الفوسفات اذ تنتخي للوطن


أنباء الوطن -

 

د.عبدالمهدي القطامين

انه لامر يثلج الصدر حين تتصدر شركة الفوسفات وتتبرع بمبلغ ٤٠ مليون دينار للمسؤولية المجتمعية في قطاعي الصحة والتعليم وهما قطاعان يعيشان ظروفا حرجة على المستوى الوطني على الرغم من انهما القطاعان اللذان يعتبران مفتاحا للتنمية ورديفا لها ومشجعا فلا تنمية حقيقية بدون صحة وبدون تعليم كفوء يحدد ويرسم معالم المستقبل الذي نريده لاجيال تتلمس خطاها نحو المستقبل الملىء بظروف عدم التيقن وكثرة الانحناءات والانحرافات فيه وببساطة لأن ذلك استحقاق لما يعيشه العالم اجمع من ظروف تتقاطع فيها المصالح بالطموح والنزعة التسلطية لقوى العالم التي تتسيد المشهد .

لم يترك حكماء العرب مناسبة الا وقالوا فيها ما يشبه الحكم على شكل امثال تعبر عن الواقع وحين قالت العرب ان العتب على من كان في النزل حاضر فقد كان الدكتور محمد الذنيبات حاضرا في فزعة الوطن التي حضرها رئيس الوزراء مع جمعية البنوك واسفرت عن تبرع قطاع البنوك بمبلغ ٩٠ مليون دينار لدعم قطاعي الصحة والتعليم و ما كان للفوسفات ان تغيب عن هذه الفزعة واعلنت موقفها على لسان رئيس مجلس ادارتها الشهم المنتمي د.الذنيبات فكان التبرع الاضخم في تاريخها والذي كاد ان يناصف مجموع ما تبرعت به كل البنوك العاملة في الوطن .

كنت وما زلت اقول ان محضر البعض يشكل شرا في الكثير من الاحيان لكن محضر الذنيبات مع حفظ الالقاب خيرا كله وفي ذلك رد عملي على من تقّول وتغّول على هذه الشركة التي باتت تشكل رقما صعبا في الاقتصاد الاردني بفعل ادارتها المنتمية للوطن المؤمنة دوما بأن الافعال هي التي تدوم اما الاقوال فهي كثيرة لكنها لا تصمد امام الواقع وسرعان ما تذوب وتتلاشى في عالم تحكمه المصالح .

من واجبنا ان نشكر الفوسفات على ما تقدم خدمة للمجتمع في سياق عملها الاقتصادي الممنهج ” المتكتك” ونعتب كثيرا على الشركات التي تنظر الى التنمية بنصف عين وكأنها لا ترى كما نعتب على اصحاب رؤوس الاموال التي يمتلكها ما يقارب ٩٣٠ مليونيرا اردنيا نمت اموالهم في الوطن وربت وترعرعت لكنها عند النخوة تختفي عن المشهد ناسية او متناسية ان خيرها كله من ضرع هذا الوطن ومن امنه وامانه ومن قدرته على الصمود في وجه العاتيات التي اطاحت بدول كبرى لكن هذا الوطن ظل عصيا على القسمة صابرا مقاتلا من اجل ان لا يضام اهله .