وزيرة الثقافة ترعى مؤتمر الكرامة لاتحاد الكتاب ضمن فعاليات جرش 38
افتتحت وزيرة الثقافة مؤتمر الكرامة الذي نظمه اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الحالية، بحضور العميد الركن مصطفى الحياري، مندوبا عن القوات المسلحة، ومندوب مدير الأمن العام في المركز الثقافي الملكي، والقى الشاعر عبد الرحمن مبيضين قصيدة في ذكرى معركة الكرامة الخالدة.
استذكر المشاركون في مؤتمر 'معركة الكرامة-الجيش العربي الأردني' الذي نظمه الاتحاد بالتعاون مع إدارة مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ38، في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي، بطولات القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، في معركة الكرامة الخالدة.
وأشار مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر؛ إلى أن التعاون والتشاركية بين القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي ووزارة الثقافة بدأت من خلال البرنامج التدريبي في إدارة الوثائق الذي تنظمه دائرة المكتبة الوطنية، بالتعاون مع الإعلام العسكري في القوات المسلحة الأردنية.
وبين أن البرنامج الذي يعد الثاني من نوعه هذا العام، يقدم التوعية والتدريب على فهرسة وتصنيف وتزويد المعلومات لطالبيها، والتدريب على مأسسة إجراءات حق الحصول على المعلومات، والتدريب على الأرشفة والتأريخ.
وقال إن هذا التعاون يأتي في إطار مبادرة الوزارة بالتشاركية التي ندعمها ونثمن هذا الجهد الجمعي الهادف إلى استدامة التنمية، والذي يعد من جوهر مهمات القوات المسلحة، مؤكدا أن القوات المسلحة مستمرة في إطار هذا التعاون، ونقدر هذه المبادرات ونثمنها.
وأكد العميد الركن الحياري أن القوات المسلحة تدعم أي فعالية ثقافية تحمل بعدا وطنيا، وتهدف لتسليط الضوء على الإرث التاريخي من المسيرة المستمرة في تاريخ الأردن العسكري المشرف، مثمنا مشاركة رفاق السلاح من الضباط المتقاعدين في جلسات المؤتمر.
وقال إنه من أجل المحافظة على الأمن في حالتي الحرب والسلم، فإن المؤسسة العسكرية تدعم الجهد الجمعي الهادف إلى استدامة التنمية، والذي يعد من صميم مهمات القوات المسلحة الأردنية الباسلة.
وأشار مدير الإعلام العسكري إلى حضور ثلة لفعاليات هذه المؤتمر من الجنود البواسل الذين يرابطون على الحدود مع فلسطين والتي سيبقى الجيش العربي هو المدافع الأول عنها وتضحياته في معركة الكرامة شاهدة على ذلك.
وقال "ستبقى قواتنا المسلحة هي سياج الوطن وحامية الدستور الأردني في ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية".
وفي كلمة له قال رئيس الاتحاد عليان العدوان: نظمنا مؤتمر الكرامة في مهرجان جرش للثقافة هذا العام، خدمة للحركة الثقافية الاردنية عبر مشاركة فاعلة أدبية تعكس المستوى الثقافي والحضاري الذي وصل له الاردن. من منطلق الاعتزاز بالفكر الاردني والعربي الإسلامي والمبادئ التي قام عليها الاردن الحديث وسعي الاتحاد بجميع الاطياف الأدبية الفكرية، لابراز قدرات المبدعين وتنميتها وتوسيع دوائر ثقافتهم ومنها هذا المؤتمر الذي شارك فيه قادة من قيادات الوطن العسكرية من قدامى المحاربين والمتقاعدين والتواصل مع القادة الجدد العاملين في قواتنا المسلحة والامن العام، والإعلام العسكري، وقدم العدوان الشهادات التقديرية للمشاركين في المؤتمر.
تلا ذلك انعقاد أولى جلسات المؤتمر، والتي أدارها الدكتورعزمي حجرات، تحدث الفريق المتقاعد على سلامة الخالدي عن مواقف البطولة في معركة الكرامة ومقارنة الخسائر، وقدم نبذة تاريخية عن بلدة الكرامة قبل عام 1948 كمنطقة زراعية، مشيرا إلى أنه حينما وقعت نكبة عام 1948، تدفق أهل فلسطين إليها بعدد كبير، وزارهم المغفور له بإذن الله الملك المؤسس عبد الله الاول إبن الحسين واجتمع بهم وتفقد أحوالهم، وبعد عام 1967 ازداد عددهم نتيجة الحرب، وقامت القوات الاسرائيلية باستهدافها.
وقال الفريق المتقاعد الخالدي، إنه بتاريخ 21 آذار عام 1968 حدثت معركة الكرامة، وقامت القوات الإسرائيلية بهدم معظم بيوت بلدة الكرامة، إلا أن عزيمة الإنسان الأردني كانت أكبر من غدر العدو الذي جر أذيال الخزي والعار تحت قدرة ورباطة جيشنا العربي، الذي سطر أروع بطولة ليخلد اسم الكرامة البلدة والكرامة المعركة في التاريخ، والتي لأول مرة في تاريخ الحروب العربية -الإسرائيلية طلبت إسرائيل فيها وقف إطلاق النار، وأصابت المجتمع الإسرائيلي بهزة سياسية وموجة تذمر ظهرت واضحة في أوساطه الشعبية والرسمية.
بدوره تحدث الفريق المتقاعد غازي الطيب عن القيادة وأثرها المعنوي، مبينا التأثير الاستراتيجي على الجنود لتأدية الأعمال والمهام التي يريد القائد إنجازها، وقدرة القائد على التأثير في الآخرين للعمل بحماس وثقة لإنجاز الأعمال المحددة لهم، وتمتعه بالقدرة على إقناع الآخرين بمحاولة تحقيق أهداف محددة بحماس.
وقال إن عناصر القيادة هي قائد يهتم بتحضير مؤثر ومهارات لتحقيق هدف محدد، والجماعة من الأفراد اللازمين لتحقيق الأهداف، والموقف، مبينا أن القيادة الاستراتيجية ساهمت بتجهيز القوات من جديد بعد حزيران، ووضع الخطط الدفاعية المكتفية ذاتيا، ودراسة الوضع عملياتيا وميدانيا، واستخدام الأسلحة المناسبة لمنع العدو من الوصول إلى المواقع الرئيسة.
وفي الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور معتصم الضلاعين، تحدث العميد الركن الحياري، عن الجيش العربي ورسالته القومية، منوها بدور القوات المسلحة الأردنية من الناحية الإنسانية والقتالية والعملياتية، وما سطره أبطال القوات المسلحة الأردنية من بطولات وما قدموه من تضحيات للمحافظة على تراب الوطن وحدوده.
وقال العميد الركن الحياري 'يكفينا فخرا أن جيشنا الأردني هو الجيش العربي الوحيد الذي يسمى (الجيش العربي) للدلالة على أن هذا الجيش همه الدفاع عن كل قضايانا القومية وليس فقط الوطنية'.
ولفت إلى أن القوات المسلحة شهدت منذ التأسيس وإلى يومنا هذا تطورا وتدريبا وأصبحت تضاهي أقوى الجيوش على الصعيد التدريبي والتسليحي.
ونوه بالدور الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية من تقديم الخدمات في الدول المنكوبة من خلال المستشفيات الميدانية، والعلاج للمصابين الجرحى والمرضى في المناطق التي تشهد نزاعات على المستويين الإقليمي والدولي، علاوة على المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية، وكذلك الدور البارز للقوات المسلحة خلال جائحة كورونا.
فيما تحدث اللواء المتقاعد الدكتور محمد الرقاد، حول الجيش العربي في عيون العالم، لما يتمتع به من مكانة مرموقة على جميع الأصعدة المحلية والدولية.
وعن البعد العسكري قال الرقاد إن القوات المسلحة الأردنية شاركت في مهام حفظ السلام الدولية وفي بيئات مختلفة ومتباينة، ولا بد أن تنعكس على مستوى الأداء والمعرفة والتفاعل داخل المؤسسة العسكرية الأردنية، وتمنح المزيد من الخبرة والتجارب والاحتكاك مع جيوش عالمية وذات تجارب مختلفة، ومن هنا تزداد خبرة وكفاءة هذه القوات من خلال عملها مع قوات دولية صديقة تنتمي لمدارس عسكرية متعددة ومتباينة، في جميع المجالات العسكرية والعملياتية.