الخلط ما بين المال السياسي و المال الأسود


أنباء الوطن -

بقلم م.مازن ريال /أمين عام حزب "حصاد" الأردني

هناك خلط شائع يتداوله عامة الناس و العديد من الساسة القياديين ما بين مصطلح ما يسمى المال السياسي و مصطلح ما يسمى المال الأسود (القذر)

المال السياسي هو المال الذي يستخدم من قبل منظمات و أحزاب أو دول لدعم بعض الجهات من أجل وصول من يمثل الأحزاب إلى مجلس النواب و ذلك من خلال التأثير على الناخبين و إقناعهم ببرامج و طروحات الأحزاب أو الجماعات و هذا يوجد في أمريكا و أوروبا حيث تدعم الشركات الكبرى حزباً ما من أجل الإهتمام بأجندات تهتم بالشؤون التعليمية و الصحية و الإقتصادية و ربما العسكرية (إنتاج السلاح) في بعض الأحيان تصل إلى إستغلال الخامات المعدنية في باطن الأرض .

لا يوجد في الأردن مال سياسي بالمعنى الحقيقي بل إستخدام المال الأسود (القذر) لأنه يخدم بالنتيجة مصالح فردية من خلال شراء الذمم و الأصوات بعيداً عن عملية إقناع الناخبين ببرامج سياسية أو إقتصادية أو إجتماعية أو غيرها بل هي عبارة عن شراء أصوات رخيصة ويدخل هنا في باب مظاهر الفساد لأنه في المحصلة إختلاس و سرقة و إستغلال الوظائف العامة و رشوة و إفساد مجتمع مما سيؤدي إلى وصول فاسدين و مرتشين تحت قبة البرلمان ليس لهم هدف سوى تمرير قوانين تضر بمصلحة الوطن مقابل حفنة من الدنانير كان قد دفعها للحصول على مكتسبات على حساب الوطن دون أي رادع و إلحاق الضرر بالمصلحة العامة أي بمعنى آخر بيع الوطن مقابل الثمن . 

وفي هذه المرحلة الإنتخابية التي نعيشها يتوجب على الحكومة و الجهات المعنية التي تحرص على أمن و إستقرار البلد أن لا تكون محايدة بل يتوجب عليها إتخاذ إجراءات رادعة بحق الفاسدين و المفسدين .

و الله من وراء القصد