حقيقة الخلاف بين الفقيد محمود عبد العزيز وعادل إمام
- في عالم الفن، وفي مجتمعنا العربي تحديدًا، لا تسلم علاقات نجوم الفن من التوتر والمناكفات، فكلما علا شأن الفنان تقيّد بمعايير النجومية التي تقضي بعدم التنازل لأي فنان زميل، فبتنازله هذا يكون قد اعترف ضمنيًا أن شأن زميله أعلى من شأنه ونجوميته تسطع فوق نجوميته.
وتنطبق هذه المعادلة على أكبر النجوم وأهمهم موهبة، ولم يكن محمود عبد العزيز استثناءً في ذلك، فلم يسلم الساحر الراحل من خلاف وقع بينه وبين زعيم السينما المصرية، عادل إمام، فامتد الخلاف لسنوات طويلة وتناقلته الصحف والمجلات الفنية في أوج عطاء عبد العزيز الفني، وفي أوسع فتراته إنتاجًا.
وإذا عدنا إلى التاريخ السينمائي للساحر والزعيم، تسهل ملاحظة أنهما لم يجتمعا سويًا إلا في عمل واحد، فيلم ‹عيب يا لولو... يا لولو عيب› عام 1978، علمًا بأن محاولات كثيرة بذلت لجمعهما في عمل مشترك، لم يكم النجاح حليفها.
بداية الخلاف
تعود أسباب الخلاف بين العملاقين، إلى المحطة الدرامية الأبرز في تاريخ محمود عبد العزيز الفني، مسلسل ‹رأفت الهجان›، حيث تداولت العديد من الصحف المعنية بأمور الفن في ذلك الوقت، أنباء تفيد بأن عادل إمام كان أول المرشحين لبطولة المسلسل الشهير، وفوجئ الجميع بإسناد المسلسل لمحمود عبدالعزيز، فتبادل الاثنان التصريحات النارية والاتهامات.
وتأكد ذلك عندما تطرق عبد العزيز للخلاف الذي يجمعه مع إمام، وأكد في إحدى مقابلاته الإعلامية أن أزمة نشبت بينه وبين عادل إمام فيما يخص مسلسل ‹رأفت الهجان› قائلًا إن ‹البعض اختلق أزمة من لا شيء على صفحات الصحف والمجلات وكل ما أتذكره هو أنه تم ترشيحي للدور، ثم تم ترشيح عادل إمام من بعدي›.
ليلتقي عبد العزيز إمام صدفة في لقاء يبدو أنه وسع دائرة الخلاف، تحدث عنه عبد العزيز قائلًا، ‹وجدته يناديني من شباك سيارته، فهبطت وسلمت عليه، فشعر هو باختلاف في نبرتي معه، فقال لي، يا عم إن كان على الهجان حلال عليك›، حينها رفض الساحر التحدث في الأمر بسبب رؤيته الفنانات ليلى علوي ونبيلة عبيد وأخريات في سيارة خلفهما.
وبعد هذا اللقاء بفترة تلقى الفنان محمود عبد العزيز اتصالًا من جهاز المخابرات، مؤكدين له أنه هو من سيجسد دور ‹رأفت الهجان›، وبالفعل وقّع على العقد، حسب روايته.
‹رأفت الهجان› واتساع الأزمة
وأثناء تصوير المسلسل، اتسعت الأزمة بين الساحر والزعيم، حكى عبد العزيز تفاصيلها، ‹في أحد البرامج سألني المذيع، هل ما زال عادل إمام هو نجم الإيرادات الأوحد؟! فأجبت قائلًا: لا›، وكشف أنه فوجئ باقتطاع إجابته على هذا النحو، موضحًا أنه قال نصًّا، ‹لا... طبعًا يوجد آخرون يحققون إيرادات كبيرة›.
وتابع عبد العزيز يوضح تفاصيل الحادثة، ‹وقبل أن ينتهي البرنامج كنت أبحث عن عادل إمام في كل مكان، فقد حدث مونتاج لإجابتي، ومن هنا تضاعفت الشائعات والخلافات لفترة طويلة›.
هدنة ليست طويلة
واستمرت الخلافات نحو 12 عامًا حتى تم الجمع بينهما في حفل زفاف ابنة الفنانة الراحلة زهرة العلا والمخرج الراحل حسن الصيفي، وتم تصفية الأجواء بينهما منذ ذلك اليوم.
الأجواء الصافية لم تدم طويلا، حتى عاد الخلاف من جديد بين إمام وعبد العزيز، وهذه المرة بسبب فيلم ‹حسن ومرقص›، حيث أصر عادل إمام على وجود يوسف معاطي، بينما اختار محمود عبد العزيز أن يتولى وحيد حامد مسؤولية تأليف الفيلم، وهو الأمر الذي رفضه الزعيم ورفضه محمود عبدالعزيز، فقرر ‹الزعيم› الاستعانة بالنجم العالمي عمر الشريف ليشاركه بطولة الفيلم.
- وكالات