أهلاً بعصبية دولة الرئيس -


أنباء الوطن -
لم يمضي وقتاً طويلاً على تشكيل حكومته ليبدأ دولة الدكتور هاني الملقي باتخاذ إجراءات لمعالجة ملفات ثقيلة مستلهما ومسترشدا بخطاب التكليف السامي، هذه الملفات يعلم الجميع انها تراكمات سنوات طويلة من الترحيل لم توفق الحكومات السابقة من الاقتراب من بعضها، في ظل ظروف سياسية واقتصادية معقدة تلف المنطقة بحالة ضبابية. لكن الرجل المعروف عنه بالصرامة والجدية والانضباط تريث في البداية ليستوضح الصورة وينطلق بثبات ، ليعمل بنفس طويل، ويقنع كل الاوساط بأنه ليس رئيس انتقالي من حيث المدة بل له رؤية وينفذ سياسات من شأنها إصلاح الخلل الاقتصادي والتشوهات التي تنفجر بوجه كل الحكومات. فهو يمارس صلاحياته كرئيس وليس كرئيس مؤقت كما يحلو للبعض وصف هذه الحكومة فبرنامجه سيتعدى ذلك بكثير وهو محط ثقة سيد البلاد، ولن يكون لتلك الاقاويل اي أثر على همته ونشاطه، لقد أقترب الرجل من اعشاش الدبابير التي لا شك انها ستلسعه، لكنها بنفس الوقت ستعطيه المناعة الكافية ليكون أكثر جدية وصلابة في الوصول الى كل مكامن الخلل لتصويبها. دولة الرئيس لا يحتاج الى إطراء وتلميع لكن من الواجب إيفاء من يعمل حقه. لقد حاول البعض الاصطياد في الماء العكر واستغلال حالة الاحتقان وعدم الثقة وتشويه صورة الحكومات من قبل بعض وسائل الاعلام، فالقرارات التي اتخذت من قبل هذه الحكومة معظمها جاء لتوفير مبالغ مالية لمساعدة الحكومة في تنفيذ برامجها وتسديد التزامات الدولة استناداً الى مقولة "موازنة الدولة من جيوب رعاياها " وفي ظل غياب الاعلام الرسمي الذي يجب ان يقف الى جانب قرارات الحكومة وتوضيحها للناس استغل البعض هذه الثغرة ليطعن في قرارات الحكومة. انا لست مع رفع الضرائب ومع التخفيف عن كاهل المواطن وعن الشريحة العظمى من المواطنيين لكن الشريحة الموسرة ما الذي يزعج عند اتخاذ قرارات تجعلهم يدفعون للخزينة. لا شك ان قرارت الحكومة فيما يتعلق بالمركبات من ناحية نقل الملكية او الترخيص هي قرارات اقتصادية بحتة انطلقت من واقع غاية في الصعوبة ولا ضير في ذلك. عهدنا بالرئيس الذي عمل في أكثر من مجال وقرأنا في سيرته وعرفنا عنه الجدية والدقة وقد شهد له القاصي والداني بنجاح رؤيته في العقبة الاقتصادية، لن نجامله على حساب مصلحة المواطن، ولكن الحق أقول أن البعض يحاول خلط الاوراق والانزلاق في متاهات لا تنفع في تصحيح القرارات في شيء، فعصبية الرئيس أهلا بها إن كانت تقطع الطريق على المتزلفين والمنتفعين، وتقوم الاعوجاج. ربما المرة الوحيدة التي تحدثت بها مع دولته شكلت لي انطباع في مخيلتي ان الرجل متواضع ومرن بعكس محاولة البعض إيصال صورة مغايرة عن ذلك. لكن يبقى الاهم عمل الرئيس وجهوده هي التي ستقيم أداؤه لدى صانع القرار سيدي صاحب الجلالة الذي يراقب عن كثب أداء ونشاط الرئيس وأعضاء حكومته. حمى الله الوطن وقيادته وشعبه من كل مكروه. *محلل سياسي استاذ العلوم السياسية جامعة البترا