انخفاض حاد على مخزون السدود


أنباء الوطن -

تنذر إحصائيات سلطة وادي الأردن /وزارة المياه و الري /عن سدود المملكة بوضع مائي صعب وحرج في حال استمر عدم هطول الأمطار، مع تسجيل السدود العشرة الرئيسية منها مجموع مخزون حتى صباح أمس السبت 90 مليون متر مكعب أي ما نسبته 27% من المجموع الكلي لسعتها البالغ 325مليون متر مكعب.

وفي الوقت الذي يرفض فيه مسؤولو الوزارة الاعتراف بصعوبة الوضع أو حرجه، إلا أنهم في ذات الوقت لا يبدون تفاؤلهم من تلك الأرقام خاصة وان شهر تشرين الثاني قارب على الانتصاف دون تخزين أي كمية ولو حتى مترا واحدا، بعد أن «أجهزت» اشهر الصيف الخمسة على مخازين السدود التي ناهزت كمياتها عند انتهاء الموسم المطري الماضي 200 مليون متر مكعب.

وكانت»الحكومة»قامت بشراء 10 ملايين متر مكعب من المياه من الجانب الإسرائيلي الصيف الماضي لتعويض النقص الحاصل في كميات مياه الشرب بكلفة بلغت نحو 3 ملايين و 500 ألف دينار، وتم استهلاك تلك الكميات خلال اشهر تموز و آب و أيلول.

وان كانت سدود المملكة العشرة الرئيسية في وادي الأردن قد قارب تخزينها نسبا متدنية في بعضها و فارغة في أخرى، مع بعض الاختلاف الناجم عن سعتها إلا أن سد الملك طلال كان استثناء بمجموع تخزين بـ40 مليون متر مكعب أي بنسبة 54% من سعته الكلية، وفي درجة اقل سجل سد الموجب تخزينا بنحو 14 مليون متر مكعب و هو ما يشكل اقل من نصف سعته التخزينية.

ويقول أمين عام سلطة وادي الأردن سعد أبو حمور»أن السلطة ما زالت تزود المزارعين في وادي الأردن بحصصهم المائية كاملة المقررة ضمن الموازنة المائية السنوية ، و حتى مزارعي الحمضيات، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة و عدم هطول الأمطار حتى وقته».

و يزيد»أن مجموع ما تحويه السدود حتى اليوم السبت-أمس- رقم متدن جدا مقارنة مع تخزينها لذات اليوم من العام الماضي بنحو 45 مليون متر مكعب،وهو ما يمكن وصفه بأنه وضع غير مريح».

ويشير»العام الماضي ومع نهاية تشرين أول و بداية تشرين الثاني كانت السدود خزنت كميات لا باس بها جراء حالتين جويتين ماطرتين أسهمتا بعدة ملايين من المترات المكعبة وأحدثت انخفاضا على درجات الحرارة».

ويضيف»نأمل بهطول مطري وارتفاع على الرطوبة مع ما تبقى من شهر تشرين الثاني يحدث جريانا للمياه في الأودية تعوض النقص الحاصل ،و تجعلنا نوقف أو نقلل تزويد المزارعين بمياه للري».

وتضمنت خطة للنهوض بقطاع المياه بكافة مكوناته تحت عنوان (المياه حتى عام 2020 ) كان أطلقها وزير المياه و الري حازم الناصر قبل أكثر من عامين العمل على إعادة المخزون الاستراتيجي الحيوي للسدود المائية.

وقال حينها» إن ما اعترى السدود في السنوات الماضية من تراجع في مخزونها يحتم علينا إعادة المخزون الاستراتيجي لها بما يضمن المحافظة على جودة نوعية المياه،وسنعيده هذا العام تدريجيا، إذ سيكون لكل سد خط احمر لا يتم تجاوزه بغض النظر عن السبب،مثل أن يحدد لسد الوحدة مخزونا استراتيجيا لا يقل عن 25 مليون متر مكعب،وسد طلال 30 مليون متر مكعب.

في حال استمرار تأخر هطول الأمطار حتى نهاية تشرين الثاني الجاري لا يستعبد أن تقوم سلطة وادي الأردن برفع الخطوط الحمراء،خاصة وان سياسة الاحتياط الاستراتيجي للسدود التي ترتكز على إبقاء التخزين عند حد آمن....يبدو انه تلاشى.