ثقة ونص!


أنباء الوطن -
 منذ دخول الحكومة الحالية الرابع وحتى الآن زادت المديونية 900 مليون دينار، علما بأن نصف سكان العالم دخلوا في الإسلام ولم تصل تكلفة الفتوحات والمعارك والأساطيل لربع هذا المبلغ! 900 مليون دينار هي حصيلة دين الحكومة في أربعة أشهر رغم التقشف ورفع الأسعار وتلقي المساعدات، بينما السدود طوال فترة الشتاء لا تستطيع تحصيل 200 مليون متر مكعب من المياه رغم المنخفضات والأعاصير والزوابع! 900 مليون دينار لم تستفز المسؤولين ولم ترهبهم بعد، وكأن الذي يرتفع بجنون هو الضغط الجوي وليس مديونية الدولة، فتخيل أن أبرز نشاطات الحكومة في الفترة السابقة كانت: الملقي يفتتح مشروعا لزراعة الأعلاف الخضراء والجافة في أم رمانة، طبعا بين الذهاب إلى أم رمانة والعودة للاطمئنان على زراعة الأعلاف سجلت المديونية زيادة 3 ملايين، وإذا استمرت المديونية بهذا الارتفاع قد لا تجد خبزا للشعب وليس علفا للخرفان، بينما رئيس وزراء فرنسا ليس لديه وقت ليرعى افتتاح مشروع سكة حديد وهي دولة مديونيتها صفر. العناني يمثل الحكومة في جنازة بيريز، بينما نائب رئيس الوزراء الياباني خالته ماتت ولم يجد الوقت الكافي لحضور العزاء واكتفى ببرقية، وهي دولة تقرض العالم وليست دولة تقترض من كل العالم، جودة يبحث مع وزير الخارجية الياباني الأوضاع في عدد من الدول العربية؛ سورية واليمن والعراق وليبيا، علما أن وزير خارجية أميركا، الدولة العظمى اقتصاديا وعسكريا، ليس لديه وقت ليبحث مع زوجته ما يجري في منزله وليس ما يجري في الوطن العربي وشمال الأطلسي وجنوب أفريقيا. حمّاد على المصريين تصويب أوضاعهم للبقاء في المملكة، معاليك .. إذا كان الأردنيون أنفسهم لم يعد لديهم القدرة على البقاء في المملكة من غلاء المعيشة، ثم نجد أن وزير الثقافة يرعى افتتاح الورشة الأقليمية ( نحو إعلام صديق للطفولة). من يصدق أن مشكلة البلد الآن وأكبر همنا هو أيجاد إعلام صديق للطفولة بينما لاتعقد الحكومة ولا ورشة أقليمية لإيجاد صديق يعفينا من فوائد الدين، وزير العمل يرعى المعرض الثامن لتسويق منتجات التشغيل الذاتي حيث يتضمن المعرض العديد من المأكولات الشعبية والمقدوس، نعم الخطة الوطنية الطارئة لمعالجة عجز المديونية هي أن نصبح من كبار مصدري (المقدوس) في المنطقة، ولا مانع من تأسيس شركة وطنية تدير قطاع المقدوس على غرار شركة (أرامكو) السعودية التي تدير قطاع النفط، وأقترح أن يكون اسمها (مقدوسكو)! وزيرة السياحة: حفل الموسيقار ياني حدث عالمي، صدقيني معاليك (أني) إذا ما استمر الوضع على هذا الحال هو ما سيكون الحدث العالمي! باقي الوزراء إما مشاركون في مؤتمر دولي حول خطر انتشار الجراد، أو في ملتقى عالمي لبحث مستقبل الهنود الحمر، أو في ورشة عمل تتضمن مخاطر انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون وتأثيره على الغلاف الجوي! شخصيا عليّ ثلاث فواتير كهرباء مكسورة ولا أنام الليل خوفا من فصل التيار في أي لحظة، ومعظم وزراء الحكومة الحالية في كل ساعة هناك خدمة لفوائد الدين بمليون دينار ولا يغيبون عن أي جاهة أو حتى عقيقة مولود! في ظل غياب أي نشاط أو خطة حكومية لمعالجة الشأن الاقتصادي، المديونية ترتفع فقط 900 مليون، صدقوني إنه انجاز تاريخي غير مسبوق، ففي دول أخرى في ظل تلك المعطيات الاقتصادية ما يرتفع هو أرقام اللاجئين وليس فوائد الدين. (ثقة ونص) !!