أنباء الوطن -
قبل اربعة ايام زارني صديقي فواز بعد ان غابت الشمس وراح نور النهار وهو يعمل في جهاز الامن العام منذ عشر سنين تقريبا وطلب مني ان نقوم بجوله في السيارة في عمان الجميله حيث كانت السماء تهدي الاردن امطار الخير قال لي اني ادعوك اليوم على العشاء وهذا بمناسبة ان البنك بعث لي رسالة ان الراتب الشهري قد صرف وهو الان في الصراف ينتظرني كي اسحبه .
حاولت ان اتعذر منه بكل الطرق الا انه ابى واصر على دعوتي وذهب الى الصراف وسحب الراتب واخذ ورقة كشف الحساب ووضعها مع اغراضه على تابلوا السيارة ونزل ليشتري لنا سندويشات من احدى المطاعم السريعة ... قادني فضولي الصحفي لقراءة كشف راتبه وعندها اصبت بصدمة 103 دنانير هو قيمة ما صرف له من راتبه او قيمة ما تبقى له ...!؟
قلت له فواز .. اريد ان اسألك هل عليك قروض ضحك وقال وهل هناك رجل في جهاز الامن العام ليس عليه قروض وقال يا سيدي انا علي قرض وسلفة وتخصم من راتبي ومبلغ مالي يحول الى المحكمة شهريا لسبب ما .. وما يتبقى لي هو 103 دنانير اعتاش عليها طوال الشهر والحمد لله..!!!!
اتعلمون ان فواز لديه طفل لم يبلغ من العمر بعد ثمانية اشهر وتزوج منذ سنتين ولم يذهب منذ ان تزوج مع زوجته الى ابعد من الموقر لزيارت اهلها وبتأكيد هو لا زال يعد عائلته انه عندما تفرج سيأخذهم الى العقبة او الى البحر الميت ..!
انا لا اعلم هل تكفي ال 103 دنانير حليب لخالد ابن الثمانية اشهر او غيرها من احتياجات الطفل بهذا العمر متى ياكلون لحم او دجاج او فواكه ..!؟ كيف يستطيع فواز تأمين ادنى الاحتياجات اليومية لعائلته ..! ماذا يفعل بالعيد ..! كيف يستطيع ان يجامل اقاربه في المناسبات الاجتماعية ..! متى يذهبون الى السوق لشراء ملابس جديدة ..!؟ .
هل هذا هو حال رجل الامن العام في الاردن الذي بسببه بعد مشيئة الله وليس بسبب الحكومة نستطيع النوم في بيوتنا آمنيين ..!!؟ هل هذا حو حال الشرطة الاردنية الذين يقدمون ارواحهم حتى ننعم وينعم نواب الامة واعيانها ووزرائها بالطمأنينه ..!؟ وكلما كانت هناك مناسبة او مقابله صحفية لوزير او مسؤول قال اننا في بلد الامن الامان وان العالم يحسدنا على هذا الامن والرخاء الذي نعيشه في الاردن .
الا يدرك المسؤولين في الاردن ان رجال الامن وهم دعامة رئيسيه في منضومة الامن والامان غير قادرين على تامين ادنى احتياجات بيوتهم ومتطلبات الحياة الطبيعية التي يحتاجها اطفالهم ونسائهم ..!؟
صديقي فواز هو وحيد والديه ليس لديه اخوة او اخوات وهو رب الاسرة الذي نفذ اكثر من عشرة مداهمات منذ احداث الكرك مع زملائه واعتقلوا العديد من الارهابيين وبعد ان منح 24 ساعة اجازة سحب ما تبقى من راتبه 103 دنانير وعزمني على العشاء وراح ليقبل يد والدته ويحظن ابنه الذي ربما لن يشاهده في المرة القادمة ويمكن انه لن تشاهده زوجته او ابيه الا وهو على نعش ملفوف بالعلم الاردني ..!
على الدولة والمسؤولين فيها ان يتقوا الله في تقدير احتياجات من يقوموا بحماية اولادنا وممتلكاتنا وعلى البنوك والشركات الكبرى في الاردن تخصيص واحد بالمائة من ارباحها لدعم رواتب رجال الامن العام والدرك والجيش لانه لولا الامان الذي يوفروه لما ربح البنوك ولا الشركات الكبرى وما نعم احد بعشاء .
وانت يا صديقي فواز اشكرك على الدعوة الكريمة على العشاء فلقد كان لي الشرف واعذرني لاني لم استشيرك فيما نشرت فقد كنت اعلم انك لن توافق .. وللحديث بقية