إلى‭ ‬تيسير‭ ‬النجّار


أنباء الوطن -

‮«‬مقال‭ ‬منع‭ ‬من‭ ‬النشر‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬امضى‭ ‬تيسير‭ ‬حياته‭ ‬بها‭ ‬وخدم‭ ‬بها‭ ‬واخلص‭ ‬لها‭ ‬وبسبب‭ ‬ازمتها‭ ‬حدث‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لتيسير‭ !!!!‬‮»‬

‭..................‬

إلى‭ ‬تيسير‭ ‬النجّار

كامل‭ ‬النصيرات

أراك‭ ‬روايةً‭ ‬عربيةً‭ ‬بامتياز‭ ..‬فأنا‭ ‬أتعاطفُ‭ ‬معك‭ ‬ولا‭ ‬أسعى‭ ‬إليك‭ ‬؛‭ ‬ككلّ‭ ‬الذين‭ ‬يريدونك‭ ‬ويشيحون‭ ‬بوجههم‭ ‬عنك‭ ..! ‬

لذا‭ ‬؛‭ ‬لن‭ ‬أطالب‭ ‬بالافراج‭ ‬عنك‭ ‬؛‭ ‬فأنا‭ ‬أجبن‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أفعلها‭ ..‬وكل‭ ‬شجاعتي‭ ‬–‭ ‬يا‭ ‬صديقي‭ ‬–‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أتفرّج‭ ‬على‭ ‬غيابك‭ ‬وكأنه‭ ‬حضورٌ‭ ‬؛‭ ‬فأُطأطئ‭ ‬رأسي‭ ‬ولا‭ ‬اسقط‭ ‬حتى‭ ‬دمعةً‭ ‬و‭ ‬أنظر‭ ‬بعدها‭ ‬للسماء‭..!‬

حين‭ ‬أقرأ‭ ‬اسمك‭ ‬منذ‭ ‬محنتك‭ ‬‮«‬تيسير‭ ‬النجار‮»‬‭ ‬أضحك‭ ..‬أين‭ ‬نصيبك‭ ‬من‭ ‬اسمك؟‭ ‬أين‭ ‬التيسير‭ ‬في‭ ‬حكايتك‭ ..‬؟‭ ‬اسمك‭ ‬تيسير‭ ‬و‭ ‬كل‭ ‬‮«‬التعسير‮»‬‭ ‬يمشي‭ ‬في‭ ‬قدميك‭ ..‬كل‭ ‬‮«‬التعسير‮»‬‭ ‬يتربع‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬فهم‭ ‬ما‭ ‬أنت‭ ‬فيه‭ ..‬كل‭ ‬التعسير‭ ‬يدخل‭ ‬ولا‭ ‬يخرج‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬وجودك‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الأخوة‭..!.‬

لله‭ ‬درّك‭ ‬الآن‭ ‬و‭ ‬أنت‭ ‬تجتاز‭ ‬خطّ‭ ‬الغموض‭ ‬؛‭ ‬لتصنع‭ ‬فينا‭ ‬غموضاً‭ ‬أكبر‭ ..‬لتقرعنا‭ ‬بأسئلةٍ‭ ‬قاتلةٍ‭ ‬عن‭ ‬وجودنا‭ ‬وعن‭ ‬ثقافتنا‭ ‬وعن‭ ‬حريّة‭ ‬التنفس‭ ..‬بل‭ ‬عن‭ ‬طريقنا‭ ‬الذي‭ ‬مشيناه‭ ‬وما‭ ‬زلنا‭ ‬نمشيه‭ ‬وهل‭ ‬خُطانا‭ ‬تترك‭ ‬أثراً‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬أم‭ ‬نحن‭ ‬نخدع‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأننا‭ ‬مثقفون‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬مسّنا‭ ‬الضُّرُ‭ ‬فإن‭ ‬العالم‭ ‬سيتكركب‭ ..‬وأن‭ ‬المثقفين‭ ‬لن‭ ‬يتركوك‭ ..‬وأن‭ ‬الاعلاميين‭ ‬سيزلزلون‭ ‬الأوراق‭ ‬و‭ ‬الفضاء‭ ‬بالضُّر‭ ‬الذي‭ ‬مسّك‭..!.‬

لا‭ ‬تعتب‭ ‬علينا‭ ‬يا‭ ‬صديق‭ ..‬فنحن‭ ‬تنخرنا‭ ‬الهزيمةُ‭ ‬والضياع‭ ..‬نريدك‭ ‬؛‭ ‬لكنّ‭ ‬طابور‭ ‬الخبز‭ ‬طويل‭ ‬؛‭ ‬إن‭ ‬خرجنا‭ ‬منه‭ ‬لنطالب‭ ‬فيك‭ ‬راح‭ ‬الخبز‭ ..! ‬نريدك‭ ..‬لكننا‭ ‬واقفون‭ ‬على‭ ‬باب‭ ‬الخوف‭ ‬مكبّلين‭ ‬ولم‭ ‬يبدأ‭ ‬التحقيق‭ ‬معنا‭ ‬بعد‭ ..! ‬نريدك‭ ..‬لكننا‭ ‬حينما‭ ‬ننظر‭ ‬إلى‭ ‬صغارك‭ ‬؛‭ ‬نخاف‭ ‬على‭ ‬صغارنا‭ ‬؛‭ ‬فأنت‭ ‬درسنا‭ ‬وعرقنا‭ ‬و‭ ‬مرقنا‭ ..! ‬نريدك‭ ..‬لكننا‭ ‬مخنوقون‭ ‬بأحبالنا‭ ‬الصوتيّة‭ ‬؛‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬حنجراتنا‭ ‬و‭ ‬تلتفّ‭ ‬حول‭ ‬رقابنا‭ ..! ‬نحن‭ ‬نخافك‭ ‬لأن‭ ‬ذكرك‭ ‬يوتِّرنا‭ ‬ويذكرنا‭ ‬بكرامتنا‭ ‬الكاذبة‭ ..!.‬

تيسير‭..‬أيّها‭ ‬الفتى‭ ‬النديُّ‭ ‬النقيُّ‭ : ‬ستخرجُ‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ..‬وستضع‭ ‬اصبعك‭ ‬في‭ ‬وجوهنا‭ ‬وتقولها‭ ‬علانيةً‭ ‬لنا‭ : ‬أنتم‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ..! ‬ونحن‭ ‬يا‭ ‬صديقي‭ ‬فعلاً‭ ‬لا‭ ‬شيء‭..‬سوى‭ ‬أننا‭ ‬خرافٌ‭ ‬تبحث‭ ‬بنفسها‭ ‬عن‭ ‬مسلخها‭ ..!‬

‭.............‬

‭- ‬نقلاً‭ ‬عن‭ ‬صفحة‭ ‬السيدة‭ ‬‮«‬ماجدة‭ ‬الحوراني‮»‬‭ ‬زوجة‭ ‬الصحفي‭ ‬المحتجز‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭.‬