الأمن العام ...عيون يقظه لكي يبقى الوطن جميل لا يفسده حاقد ...ولا يشوش أمنه إرهابي مجرم ظالم
جمال حداد
من الإنصاف الأخلاقي والأدبي ان ننصف الآخر حتى لو اختلفنا معه.وان اليقين بافكارنا يجب ان لا يتحول الى طاقة تشويه او تدمير سمعة من نختصم معه او نكن له مشاعر غير ودية مهما كان حجم الخصومة. فالجهر بالكذب يٌفزع الاموات في قبورهم،ويبعث الرعب والهلع في قلوب الاحياء وهم في بيوتهم...ما فعله الطابور الخامس ايام حادثة قلعة الكرك الارهابية كان حرفاً للحقيقة،وتشويها للمعلومة ، وانتقاصاً للانجازات الوطنية...لكن دعاة الشر لم يفلحوا في ما اضمروه فخاب مسعاهم ،وطاش سهمهم.فهذا الوطن محروس من الله فهذه كرامة له و لاهله الطيبين،وسيبقى بمشيئته تعالى قوياً كمواطنيه، عصياً كقلاعه على الاختراق الرابضة على جباله الشماء،تطاول السماء شموخاً.
رحم الحياة الاردني ولود ينجب الفرسان و البارود، وهو اقوى الف مرة من مقبرة الموت التي دشنها الارهاب،والتي لا تلد الا اشباح الظلام،الاحزمة الناسفة،السيارات المفخخة،وقتل الابرياء بالجملة غيلة وغدرا.ورغم هذه المنظومة التدميرية،ظل المواطن الاردني قابضا على حلمه ببناء دولة حديثة عصرية ،هازئاً بحزام النار التي يطوقها من جهاته الاربع،بالتزامن مع انهيار الدول المحيطة بها الواحدة تلو الاخرى.هذا المواطن الاردني الذي يتمتع بالوعي و النضح الغيور على انجازاته، ظل الوفي لقيادته الاردنية الهاشمية الفذة ،و اجهزته الامنية الامينة .
كما انه بقي وفياً على حلمه الكبير بان يكون له وطن جميل يباهي به الدنيا ،حيث لا يفسده فاسد،ولا يخربه حاقد،ولا يشوش امنه ارهابي مجرم طالما ان عيون الامن العام يقظة مستيقظة على مدار الساعة،و وواقفة حاحز صد مسلح بالايمان يقف بالمرصاد لمن تسول له نفسه بان يمس ذرة من ترابه.فالازمات والشدائد تصنع الدول العظيمة كما تصنع الرجال،ولسان حال الجميع يقول :ـ سبحان الله الذي يستخرج الدعاء من البلاء،والشكر من النعماء...فالحمد لله ان فرسان امننا احبطوا الفتنة في مهدها،وقضوا على الكارثة في وكرها.فلا خوف طالما رجال الامن العام بيننا يذوذون عنا كل مكروه.
من هنا نقول ونحن مطمئنون ان من اعظم النعم علينا نعمة الامن و الامان التي نرفل بنعيمها و نتفيأ في ظلالها وسط هذا الوسط الملتهب الذي اتى على الاخضر واليابس في المنطقة،فدمر المستشفيات،وشل الدراسة في الجامعات،وعاث خراباً في المؤسسات،وحوّل المدن العامرة بالسكان الى اطلال ينعق فوقها الغربان بينما بقي الاردن بحنكة القيادة ويقظة فرسان الامن العام جنة مخضوضرة ونموذجاً يحتذى بين دول الجوار ينعم امناً وسعادة حتى حق لنا ان نجأر باعلى صوتنا { ربِ اجعل هذا بلداً آمناً وارزق اهله من الثمرات.....} صدق الله العظيم.
لا ينكر الا جاحد،ولا يقلل من قيمة الانجازات الا حاقد...اذ وصلت تشكيلات اجهزتنا الامنية اعلى المستويات كفاءة،وتنظيما،وخبرة في مواجهة التحديات وتحدي الازمات مهما بلغت حجمها وقوتها،والاهم انها بقيت كما تربت عليه ان تكون صديقة المواطن فهي منه وله،وان تسخر كل قواها لخدمته. هذه الاجهزة الباسلة تواجه المخاطر،حيث لا تبقى ساكنة لتقوم بالفعل كرد فعل بل تمتلك روح المبادرة و احباط الجريمة قبل وقوعها وكشف خيوطها قبل ان تنصب شباكها....و بفضل توجيهات القائد وحنكة جهاز الامن العام وحكمة قيادته وضباطه وافراده استطاعت حماية الاردن من الفتن،لجم الاضطرابات،ضبط الفوضي،نشر السلام الداخلي،تحقيق السلم الاجتماعي،بث روح الطمأنينية في نفوس الناس حتى اطمئن المواطنون كافة على اموالهم و اعراضهم و ممتلكاتهم..
الامن العام يعمل جاهداً على مدار الساعة وبصمت مطلق من دون ضجيج اعلامي،على ردع الجريمة قبل وقوعها،والقضاء على اوكار الارهاب في مهدها،ومطاردة تجار المخدرات في كل مكان لتخليص الناس من سمومهم و فوق ذلك حماية الدول الشقيقة من شرور هذه الافة، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزائهم،ناهيك عن متابعة عصابات تزييف النقود التي انتشرت بفضل انتشار الاجهزة الدقيقة،وزاد الطين بلة الجرائم الالكترونية التي تطورت اسلوبا وفنا وقدرة على التحايل فانبرت لها اجهزت الامن العام المختصة وكشفت خباياها وخاصة الاجانب المهرة في هذا الفن لكنهم وقعوا في ايدي اجهزتنا الامنية الذكية،لما يتمتع افراد الجهاز من فنيات عالية وكفاءة وخبرة.
ويقع على عاتق هذا الجهاز فوق ما سلف مسؤوليات جسام ثقيلة،فكان لها على اعلى مستوى منها مثالا لا حصراً :ـ حراسة المنافذ البحرية والبوابات البرية والمطارات،يضاف الى ما سلف تأمين الدوريات الراجلة والمحمولة في المدن خوفا على امن المواطنيين،وتنظيم حركة السير،ومراقبة المنحرفين والقبض على عتاة المجرمين حتى يبقى المجتمع نظيفاً طاهراً من اذاهم،ناهيك عن حماية السياح والدبلوماسيين،وتنفيذ الاحكام القضائية باعتبار الامن العام الذراع التنفيذي للقانون،ولا ننسى دور الامن العام الفاعل في ضبط ايقاع الانتخابات البلدية والنيابية و الالعاب الرياضية لمنع الشغب،وحماية المسيرات من العابثين والمندسين ...كان الله في عون الامن العام وقيادته في هذا الدور الكبير المهم الذي تضطلع به والحمل الثقيل التي تشيله على عاتقها اناء الليل وطوال النهار بلا كلل و لا تعب.
الامن العام عصب التقدم ،فلولاه لا مصانع، لا تقدم ،لا انجاز،ولا حرية و لا ديمقراطية،فقد قرن الله تعالى الطعام بالامن وهما العنصران اللذان تقوم عليهما الحياة المستقرة { الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف }. هذا دليل ان الحضارة والسعادة الانسانية الرغدة،و الانتاج الاقتصادي او اي عنوان من عناوين المنجزات،هي بحاجة ماسة الى حماية امنية لحمايتها.نخلص بالنتيجة الى ان هذا الجهاز الامين جهاز الامن العام،هو اساس الامن و الامان وعنوان الازدهار،لان هدفه الرئيس احلال السلام في المجتمع واجتثاث بؤر الارهاب والشر و الاجرام،ثم العمل الدؤوب على النأي بالمجتمع عامة والافراد خاصة عن العنف...باختصار شديد هو صانع امن وسلام وناشر رسالة محبة...هدفه تطبيق القانون واحترامه ومنع تجاوزه حتى تظل يد القانون هي العليا.
في هذا العام قدم نبلاء الامن العام افراداّ وضباط صف و ضباطاً كوكبة من الشهداء،ضحوا باعمارهم الفتية حتى يبقى الاردن اولاً في امنه و حصناًعصياً على الاختراق وحاجز صد ضد كل المؤامرات والعصابات الاجرامية، وبفضل جهوده المضنية ننام في سكينة لعلمنا ان عيون فرسان الامن العام لا تنام.على الضفة الاخرى،اي الجانب الانساني والوطني قدم افراد الامن امثلة اروع من رائعة...فقد راينا بام اعيننا في عز اشتداد الامطار كيف يفتح شرطي منهلاً بيدية لتصريف مياه الامطار التي اغلقت الشارع،وكيف اخر يردم حفرة بعد ان تحولت بركة لاصطياد السيارات،وسمعنا عن ذلك الشهم الذي تبرع بدمه هو وزملائه لانقاذ مريض بالسرطان من الموت.
افراد الامن العام ترفع لهم القبعات على بطولاتهم في التصدي للمجرمين ودفع حياتهم من اجل حياتنا،وعلى مواقفهم الانسانية التي يفخر بها الاردن،وكان الله في عون هذا الجهاز وقيادته الامينة والمؤمنة برسالة القيادة الهاشمية العظيمة على اداء المهمات المنوطة به ليبقى الاردن واحة الامن و الامان،وبهم نفاخر دول المنطقة و الدينا باسرها ان لنا مثل هذا الجهاز الذي يعطي اكثر مما ياخذ ولا يبالي بارواح افراده في سبيل ان يبقى الاردن الشجرة الخضراء الوارفة الظلال،يعطي خير ثماره وسط صحراء قاحلة جرداء.