الوطن‭ ‬أكرم‭ ‬منكم‭ ‬جميعاً‭ ‬


أنباء الوطن -

 

كتب‭ : ‬يوسف‭ ‬الحلو

الوطن‭ ‬لا‭ ‬يستجدي‭ ‬من‭ ‬أحد،،

لنا‭ ‬في‭ ‬الظاهر‭ ‬والوطن‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الظاهر‭ ‬والباطن،‭ ‬فأنتم‭ ‬وآبائكم‭ ‬عشتم‭ ‬وتعيشون‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.‬

فبضعة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬الدنانير‭ ‬تدفع‭ ‬لتسجيل‭ ‬مواقف‭ ‬وكصدقات‭ ‬بعضها‭ ‬مشروط‭ ‬‮«‬‭ ‬لعام‮»‬‭!! ‬لن‭ ‬تحل‭ ‬مشكلة‭ ‬مديونية‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬تحولت‭ ‬الى‭ ‬أزمة‭ ‬أدخلتنا‭ ‬الزجاجة‭ ‬وجلسنا‭ ‬في‭ ‬قعرها‭ ‬ننتظر‭ ‬قدوم‭ ‬المخلص‭ ‬المنتظر‭ ‬صاحب‭ ‬لقب‭ ‬بطل‭ ‬الضرائب‭ ‬والجباية‭ ‬من‭ ‬جيوب‭ ‬الغلابة‭ ‬علاجاً‭ ‬وبابا‭ ‬لدفع‭ ‬مستحقات‭ ‬ورواتب‭ ‬كل‭ ‬المتنفذين‭ ‬من‭ ‬اصحاب‭ ‬الدولة‭ ‬والمعالي‭ ‬والسعادة‭ ‬والعطوفة‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬من‭ ‬ألقاب‭ ‬أفلست‭ ‬البلد‭.‬

نعم‭ ‬نقدر‭ ‬النوايا‭ ‬الحسنة‭ ‬ولكنها‭ ‬وحدها‭ ‬لا‭ ‬تكفي‭ ‬ولن‭ ‬تحل‭ ‬مشكلة‭ ‬اصبح‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬يدرك‭ ‬أسبابها‭ ‬ويعاني‭ ‬من‭ ‬نتائجها‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬أصدق‭ ‬يوماً‭ ‬من‭ ‬نوايانا‭ ‬تجاه‭ ‬الحكومات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التدليس‭ ‬وتجاهل‭ ‬الحلول‭ ‬الجذرية‭ ‬وبقاء‭ ‬الفساد‭ ‬متربعا‭ ‬في‭ ‬مكاتب‭ ‬فخمة،‭ ‬والطبطبة‭ ‬والمحسوبية‭ ‬والمناطقية‭ ‬وإغلاق‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة‭ ‬وتوريث‭ ‬الفساد‭ ‬والمناصب‭ ‬قد‭ ‬تكشفت‭ ‬الان‭ ‬فجعلت‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬مطمعا‭ ‬لكل‭ ‬الفاسدين‭ ‬الناهبين‭ ‬لأرزاقنا‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬النتيجة‭.‬

لا‭ ‬يحتاج‭ ‬تفسير‭ ‬الوضع‭ ‬الى‭ ‬خبراء‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتنمية،‭ ‬فالراعي‭ ‬وهو‭ ‬أشرف‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬خبرائكم‭ ‬ومستشاريكم‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬تصور‭ ‬عملي‭ ‬وصادق‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المتأزم،‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬يدركه‭ ‬أصحاب‭ ‬الدولة‭ ‬والفخامة‭ ‬والمعالي‭..!‬؟‭ ‬لأن‭ ‬عدم‭ ‬الإدراك‭ ‬سببه‭ ‬تعارض‭ ‬اي‭ ‬اجراء‭ ‬مع‭ ‬استحقاقات‭ ‬وحقوق‭ ‬وامتيازات‭ ‬تم‭ ‬تكريسها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عشرات‭ ‬الحكومات‭ ‬السابقة‭ ‬حتى‭ ‬تحول‭ ‬الوطن‭ ‬الى‭ ‬جمعية‭ ‬يقبضونها‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬كل‭ ‬آخر‭ ‬شهر‭.‬

الوطن‭ ‬اكرم‭ ‬منكم‭ ‬جميعاً‭.‬

الوطن‭ ‬لا‭ ‬يستجدي‭ ‬من‭ ‬أحد‭. ‬

الوطن‭ ‬ليس‭ ‬صالة‭ ‬مزايدات‭ ‬لإستعراض‭ ‬كرمكم‭ ‬الطائي‭. ‬

الوطن‭ ‬يراكم‭ ‬كأبناء‭ ‬عاقين‭ ‬للكرامة‭ ‬وأمانة‭ ‬المسؤولية‭. ‬

الوطن‭ ‬يده‭ ‬في‭ ‬حلوقكم‭ ‬جميعا‭ ‬معشر‭ ‬اللصوص‭. ‬

الوطن‭ ‬يسألكم‭ ‬متى‭ ‬ستشبع‭ ‬بطونكم؟‭. ‬

الوطن‭ ‬يرفض‭ ‬قرشاً‭ ‬حراماً‭ ‬لانه‭ ‬طيباً‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬الا‭ ‬طيباً‭.‬

الوطن‭ ‬يطالبكم‭ ‬أن‭ ‬تكونوا‭ ‬رجالاً‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الامانة‭ ‬التي‭ ‬منحت‭ ‬لكم‭.‬

الوطن‭ ‬يخاطبكم‭ ‬ايها‭ ‬السفلة‭ ‬الناهبون‭.‬

‮«‬مطولين‭ ‬لتستحوا‭ ‬على‭ ‬حالكم»؟‭. ‬فقد‭ ‬أفقرتم‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭. ‬

عاش‭ ‬الوطن‭ ‬بأبنائه‭ ‬الأوفياء‭ ‬حراً‭ ‬كريماً‭ ‬عزيزاً‭. ‬

يوسف،،