المجالي‭: ‬هكذا‭ ‬تصدينا‭ ‬لمحاولة‭ ‬‮«‬عوض‭ ‬الله‮»‬‭ ‬والليبراليون‭ ‬الجدد‭ ‬تفكيك‭ ‬الدولة


أنباء الوطن -

 

‭- ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مقابلة‭ ‬النائب‭ ‬والعين‭ ‬والوزير‭ ‬الأسبق‭ ‬أمجد‭ ‬هزاع‭ ‬المجالي‭ ‬كغيرها‭ ‬من‭ ‬المقابلات‭ ‬أو‭ ‬اللقاءات‭ ‬الصحفية،‭ ‬فأنت‭ ‬أمام‭ ‬عقلية‭ ‬سياسية‭ ‬وشخصية‭ ‬وطنية‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬الإرث‭ ‬والوعي‭ ‬ما‭ ‬يجعلك‭ ‬منصتا‭ ‬لكلّ‭ ‬حركة‭ ‬وسكنة‭ ‬وحرف‭ ‬يخرج‭ ‬منها‭.‬

المجالي‭ ‬وخلال‭ ‬مقابلة‭ ‬صحفية‭ ‬أجراها‭ ‬مع‭ ‬عدة‭ ‬اعلاميين‭ ‬أجاب‭ ‬عن‭ ‬اسئلة‭ ‬شغلت‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬مدة‭ ‬طويلة،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬شفافا‭ ‬وواضحا‭ ‬وصريحا،‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬عرفناه‭ ‬طيلة‭ ‬نشاطه‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬العام‭.. ‬لم‭ ‬يتحفّظ‭ ‬على‭ ‬أية‭ ‬معلومة‭ ‬وأبدى‭ ‬رأيه‭ ‬بكلّ‭ ‬جرأة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الملفات‭.‬

‭* ‬المجالي‭ ‬الوزير

يذكر‭ ‬المجالي‭ ‬وكواحد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬انجازاته‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬توليه‭ ‬مسؤولية‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬فيصل‭ ‬الفايز‭ ‬إنه‭ ‬تصدى‭ ‬لوزير‭ ‬التخطيط‭ ‬الأسبق‭ ‬باسم‭ ‬عوض‭ ‬الله،‭ ‬والذي‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يستخدم‭ ‬500‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بحجة‭ ‬استثمارها‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بمجال‭ ‬المال‭ ‬والعقار‭.‬

وحول‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة،‭ ‬أشار‭ ‬المجالي‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قال‭ ‬لباسم‭ ‬عوض‭ ‬الله‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬مال‭ ‬وطن‭ ‬وهذه‭ ‬مؤسسة‭ ‬وطنية،‭ ‬مش‭ ‬مزرعة‭ ‬هزاع‭ ‬المجالي‮»‬،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬حينها‭ ‬وقفوا‭ ‬معه‭ ‬بشكل‭ ‬جميل‭ ‬وكان‭ ‬الأكثر‭ ‬شدة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬سمير‭ ‬الحباشنة‭ ‬ووزير‭ ‬المالية‭ ‬الأسبق‭ ‬محمد‭ ‬أبو‭ ‬حمور‭.‬

وقال‭ ‬المجالي‭: ‬‮«‬تخيلوا‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬عوض‭ ‬الله‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬سحب‭ ‬الـ500‭ ‬مليون‭ ‬من‭ ‬حساب‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لمشاريع‭ ‬في‭ ‬امريكا،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬سيحدث؟‭!‬‮»‬،‭ ‬مثنيا‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬زميليه‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬آنذاك‭ ‬الحباشنة‭ ‬وأبو‭ ‬حمور‭.‬

‭* ‬المجالي‭ ‬ومعركة‭ ‬محاربة‭ ‬الفساد

ويرى‭ ‬المجالي‭ ‬أن‭ ‬التصريحات‭ ‬الرسمية‭ ‬حول‭ ‬تصميم‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لظاهرة‭ ‬الفساد‭ ‬تبقى‭ ‬دون‭ ‬قيمة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يلازمها‭ ‬اجراء‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬مستهجنا‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬سنّ‭ ‬قوانين‭ ‬تجرّم‭ ‬من‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬شبهات‭ ‬فساد‭ ‬بذريعة‭ ‬‮«‬اغتيال‭ ‬الشخصية‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬المجالي‭ ‬إن‭ ‬التصريحات‭ ‬الرسمية‭ ‬حول‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الفساد‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬صحيحة‭ ‬ودقيقة،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬نملك‭ ‬مؤسسات‭ ‬وموارد‭ ‬ليتم‭ ‬نهبها‭.‬

وتحدّى‭ ‬المجالي‭ ‬الحكومة‭ ‬بتحويل‭ ‬كلّ‭ ‬قضايا‭ ‬الفساد‭ ‬الكبرى‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬برنامج‭ ‬التحول‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬لينال‭ ‬المجرمون‭ ‬عقابهم،‭ ‬داعيا‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الدكتور‭ ‬هاني‭ ‬الملقي‭ ‬لاثبات‭ ‬جديته‭ ‬بمحاسبة‭ ‬الفاسدين‭ ‬عبر‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬الصادرة‭ ‬بحق‭ ‬الفارّ‭ ‬وليد‭ ‬الكردي‭ ‬واصدار‭ ‬مذكرة‭ ‬جلب‭ ‬له‭ ‬والحجز‭ ‬على‭ ‬أمواله‭.‬

كما‭ ‬دعا‭ ‬المجالي‭ ‬الملقي‭ ‬لتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬ومحاسبة‭ ‬جميع‭ ‬المتهمين‭ ‬بقضية‭ ‬تعمير،‭ ‬وعدم‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬التجار‭ ‬فيها‭ ‬وتجار‭ ‬السياسة‭ ‬المتورطين‭ ‬بها‭.‬

‭* ‬الاصلاح‭ ‬الشامل

وأكد‭ ‬المجالي‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬محاسبة‭ ‬الفاسدين‭ ‬واستئصال‭ ‬لوبيات‭ ‬الفساد‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬ستكون‭ ‬القاعدة‭ ‬الصلبة‭ ‬لاجراء‭ ‬الاصلاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬الشامل،‭ ‬وأننا‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬نشهد‭ ‬أي‭ ‬تطوير‭ ‬أو‭ ‬اصلاح،‭ ‬وهذا‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حكومة‭ ‬قوية‭ ‬بأفرادها‭ ‬ورئيسها‭ ‬وتضم‭ ‬رجال‭ ‬وطنيين‭ ‬أشداء‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬منهم‭ ‬الليبراليون‭ ‬الجدد‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬المجالي‭ ‬إنه‭ ‬مقتنع‭ ‬بكون‭ ‬الليبراليين‭ ‬الجدد‭ ‬لهم‭ ‬ارتباطاتهم‭ ‬الخارجية‭ ‬ومكلفون‭ ‬بمهمة‭ ‬تفكيك‭ ‬الدول‭ ‬واعادة‭ ‬هيكلتها‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬أطماع‭ ‬اسرائيل‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭ ‬قامت‭ ‬بإضعاف‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬بتفكيك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الكبرى‭ ‬وانشاء‭ ‬هيئات‭ ‬جديدة‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬رحمها‭ ‬وتم‭ ‬توزيعها‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الحظوة‭ ‬برواتب‭ ‬لا‭ ‬سقف‭ ‬لها‭ ‬وبما‭ ‬يستنزف‭ ‬نحو‭ ‬2‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬موازنة‭ ‬الدولة‭.‬

وأضاف‭ ‬المجالي‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭ ‬اعتمدت‭ ‬وعززت‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬التوسع‭ ‬بالنفقات‭ ‬والجباية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬نسب‭ ‬الفقر‭ ‬وتعمقه‭.‬

وأشار‭ ‬المجالي‭ ‬إن‭ ‬الليبراليين‭ ‬الجدد‭ ‬يهدفون‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬تفريغ‭ ‬الدولة‭ ‬الأردنية‭ ‬من‭ ‬مضمونها‭ ‬وتحويلها‭ ‬من‭ ‬كيان‭ ‬كامل‭ ‬متكامل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬كيان‭ ‬اقتصادي‭ ‬وشركة‭ ‬خاصة‭ ‬كبيرة‮»‬‭.‬

‭* ‬المجالي‭ ‬الحزبي

لم‭ ‬يكن‭ ‬خروج‭ ‬المجالي‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الرسمية‭ ‬ليصمته‭ ‬ويبعده‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬العام،‭ ‬بل‭ ‬مارس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شغله‭ ‬موقع‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬حزب‭ ‬الجبهة‭ ‬الأردنية‭ ‬الموحدة‭ ‬دوره‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬ولطالما‭ ‬خلق‭ ‬الحدث‭ ‬وجمع‭ ‬الناس‭ ‬حوله‭ ‬ببيانات‭ ‬شديدة‭ ‬اللهجة‭ ‬عبّر‭ ‬فيها‭ ‬عما‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬خلد‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ضمّ‭ ‬الحزب‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الدولة‭ ‬المشهود‭ ‬لهم‭ ‬بالوطنية‭ ‬والذين‭ ‬عملوا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مواقع‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مبادئه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تلاقي‭ ‬استحسان‭ ‬بعض‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬‮«‬الليبراليون‭ ‬الجدد،‭ ‬مقاولو‭ ‬السياسة‭ ‬والمال،‭ ‬وبعض‭ ‬القيادات‭ ‬التي‭ ‬تعبث‭ ‬بمصائر‭ ‬العباد‭ ‬والبلاد‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬المجالي‭ ‬إن‭ ‬الحزب‭ ‬انشئ‭ ‬من‭ ‬منطلقات‭ ‬وطنية‭ ‬أهمها‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬سياسي‭ ‬ديمقراطي‭ ‬متكامل‭ ‬الأركان‭ ‬ويحقق‭ ‬العدالة‭ ‬وتكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬لجميع‭ ‬الأردنيين،‭ ‬ويجسد‭ ‬دستور‭ ‬عام‭ ‬1952‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬الهاشمي‭.‬

ولفت‭ ‬المجالي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬جسّد‭ ‬توليفة‭ ‬من‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬والمعارضة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬فلم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬المسبّحة‭ ‬بحمد‭ ‬الحكومات‭ ‬ولا‭ ‬المعارضة‭ ‬العبثية،‭ ‬بل‭ ‬ظلّ‭ ‬حزبا‭ ‬يعظّم‭ ‬المنجزات‭ ‬الوطنية‭ ‬ويشير‭ ‬إلى‭ ‬مواضع‭ ‬الخلل‭ ‬بكلّ‭ ‬جرأة‭ ‬وقوة،‭ ‬ويعارض‭ ‬الفساد‭ ‬والمفسدين‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭.‬‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬خلال‭ ‬معارك‭ ‬الحزب‭ ‬الأخيرة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬مدعي‭ ‬الليبرالية‭ ‬الساعين‭ ‬لاضعاف‭ ‬الدولة‭ ‬الأردنية‭ ‬وتهميش‭ ‬دورها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تفكيك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‮»‬‭.‬

وحول‭ ‬آخر‭ ‬المستجدات،‭ ‬قال‭ ‬المجالي‭ ‬إنه‭ ‬تقدم‭ ‬باستقالته‭ ‬من‭ ‬موقعه‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬بعد‭ ‬مظاهر‭ ‬تواطئ‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬ولجنة‭ ‬شؤون‭ ‬الاحزاب‭ ‬وعدة‭ ‬جهات‭ ‬أخرى،‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬فصل‭ ‬الامين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬للحزب‭ ‬والعائد‭ ‬بموجب‭ ‬قرار‭ ‬المحكمة‭ ‬نايف‭ ‬الحديد‭ ‬بسبب‭ ‬انفراده‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬القرارات‭ ‬ومخالفته‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬للحزب،‭ ‬والذي‭ ‬بدوره‭ ‬تقدم‭ ‬بدعوى‭ ‬قضائية‭ ‬خسرناها‭ ‬في‭ ‬الاستئناف‭ ‬لاعتبارات‭ ‬شكلية‭ ‬وهي‭ ‬عدم‭ ‬دفع‭ ‬الرسوم،‭ ‬وبعد‭ ‬القرار‭ ‬القضائي‭ ‬أعلنت‭ ‬التنحي‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬احترامي‭ ‬للقانون‮»‬‭.‬

المفاجأة‭ ‬بحسب‭ ‬المجالي‭ ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬طلبهم‭ ‬من‭ ‬الحديد‭ ‬العودة‭ ‬لترؤس‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬تطبيقا‭ ‬للقرار‭ ‬القضائي،‭ ‬حيث‭ ‬علموا‭ ‬أنه‭ ‬تقدم‭ ‬باستقالته‭ ‬من‭ ‬الحزب‭ ‬وقام‭ ‬بتسليمها‭ ‬لوزير‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬موسى‭ ‬المعايطة‭ ‬وبما‭ ‬يخالف‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والأعراف‭ ‬الحزبية،‭ ‬وبالرغم‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬بذلها‭ ‬رجالات‭ ‬الحزب‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬‮«‬رئيس‭ ‬الديوان‭ ‬الملكي‭ ‬الأسبق‭ ‬والجنرال‭ ‬المتقاعد‭ ‬رياض‭ ‬أبو‭ ‬كركي،‭ ‬والشيخ‭ ‬طلال‭ ‬الماضي‮»‬‭ ‬والذين‭ ‬حاولا‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬استقالة‭ ‬الحديد‭ ‬وحلّ‭ ‬المشكلة‭ ‬بعودته‭ ‬إلى‭ ‬موقعه‭ ‬سلميا،‭ ‬ولكن‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭.‬

وأضاف‭ ‬المجالي‭ ‬إن‭ ‬المفاجأة‭ ‬الأخرى‭ ‬تكشفت‭ ‬بعد‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬محكمة‭ ‬شمال‭ ‬عمان‭ ‬والتي‭ ‬ورد‭ ‬كتاب‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬التنفيذ‭ ‬فيها‭ ‬يقول‭ ‬إننا‭ ‬‮«‬الجهة‭ ‬الممانعة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬القرار‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬أفادت‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬محاولات‭ ‬الاصلاح‭ ‬ورسائل‭ ‬الانصياع‭ ‬الموثقة‭ ‬التي‭ ‬أرسلنا‭ ‬بها‭.‬

ولفت‭ ‬المجالي‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وبتاريخ‭ ‬23‭ ‬تشرين‭ ‬ثاني‭ ‬2016‭ ‬داهم‭ ‬30‭ ‬رجل‭ ‬شرطة‭ ‬ومندبون‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬السياسية‭ ‬مقرّ‭ ‬الحزب‭ ‬الرئيس‭ ‬رفقة‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬السابق‭ ‬الذي‭ ‬تسلّم‭ ‬مفاتيح‭ ‬مقرّ‭ ‬الحزب‭ ‬وأعطاها‭ ‬لشخص‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬طرده‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬الحزب‭.‬

وقال‭ ‬المجالي‭ ‬إن‭ ‬الوزارة‭ ‬لم‭ ‬تكتف‭ ‬بتلك‭ ‬المخالفات،‭ ‬بل‭ ‬واعترفت‭ ‬بلجنة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬واعتبرتها‭ ‬الممثل‭ ‬القانوني‭ ‬للحزب،‭ ‬وقد‭ ‬أوصت‭ ‬اللجنة‭ ‬بالغاء‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬للحزب‭ ‬والذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬تعديله‭ ‬إلا‭ ‬بموافقة‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭.‬

واعتبر‭ ‬المجالي‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬مع‭ ‬الحزب‭ ‬تجاوز‭ ‬يستلزم‭ ‬محاسبة‭ ‬ومساءلة‭ ‬المشاركين‭ ‬فيه‭ ‬للقضاء‭ ‬وهيئة‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭.‬

‭* ‬البيان‭ ‬الهام‭ ‬والمثير

ونفى‭ ‬المجالي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬خطّ‭ ‬بيان‭ ‬الحزب‭ ‬الشهير‭ ‬والصادر‭ ‬بتاريخ‭ ‬3‭ ‬تشرين‭ ‬أول‭ ‬2016،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أنه‭: ‬‮«‬صحيح‭ ‬أني‭ ‬لم‭ ‬أكتبه،‭ ‬ولكنّ‭ ‬كل‭ ‬كلمة‭ ‬فيه‭ ‬تمثل‭ ‬قناعاتي‭ ‬وسعيد‭ ‬بتحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬كاملة‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬المجال‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬ان‭ ‬البيان‭ ‬كان‭ ‬الاعصار‭ ‬الذي‭ ‬أخذ‭ ‬يعصف‭ ‬بالحزب،‭ ‬فهنالك‭ ‬بيانات‭ ‬أشد‭ ‬وأقوى‭ ‬سبق‭ ‬ونشرناها،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أشخاصا‭ ‬شعروا‭ ‬بأن‭ ‬معارضة‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬لهم‭ ‬ولممارساتهم‭ ‬أصبحت‭ ‬تشكل‭ ‬خطراً‭ ‬عليهم،‭ ‬فاستخدموا‭ ‬هذا‭ ‬البيان‭ ‬لتسميم‭ ‬الافكار‭ ‬بادعاء‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬بيان‭ ‬موجه‭ ‬ضد‭ ‬الرمز‭ ‬الذي‭ ‬نقدره‭ ‬ونحترمه‭ ‬ونواليه‭.‬

وأكد‭ ‬المجالي‭ ‬على‭ ‬مواقف‭ ‬الحزب‭ ‬الصلبة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الملفات‭ ‬الوطنية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬‮«‬قانون‭ ‬الانتخاب‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬أكد‭ ‬الحزب‭ ‬مرارا‭ ‬أنه‭ ‬قاصر‭ ‬ومن‭ ‬شأنه‭ ‬‮«‬تفجير‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‮»‬،‭ ‬رفض‭ ‬اللامركزية‭ ‬لكونه‭ ‬تعزيز‭ ‬لدور‭ ‬الحكام‭ ‬الاداريين،‭ ‬رفض‭ ‬اتفاقية‭ ‬الغاز‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصهيوني،‭ ‬التحفظ‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬المفاعل‭ ‬النووي‭ ‬الذي‭ ‬يزعم‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬خالد‭ ‬طوقان‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬صاروخي‭ ‬ارهابي‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭.‬

ويشير‭ ‬المجالي‭ ‬إلى‭ ‬قاعدة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬تقول‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أي‭ ‬حزب‭ ‬خارج‭ ‬السلطة‭ ‬ويمتلك‭ ‬مبادئ‭ ‬وثوابت‭ ‬وبرامج‭ ‬مخالفة‭ ‬لسياسات‭ ‬الحكومة‭ ‬القائمة‭ ‬هو‭ ‬حزب‭ ‬معارضة،‭ ‬وله‭ ‬الحق‭ ‬بالوصول‭ ‬للسلطة‭ ‬لترجمة‭ ‬أفكاره‮»‬،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬رمزية‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬السياسي‭ ‬وأحد‭ ‬ثوابته‭ ‬الرئيسة‭.‬

‭* ‬مقاضاة‭ ‬عدة‭ ‬مسؤولين‭ ‬على‭ ‬رأسهم‭ ‬سلامة‭ ‬حماد

وقال‭ ‬المجالي‭ ‬انه‭ ‬بتاريخ‭ ‬14‭/‬12‭/‬2016‭ ‬وجه‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬السابق‭ ‬سلامة‭ ‬حماد‭ ‬كتاب‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬محافظ‭ ‬اربد‭ ‬ومحافظ‭ ‬الزرقاء‭ ‬ارتكز‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬دائرة‭ ‬تنفيذ‭ ‬محكمة‭ ‬شمال‭ ‬عمان‭ ‬المتضمن‭ ‬اعادة‭ ‬الامين‭ ‬العام‭ ‬الى‭ ‬المقر‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬عمان،‭ ‬واعتبر‭ ‬هذا‭ ‬القرار‭ ‬منفذاً‭ ‬ومنتهياً‭ ‬بتاريخ‭ ‬23‭/‬11‭/‬2016‭ ‬وسمح‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بموجب‭ ‬كتابه‭ ‬باقتحام‭ ‬مقار‭ ‬الاحزاب‭ ‬في‭ ‬اربد‭ ‬والزرقاء‭ ‬دون‭ ‬اي‭ ‬سند‭ ‬قانوني‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬رئيس‭ ‬دائرة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الزرقاء‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المحافظ‭ ‬بالمشاركة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الاقتحام‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬قراراً‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬يسمح‭ ‬له‭ ‬بذلك‭.‬

وأضاف‭ ‬المجالي‭ ‬إنه‭ ‬وعقب‭ ‬ذلك‭ ‬تقدم‭ ‬الحزب‭ ‬بشكوى‭ ‬ضد‭ ‬محافظ‭ ‬الزرقاء‭ ‬وكان‭ ‬المحافظ‭ ‬غير‭ ‬مطل‭ ‬على‭ ‬لائحة‭ ‬الاتهام،‭ ‬كما‭ ‬أنكر‭ ‬علمه‭ ‬عن‭ ‬اجتياح‭ ‬الحزب‭.‬

وأشار‭ ‬المجالي‭ ‬أنه‭ ‬ولدى‭ ‬توجهه‭ ‬للمحكمة‭ ‬لمقاضاة‭ ‬الوزير‭ ‬حماد،‭ ‬تفاجأ‭ ‬برفض‭ ‬القاضي‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬وأن‭ ‬على‭ ‬المشتكي‭ ‬أن‭ ‬يستدعي‭ ‬ان‭ ‬ترفع‭ ‬الحكومة‭ ‬الحصانة‭ ‬عن‭ ‬سلامة‭ ‬حماد‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬نعلمه‭ ‬ان‭ ‬المراسلة‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المحكمة‭ ‬الى‭ ‬الرئاسة‭ ‬الموقرة‭ ‬قبل‭ ‬اجراء‭ ‬المحاكمة‭ ‬والرئاسة‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬اما‭ ‬ان‭ ‬توافق‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬الحصانة‭ ‬او‭ ‬ترفض‭ ‬ذلك‭.‬

‭......................‬

‭- ‬عن‭  ‬‮«‬jo24‮»‬