أنباء الوطن -
الانتخابات في الاردن حالة عدائية يمارسها الناس بين بعضهم البعض فما ان تعلن الدولة عن موعد الانتخابات خاصة البرلمانية الا ويبدأ معها الرجوع الى العشيرة والعائلة والفزعات القبلية ونتحول بلحظات من مجتمع مدني حضاري الى مجتمع قبلي تملئه الضغينة والكره وعدم تقبل الاخر حتى لو كان بالامس القريب من اعز الناس واقربهم اليك .
قد لا يعجب كلامي البعض الا انه الواقع المرير الذي نعيشه مع اجواء الانتخابات البرلمانية هذه الايام ونعيشه كلما لاح في الافق انتخابات وانا في الحقيقة لا اعرف هل المشكلة لدى المواطن ام ان المشكلة عند الدولة ام المشكلة بالقوانين الانتخابية ام بالتقسيمات والدوائر التي تعزز هذه الضغينة بين افراد المجتمع .
لم اقراء يوما في العالم المتحضر الغربي الذي نحاول ان نقلده بشكل اعمى ان قطرة دم واحدة سالت بسبب الانتخابات او نتائجها اما نحن في الاردن فان الانتخابات الداخلية التي يقوم فيها ابناء العشيرة الواحدة تتسبب في بعض الاحيان بمشاجرات وتكسير في الشوارع ويتدخل الدرك ولك ان تتخيل كم هي المشاكل العائلية التي ستحصل بين الاقارب والقطيعة بسبب عدم فوز فلان ابن عم فلان في الانتخابات الداخلية للعشيرة وما تلبث ان تنتهي هذه الخلافات حتى تأتي انتخابات جديدة حيث تتجدد الخلافات مرة اخرى .
هذا واقع الانتخابات النيابية في الاردن وفي الحقيقة اننا مجتمع قبلي عشائري بامتياز وهذا الكلام ينسحب على كل اطياف المجتمع اذا كان في المدن اوالمخيمات او القرى والبادية نحن لا نعرف معنى العشيرة نحن نتصرف بعشائرية والفرق شاسع فالعشيرة لها قوانينها وقواعد اخلاقية رائعه لا يسع الوقت لذكرها اما العشائرية هي الصورة القبيحة التي نخرج فيها بعد كل انتخابات برلمانية الا من رحم ربي .
الله يمضي الانتخابات البرلمانية على خير وان يقلل الضغائن بين ابناء العمومة ويخفف من المشكلات الاجتماعية التي ستنتج عنها ... انه غفورا رحيم مجيب الدعاء .