طلاق‭ ‬خمسة‭ ‬آلاف‭ ‬أردنية‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬لزواجهن


أنباء الوطن -

 

‭- ‬أكد‭ ‬التقرير‭ ‬الإحصائي‭ ‬السنوي‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬والصادر‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬قاضي‭ ‬القضاة‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬التي‭ ‬أوقعت‭ ‬من‭ ‬زواج‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬والخاص‭ ‬بالزوجة‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬لدى‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬بمختلف‭ ‬محافظات‭ ‬المملكة‭ ‬بلغت‭ ‬5599‭ ‬واقعة‭ ‬طلاق‭ ‬منها‭ ‬64‭.‬2‭% ‬لزوجات‭ ‬أعمارهن‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬عاماً‭ ‬ومن‭ ‬بينهن‭ ‬494‭ ‬قاصرة‭ ‬وبنسبة‭ ‬8‭.‬8‭%. ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬إجمالي‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬التراكمي‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬من‭ ‬زواج‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬وما‭ ‬قبل‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬22070‭ ‬واقعة‭ ‬طلاق‭ ‬ومن‭ ‬بينهن‭ ‬1026‭ ‬قاصرة‭.‬

وتشير‭ ‬جمعية‭ ‬معهد‭ ‬تضامن‭ ‬النساء‭ ‬الأردني‭ ‬‮«‬تضامن‮»‬‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬الأردنيات‭ ‬المطلقات‭ ‬يشكلن‭ ‬92‭.‬3‭% ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬التراكمي‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬وبعدد‭ ‬20390‭ ‬أردنية،‭ ‬فيما‭ ‬شكلن‭ ‬92‭.‬7‭% ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬من‭ ‬زواج‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬فقط‭ ‬وبعدد‭ ‬5195‭ ‬أردنية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬25‭.‬4‭% ‬من‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬التراكمي‭. ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هنالك‭ ‬أردنية‭ ‬واحدة‭ ‬مطلقة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أربع‭ ‬أردنيات‭ ‬مطلقات‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬مدة‭ ‬زوجها‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬الأكثر‭.‬

إن‭ ‬طلاق‭ ‬5599‭ ‬زوجة‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬فترة‭ ‬زواجهن‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الأكثر‭ ‬فقد‭ ‬تكون‭ ‬فترة‭ ‬زواج‭ ‬بعضهن‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الشهر‭ ‬أو‭ ‬الشهرين،‭ ‬لهو‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬أسس‭ ‬تكوين‭ ‬الأسرة‭ ‬السليمة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الرضا‭ ‬بالزواج،‭ ‬لا‭ ‬بل‭ ‬مؤشر‭ ‬أخطر‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬إستهتار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزواج‭ ‬وإستسهالهم‭ ‬للطلاق‭ ‬بدون‭ ‬أسباب‭ ‬مقنعة‭ ‬أو‭ ‬لأسباب‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تبريرها‭.‬

وبالرجوع‭ ‬الى‭ ‬أنواع‭ ‬طلاق‭ ‬النساء‭ ‬المتزوجات‭ ‬لأقل‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬واحدة،‭ ‬فقد‭ ‬تبين‭ ‬بأن‭ ‬الطلاق‭ ‬الرجعي‭ ‬شكل‭ ‬10‭.‬6‭% ‬وبعدد‭ ‬593‭ ‬حالة،‭ ‬والبائن‭ ‬بينونة‭ ‬صغرى‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‭ ‬شكل‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ (‬67.7%‭ ‬وبعدد‭ ‬3790‭ ‬حالة‭) ‬والبائن‭ ‬بينونة‭ ‬صغرى‭ ‬بعد‭ ‬الدخول‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬20‭.‬2‭% ‬وبعدد‭ ‬1133‭ ‬حالة،‭ ‬أما‭ ‬البائن‭ ‬بينونة‭ ‬كبرى‭ ‬فكان‭ ‬1‭.‬5‭% ‬وبعدد‭ ‬83‭ ‬حالة‭.‬

فيما‭ ‬شكل‭ ‬الطلاق‭ ‬البائن‭ ‬بينونة‭ ‬صغرى‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‭ ‬ما‭ ‬نسبته‭ ‬38‭.‬3‭%  ‬‮«‬8472‭ ‬حالة‭ ‬طلاق‮»‬‭ ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬حالات‭ ‬الطلاق‭ ‬التراكمي‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬والبالغة‭ ‬22070‭ ‬حالة‭.‬

وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬99‭.‬9‭% ‬من‭ ‬الأردنيات‭ ‬المطلقات‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬متعلمات‭ ‬وبعدد‭ ‬20372‭ ‬امرأة،‭ ‬مقابل‭ ‬18‭ ‬امرأة‭ ‬أمية‭ ‬0‭.‬1‭%.‬

ومن‭ ‬حيث‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬للأردنيات‭ ‬المطلقات،‭ ‬فكانت‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬نصيب‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬21‭-‬25‭ ‬عاماً‭ ‬وبعدد‭ ‬6213‭ ‬امرأة‭ -‬30‭.‬5‭%‬،‭ ‬تلاها‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬30‭-‬40‭ ‬عاماً‭ ‬وبعدد‭ ‬4970‭ ‬امرأة‭ (‬24.4%‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الفئة‭ ‬العمرية‭ ‬26‭-‬29‭ ‬عاماً‭ ‬وبعدد‭ ‬3584‭ ‬امرأة‭ (‬17.6%‭)‬،‭ ‬والفئة‭ ‬العمرية‭ ‬18‭-‬20‭ ‬عاماً‭ ‬وبعدد‭ ‬2792‭ ‬امرأة‭ (‬13.7%‭)‬،‭ ‬والفئة‭ ‬العمرية‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الأربعين‭ ‬وبعدد‭ ‬1878‭ ‬امرأة‭ (‬9.2%‭)‬،‭ ‬وأخيراً‭ ‬العمرية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬عاماً‭ ‬وبعدد‭ ‬953‭ ‬امرأة‭ (‬4.7%‭).‬

عدم‭ ‬تحديد‭ ‬سن‭ ‬أدنى‭ ‬للخطبة‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬حالات‭ ‬الزواج‭ ‬والطلاق‭ ‬المبكران

وتشير‭ ‬‮«‬تضامن‮»‬‭ ‬الى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬نص‭ ‬في‭ ‬قوانين‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬النافذة‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬للمسلمين‭ ‬والمسيحيين‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬لسن‭ ‬الخطبة،‭ ‬حيث‭ ‬نصت‭ ‬المادة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬للمسلمين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الخطبة‭ ‬طلب‭ ‬التزوج‭ ‬أو‭ ‬الوعد‭ ‬به‭.‬

إن‭ ‬عدم‭ ‬تحديد‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬لسن‭ ‬الخطبة‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬أمام‭ ‬إستمرار‭ ‬حالات‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر‭ ‬والقسري‭ ‬المفتقد‭ ‬للارادة‭ ‬والإختيار‭ ‬الواعي‭ ‬والحر،‭ ‬ويشكل‭ ‬حرماناً‭ ‬للفتيات‭ ‬من‭ ‬حقهن‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬مستقبلهن،‭ ‬ويهدد‭ ‬فرصهن‭ ‬بالتعليم‭ ‬والعمل،‭ ‬ويحرمهن‭ ‬من‭ ‬التمتع‭ ‬بطفولتهن‭ ‬وحقوقهن،‭ ‬ويعرضهن‭ ‬لمحنة‭ ‬الطلاق‭ ‬المبكر‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أطفال‭.‬

كما‭ ‬تجد‭ ‬‮«‬تضامن‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬الوصمة‭ ‬الإجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تلاحق‭ ‬المرأة‭ ‬المطلقة‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الطلاق‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‮»‬،‭ ‬إضافة‭ ‬الى‭ ‬الأثار‭ ‬الأخرى‭ ‬للطلاق‭ ‬والإلتزمات‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬والمنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية،‭ ‬تدعونا‭ ‬جميعاً‭ ‬الى‭ ‬تفعيل‭ ‬الدور‭ ‬السابق‭ ‬للخطبة‭ ‬بإعتبارها‭ ‬ليست‭ ‬عقداً‭ ‬للزواج،‭ ‬مما‭ ‬يفسح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الخاطب‭ ‬والمخطوبة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض،‭ ‬فإن‭ ‬إتفقا‭ ‬أتما‭ ‬إتفاقهما‭ ‬بعقد‭ ‬الزواج،‭ ‬وإن‭ ‬إختلفا‭ ‬عدلا‭ ‬عنها‭ ‬دون‭ ‬آثار‭ ‬أو‭ ‬التزامات‭.‬