أنباء الوطن - منهج الاسلام في تدبير الاموال المال اساس وقوام لبناء الأمم ، نعم نحتاج الى العلم والادب والثقافة والفنون والادب وغيرها من مجالات العلوم الا انه في الوقت نفسه لا يمكن توظيف أي من هذه العلوم بدون المال اللازم لتطبيق هذه العلوم ، فلو اردت تطبيق علم الهندسة مثلا فأنت لتري العالم مهاراتك بذلك فانت بحاجة الى تمويل مالي لبناء الصروح المعمارية ولو اردت العمل على ايجاد أي من الاختراعات التي تساهم وتساعد البشرية على تسهيل حياتها وتجعل من انجاز الاعمال شيء سهل لا يحتاج الى كثير من الوقت والجهد . ولكن شرع الله عز وجل سبل الحصول على المال بشكل مشروع ولا يجوز ان تحصل على المال بطرق غير شرعية كالسرقة والاحتيال وغيرها من الطرق ، ولكن الحصول على المال بالعمل الجاد والمثابرة . خلق الله - تعالى - الإنسان وجعل فيه ميلا إلى حب المال وتملكه ، فقال عنه عز وجل : (وإنه لحب الخير لشديد)، وقال عز وجل أيضا : وتحبون المال حباً جماً ، سورة الفجر.. وقد جعل الله عز وجل المال والبنين زينة في الحياة الدنيا، فقال عز وجل : (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) سورة الكهف: الآية 46، وقال عز وجل : (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة). فإن المال على ذلك لا يطلب لذاته في هذه الدنيا، وإنما المال يطلب عادة لما يضمنه من مصالح للناس ، ولما يحققه من منافع لهم ، إنه وسيلة، والوسيلة اما أن تحمد أو تعاب، بمقدار ما يترتب عليها من ذلك من نتائج حسنة أو سيئة. إن المال كالسلاح، وان السلاح في يد المجرم يقتل به الآخرين، ولكنه في يد الجندي نراه قد يدفع به عن وطنه أو يحرس به الأمن في بلده ووطنه ، فليس السلاح محموداً أو معيباً لذاته، وأيضا المال كذلك، وقد قال عز وجل في شأن المال وما يسوق لأصحابه في الدنيا والآخرة بناءا عليه من خير أو شر،: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى) سورة الليل: الآيات5-11. وان المال كما يمكن أن يكون زينة الحياة ييسر مباهجها جميعا ، ويقرب شهواتها أيضا ، فقد يكون كذلك للمتقين سياج الدين وضمان بقائه للمسلمين والناس أجمعين ، ومدد تسليحه وحماتيه وأعوانه وناشريه والقائمين عليه ، وقد قال الله عز وجل في بيان وتبيان قيمة المال والبنين لإحراز النصر والانتصار ، ورفع الشأن للفرد والناس: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَـاكُم بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَـكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) سورة الإسراء: الآية 6 . فنرى أن الأمم تنتصر بالمال والبنين، وتنهزم في ذات الوقت بهما كذلك يوم يكون مالها أداة وسبب ترف، أو ذات يوم يكون فيه المال مصدر استعلاء وطغيان وتكبر ، ويوم يكون أبناؤها طلاب ملذة و لهو ولعب. ، وخمول وشراب ورقص ومنهج الإسلام في المال يقوم على طريقة الحسنى بجمعه وإنفاقه وغاياته ، والحمد لله على نعمة الإسلام إقرأ ا