علي الاعور ...الإسرائيليون في ورطة


أنباء الوطن -

قال خبير الشؤون الإسرائيلية الدكتور علي الأعور إن الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة وقّع رسميًا على الاتفاقية، وفي صباح اليوم ذاته، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة خاصة للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) للمصادقة عليها. وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان المتغير الحاسم في هذا السياق، حيث استطاع ممارسة ضغوط سياسية هائلة على نتنياهو، الذي أذعن لتلك الضغوط دون أن يجرؤ على تحديها. غير أن هذه الحرب، التي امتدت على مدار 468 يومًا في قطاع غزة، كانت أكثر مجرد مواجهة عسكرية أو سياسية، فهي أنتجت مأساة إنسانية كبرى، حيث شهد القطاع موجات من القتل، والدمار، والإبادة الجماعية، ومع ذلك، فإن قراءة نتائج هذه الحرب لا يمكن أن تقتصر على لغة الأرقام فحسب؛ إذ إنها تتطلب استيعابًا أعمق لقضية الشعب الفلسطيني، وما تمثله من رمزية نضالية في وجه الاحتلال.

 

وبيّن الأعور أن هذه الحرب أعادت تشكيل معادلات الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأسهمت في زعزعة العديد من المفاهيم المتجذرة في العقلية الإسرائيلية، فما شهدناه يعد محطة مفصلية تجسّد انتصارًا للشعب الفلسطيني ولحركة حماس، ورغم التدمير الهائل، بقيت حركة حماس واقفة، وظل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة صامدًا بروح ملحمية تعبّر عن إرادة لا تنكسر. وذكر أن هذا الصمود كان تجسيدًا لمعاني الحرية والكرامة الوطنية، فقد نجحت هذه الحرب في إسقاط شرعية الاحتلال والمستوطنات، ودحضت الرواية الصهيونية على المستويين الأمني والسياسي، فقد اعترف قادة الاحتلال، بمرارة، بالفشل في تحقيق أهدافهم، محذرين من تداعيات مماثلة قد تمتد إلى الضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك.

إن الملحمة التي خطها الشعب الفلسطيني في هذه الحرب تجاوزت مسألة البقاء إلى تأكيد استحالة القضاء على المقاومة، فقد أسقط الشعب الفلسطيني كل الأصوات التي شككت في جدوى المقاومة، وأثبت أن مشروعها ما زال حيًا وقائمًا، وأن الاحتلال والاستيطان لا يمكن أن يستمرا في وجه إرادة شعب حر ومستعد للتضحية. وأكد الأعور ما أعادته هذه الحرب من صياغة المشهد الفلسطيني –الإسرائيلي، إذ أثبتت حركة حماس أنها مكون أصيل في النظام السياسي الفلسطيني، ولاعب رئيسي في رسم معالم الشرق الأوسط الجديد، ومع انتهاء الحرب، تأتي مرحلة جديدة عنوانها الشراكة الوطنية، حيث يصبح التعاون بين الفصائل الفلسطينية ضرورة حتمية، وحكومة الوحدة الوطنية أداة فعالة لقيادة جهود إعادة الإعمار والبناء في قطاع غزة

 

واستطرد قائلًا إن الشعب الفلسطيني دفع ثمنًا باهظًا على مدى 76 عامًا من النكبة، لكنه، اليوم، يسطر صفحة أخرى من صفحات النضال البطولي، فهذه الحرب وإن لم تكن سوى حلقة في سلسلة طويلة من الصراع، إلا أنها أثبتت أن الشعب الفلسطيني، بإرادته وصموده، قادر على هزيمة الاحتلال، ومواصلة الطريق نحو الحرية والكرامة والاستقلال.

 

اخبار الاردن