مصادر : انطلاق‭ ‬تشييد‭ ‬منطقة‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬إسرائيلية‭-‬أردنية‭ ‬مشتركة


أنباء الوطن -

 

خاص

‭- ‬كشف‭ ‬الموقع‭ ‬الإعلامي‭ ‬العبري‭ ‬‮«‬المصدر‮»‬‭ ‬الناطق‭ ‬بالعربية‭ ‬عن‭ ‬إنطلاق‭ ‬أعمال‭ ‬إنشاء‭ ‬وتشييد‭ ‬منطقة‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬إسرائيلية‭-‬أردنية‭ ‬مشتركة،‭ ‬حيث‭ ‬ستتضمن‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬ستنتهي‭ ‬إقامتها‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬سنة‭ ‬ونصف،‭ ‬جسرا‭ ‬كبيرا‭ ‬فوق‭ ‬نهر‭ ‬الأردن،‭ ‬وستُقام‭ ‬فيها‭ ‬مصانع‭ ‬ومراكز‭ ‬لعبور‭ ‬البضائع‭ ‬التجارية،‭ ‬وستوفر‭ ‬عملا‭ ‬لنحو‭ ‬13‭.‬000‭ ‬عامل‭ ‬أردني‭ ‬وإسرائيلي

ونسب‭ ‬الموقع‭ ‬معلوماته‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬للصحيفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‮«‬غلوبوس‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬أعمال‭ ‬لإقامة‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬إسرائيلية‭ - ‬أردنيّة‭ ‬حرة‭ ‬مشتركة‮»‬‭ ‬فوق‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭. ‬حيث‭ ‬زار‭ ‬الصحفي،‭ ‬درور‭ ‬فوير،‭ ‬المنطقة‭ ‬مع‭ ‬ممثلي‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيليّين‭ ‬وأخبر‭ ‬عن‭ ‬بداية‭ ‬الأعمال‭ ‬لإقامة‭ ‬جسر‭ ‬كبير‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬كلا‭ ‬البلدين،‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬طوله‭ ‬إلى‭ ‬352‭ ‬مترا‭. ‬تبعاً‭ ‬للصحيفة‭ ‬التي‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬الأعمال‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬في‭ ‬بدايتها‭ ‬حاليا،‭ ‬وهناك‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الشاحنات‭ ‬التي‭ ‬تنقل‭ ‬الرمال‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬الأردني‭. ‬حيث‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يزداد‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬آذار‭ ‬القادم،‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬بناء‭ ‬الجسر،‭ ‬الذي‭ ‬سيُبنى‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غور‭ ‬الأردن،‭ ‬فوق‭ ‬المنطقة‭ ‬الواقعة‭ ‬عند‭ ‬التقاء‭ ‬نهر‭ ‬الأردن‭ ‬ووادي‭ ‬شوباش‭.‬

وأضافت‭ ‬الصحيفة‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬ستُقام‭ ‬إلى‭ ‬جانبي‭ ‬الجسر‭ ‬‮«‬بوابة‭ ‬أردنيّة‮»‬‭ - ‬منطقة‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬مشتركة‭ ‬للصناعة‭ ‬والأعمال‭ - ‬على‭ ‬مساحة‭ ‬700‭ ‬دونم‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الأردنيّ،‭ ‬حيث‭ ‬ستُقام‭ ‬مصانع‭ ‬وعلى‭ ‬مساحة‭ ‬245‭ ‬دونما‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬كما‭ ‬ستُقام‭ ‬مكاتب‭ ‬الدعم‭ ‬اللوجيستي؛‭ ‬نقل‭ ‬البضائع،‭ ‬جباية‭ ‬الضرائب،‭ ‬وغيرها‭. ‬تُسمّى‭ ‬المنطقة‭ ‬وفق‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬غلوبوس‮»‬‭ ‬‮«‬مقاطعة‭ ‬مشتركة‮»‬‭ ‬لأنها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬تابعة‭ ‬لأيّ‭ ‬من‭ ‬الدولتين،‭ ‬ولن‭ ‬يحتاج‭ ‬الإسرائيليون‭ ‬والأردنيون‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬جوازات‭ ‬سفر‭ ‬لدخولها،‭ ‬ولكنها‭ ‬لن‭ ‬تشكّل‭ ‬معبرا‭ ‬للانتقال‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭.‬

وأضافت‭ ‬الصحيفة‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تُموّل‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬والبُنى‭ ‬التحتية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لبناء‭ ‬الجسر‭ ‬فقط،‭ ‬ويصل‭ ‬إجمالي‭ ‬الميزانية‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬مهجورة‭ ‬ومليئة‭ ‬بالألغام،‭ ‬ولكن‭ ‬تم‭ ‬إزالتها‭ ‬جميعها‭ ‬وأصبحت‭ ‬آمنة‭.‬

ونوهت‭ ‬الصحيفة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬بدأت‭ ‬لإقامة‭ ‬منطقة‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1994،‭ ‬عند‭ ‬توقيع‭ ‬معاهدة‭ ‬السلام،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1998‭ ‬وُقّع‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬اتفاق‭ ‬لبناء‭ ‬المنطقة‭ ‬الصناعية‭. ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬صُودِق‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬في‭ ‬الكنيست‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬واجتاز‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬البيروقراطية‭ ‬والمصادقات،‭ ‬حتى‭ ‬بدأ‭ ‬تنفيذه‭ ‬قبل‭ ‬بضعة‭ ‬أسابيع‭ ‬مع‭ ‬بدء‭ ‬أعمال‭ ‬البناء‭.‬

وأردفت‭ ‬الصحيفة‭ ‬بالقول‭ : ‬إن‭ ‬الأفضليات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬كهذه‭ ‬هائلة،‭ ‬ومفيدة‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‭. ‬فهي‭ ‬ستوفر‭ ‬عملا‭ ‬لنحو‭ ‬10‭.‬000‭ ‬عامل‭ ‬أردني‭ ‬و‭ ‬3‭.‬000‭ ‬عامل‭ ‬إسرائيليّ‭. ‬حيث‭ ‬ستشهد‭ ‬المنطقة‭ ‬تنقلا‭ ‬حرا‭ ‬للعمال،‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال،‭ ‬البضائع،‭ ‬والمواد‭ ‬الخام،‭ ‬وستمنح‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المزايا‭ ‬والتسهيلات،‭ ‬وأهمها‭ ‬هو‭ ‬الإعفاء‭ ‬الضريبي‭. ‬من‭ ‬جهة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإن‭ ‬الأفضلية‭ ‬الأهم‭ ‬هي‭ ‬التكلفة‭ ‬المنخفضة‭ ‬لتشغيل‭ ‬العمال‭ ‬الأردنيّين،‭ ‬إذ‭ ‬أن‭ ‬تكلفة‭ ‬تشغيلهم‭ ‬أقل‭ ‬ثمنا‭ ‬بكثير‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعمال‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬تشغيل‭ ‬الأردنيّين‭ ‬مجديا‭ ‬للأردنيين‭ ‬نفسهم،‭ ‬الذين‭ ‬يكافحون‭ ‬ظاهرة‭ ‬البطالة‭ ‬المستشرية‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭. ‬فمن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أجر‭ ‬العمال‭ ‬الأردنيين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أجرهم‭ ‬في‭ ‬دولتهم‭.‬

كذلك‭ ‬فإن‭ ‬موقع‭ ‬المنطقة‭ ‬جيدا‭ ‬جدا،‭ ‬حيث‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬ميناء‭ ‬حيفا،‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬إسرائيل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬والغرب،‭ ‬وبين‭ ‬عمان،‭ ‬وهو‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬إربد‭ ‬أيضا،‭ ‬المدينة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬فهذا‭ ‬سيتيح‭ ‬نقل‭ ‬البضائع‭ ‬إلى‭ ‬خليج‭ ‬العقبة‭ ‬وآسيا‭ ‬كلها‭.‬

وختمت‭ ‬الصحيفة‭ ‬تقريرها‭ ‬بالتنويه‭ ‬إلى‭ ‬أفضلية‭ ‬أخرى‭ ‬هامة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬المنتَجات‭ ‬ستخرج‭ ‬من‭ ‬المصانع‭ ‬عبر‭ ‬بوابة‭ ‬أردنية‭ ‬وستحصل‭ ‬على‭ ‬ختم‭ ‬إنتاج‭ ‬وفق‭ ‬أحد‭ ‬الخيارات‭ - ‬‮«‬مُصنّع‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬‮«‬مُصنّع‭ ‬في‭ ‬الأردن‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬مُصنّع‭ ‬في‭ ‬بوابة‭ ‬الأردن‮»‬‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتيح‭ ‬للأردنيين‭ ‬إخفاء‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬معيّن،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬في‭ ‬وسع‭ ‬المصانع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تصدير‭ ‬بضائعها‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬لم‭ ‬تستورد‭ ‬بضاعتها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬