البطوش تكشف الجانب النفسي وراء رفض المصافحة في المباريات
استشارية نفسية أسرية : رفض المصافحة أحيانًا انعكاس لصدمات الانفعال وليس إساءة للاعبين
أكدت الاستشارية النفسية الأسرية حنين البطوش أن رفض بعض لاعبي المنتخب الأردني للمصافحة في بعض اللحظات لا يُقرأ دائمًا كاستهانة أو إساءة، بل قد يكون انعكاسًا مباشرًا لصدمة الانفعال الناتجة عن ضغط المنافسة.
وقالت البطوش إن “اللاعب في لحظات الخسارة القاسية يعيش حالة تحميل عاطفي مرتفع، تشمل الحزن والإحباط والانكسار المفاجئ بعد جهد طويل، ما يؤدي إلى تراجع مؤقت في التركيز والانتباه للسياق الاجتماعي”.
وأضافت أن الصدمة الرياضية تُفعّل استجابة دفاعية لا واعية، حيث ينشغل العقل بمعالجة الخسارة أكثر من الالتزام بالبروتوكولات السلوكية، فيظهر سلوك يُفسَّر ظاهريًا على أنه غريب، بينما هو في العمق تفريغ انفعالي لحظي بلا نية إساءة أو تجاهل، وأكدت البطوش أن اللاعب في تلك اللحظة “يحاول استعادة توازنه النفسي بعد صدمة النتيجة”.
وشددت البطوش على أن التاريخ الرياضي مليء بمواقف مشابهة لنجوم كبار، ثبت لاحقًا أن أخلاقهم واحترامهم لم تكن يومًا محل شك، مشيرة إلى أن “الروح الرياضية لا تُقاس بلقطة واحدة تحت الضغط، بل بمسيرة كاملة من الالتزام والانضباط، والنشامى كانوا وسيبقون عنوانًا للأخلاق قبل الإنجاز”.
وحول بداية المباريات الكبرى، أشارت البطوش إلى أن “اللاعب لا يكون بارد الأعصاب كما نتصور، بل يكون العقل في أعلى درجات التركيز والتوتر والشحن الذهني، والجسم مستعدّ للقتال الرياضي لا للتفاعل الاجتماعي”، موضحة أن بعض التصرفات التي تُفسَّر سريعًا كتعمد أو إساءة، تكون في الواقع نتيجة ضغط نفسي لحظي وانغماس كامل في الاستعداد الذهني، ما يضعف الانتباه للتفاصيل البروتوكولية مثل المصافحة.
وأوضحت البطوش أن السلوك المقصود يظهر بالتكرار أو العدائية الواضحة، وليس بلقطة عابرة تحت ضغط المنافسة، مؤكدة أن “في الرياضة، الإنسانية تسبق الحكم، والأخلاق تُقاس بمسيرة كاملة لا بلحظة توتر، فالوعي النفسي يجعلنا نفهم قبل أن نحاكم.




