة، أنّ “نطاق وعمق وجودة الأنفاق التي بنتها حماس أذهلتهم”، بحسب ما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وأضافت الصحيفة أنّ الأنفاق تُعدُّ بمنزلة “كابوس تحت الأرض بالنسبة للجيش الإسرائيلي، وجوهر قدرة حماس على البقاء”، موضحةً أنّ “كل هدف استراتيجي لإسرائيل في غزة يرتبط الآن بمحو الأنفاق”.
ووفقاً لها، فإنّ التفاصيل والمعلومات الجديدة بشأن الأنفاق، والتي أعلن “الجيش” الإسرائيلي عن بعضها وتم توثيقها بالفيديو والصور الفوتوغرافية، تؤكد سبب اعتبار الأنفاق “تهديداً كبيراً له في غزة، حتى قبل بدء الحرب”.
وتابعت”نيويورك تايمز” بتأكيدها أنّ “الجيش الإسرائيلي فوجئ حتى ببعض الآلات التي استخدمتها حماس لبناء الأنفاق، والتي شوهدت في مقاطع الفيديو التي تم التقاطها”.
وأمام هذا الواقع، أقرّ مسؤول إسرائيلي بأنّ “تدمير أنفاق غزة ليس بالمهمة السهلة”، معترفاً بأنّ المحاولات الأخيرة من أجل “هدم الأنفاق عبر إغراقها بمياه البحر، باءت بالفشل”، بحسب ما أوردت الصحيفة.
كما قدّر المسؤول الإسرائيلي أنّ “تعطيل نظام الأنفاق قد يستغرق سنوات”.
أميركياً، رأى المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية، آرون جرينستون، أنّ حماس “استخدمت الوقت والموارد على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، من أجل تحويل غزة إلى قلعة”.
وأضافت الصحيفة أيضاً أنّه “تم تقييم الشبكة بنحو 250 ميلاً، في كانون الأول/ديسمبر الماضي”. أما كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين، الذين تحدّثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، ليناقشوا المسائل الاستخباراتية، فيقدّرون أنّ الشبكة “تتراوح حالياً بين 350 و450 ميلاً”.
وهذه أرقام “غير عادية”، على حدّ وصف الصحيفة، بالنسبة لمنطقة “تبلغ أطول نقطة فيها 25 ميلاً فقط”. كما قام اثنان من المسؤولين بتقييم “وجود ما يقارب 5700 فتحة منفصلة، تؤدي إلى الأنفاق”.
وفي حين تعجز “إسرائيل” عن تحقيق هدفها المتمثّل بتدمير أنفاق غزة، أكدت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، في وقت سابق، أنّ “اعتماد حركة حماس المتزايد على الأنفاق في قطاع غزة، وجهودها الإنشائية المتقنة ساعدت الحركة في تحقيق أهدافها”، مشدّدةً على أنّ أنفاق حماس هي “نقطة الضعف الأكبر لإسرائيل في الحرب”.