‮«‬الطزُ‮»‬‭ ‬نائمةٌ‭ ‬لعنَ‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أيقظها‭!‬


أنباء الوطن -

 

كتب‭ : ‬علي‭ ‬عبيدات

طزٌ‭ ‬من‭ ‬زمن‭ ‬الملح‭ ‬التركي‭ ‬ومهباش‭ ‬الأجداد‭ ‬الأبطال‭ ‬الذين‭ ‬بطحوا‭ ‬جمال‭ ‬ونوق‭ ‬كل‭ ‬المنطقة‭ ‬واصطادوا‭ ‬الضباع‭ ‬وقتلوا‭ ‬رجلًا‭ ‬راشدًا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكنِ‭ ‬أنْ‭ ‬يصبحَ‭ ‬شاعرًا،‭ ‬قتلوه‭ ‬لأن‭ ‬حماره‭ ‬مرّ‭ ‬أمام‭ ‬بيت‭ ‬الشيخ‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يرمي‭ ‬التحية،‭ ‬وكذلك‭ ‬لأنه‭ ‬‮«‬طلَّ‮»‬‭ ‬على‭ ‬ابنة‭ ‬الشيخ‭ ‬الجميلة‭ ‬‮«‬طلةٍ‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬بزينة‮»‬‭.‬

طزٌ‭ ‬تتمغطُ‭ ‬أمام‭ ‬المنافسة‭ ‬الشرسة‭ ‬بين‭ ‬صبيان‭ ‬الترشح‭ ‬للمجلس‭ ‬البلدي،‭ ‬تزامنًا‭ ‬مع‭ ‬انحناء‭ ‬أبنائهم‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬الرياضة‭ ‬يوم‭ ‬أمس‭ ‬ليحصلوا‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬في‭ ‬الكويت،‭ ‬طزٌ‭ ‬تشبهُ‭ ‬كهلًا‭ ‬من‭ ‬فخذ‭ ‬شيوخ‭ ‬العشيرة‭ ‬يقفُ‭ ‬أمام‭ ‬الديوان‭ ‬الملكي‭ ‬ومعه‭ ‬ورقة‭ ‬كتبها‭ ‬معلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬القرية‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬الحالةُ‭ ‬الإقتصادية‭ ‬صعبة‭ ‬وفي‭ ‬عنقي‭ ‬عائلة‭ ‬كبيرة‭ ‬يا‭ ‬مولاي‮»‬،‭ ‬الطزُ‭ ‬كبيرةٌ‭ ‬توازي‭ ‬دولة،‭ ‬والطزُ‭ ‬كما‭ ‬تعلمون‭ ‬تحمل‭ ‬معنى‭ ‬‮«‬الملح‮»‬‭ ‬باللغة‭ ‬التركية،‭ ‬لهذا‭ ‬فالطزُ‭ ‬‮«‬ملح‭ ‬الرجال‮»‬‭ ‬وهم‭ ‬يمارسون‭ ‬الشوفانية‭ ‬باسم‭ ‬قبائل‭ ‬تفخست‭ ‬ولا‭ ‬تقدر‭ ‬على‭ ‬محاسبة‭ ‬فاسد‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬القضاء‭ ‬العشائري‭ ‬الذي‭ ‬يحاسب‭ ‬الجد‭ ‬الخامس‭ ‬بسبب‭ ‬مجرم‭ ‬تافه‭.‬

الطزُ‭ ‬تشبهُ‭ ‬تحية‭ ‬الدكتور‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬أن‭ ‬تناديه‭ ‬‮«‬ابو‭ ‬فلان‮»‬‭ ‬ويفضل‭ ‬حرف‭ ‬الدال‭ ‬قبل‭ ‬اسمه،‭ ‬حتى‭ ‬أمه‭ ‬تناديه‭ ‬‮«‬يا‭ ‬تكتور‮»‬‭ ‬لأن‭ ‬نسوة‭ ‬الحي‭ ‬حذفنَ‭ ‬اسم‭ ‬أخيه‭ ‬الأكبر‭ ‬ويرددن‭ ‬‮«‬ام‭ ‬الدكتور‭ ‬راحت‭ ‬ام‭ ‬الدكتور‭ ‬اجت‮»‬‭ ‬ما‭ ‬أبشع‭ ‬الدكتور‭!.. ‬ما‭ ‬أكبر‭ ‬الطُز‭.‬

الطزُ‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬تشبهُ‭ ‬عبادة‭ ‬الربابة‭ ‬ووصف‭ ‬البنادق‭ ‬والعسكر‭ ‬ورجالات‭ ‬الجيش‭ ‬والتفاخر‭ ‬بالقبيلة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الكتابة‭ -‬المفرطة‭- ‬عن‭ ‬رجالات‭ ‬العشيرة‭ ‬والاحتفاء‭ ‬المُبتذل‭ ‬بالشرق‭ ‬أردني‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬‮«‬جحشًا‮»‬‭ ‬والغمز‭ ‬واللمز‭ ‬على‭ ‬الأردني‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬فلسطيني‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬مسؤولًا‭ ‬في‭ ‬الأردن‭ ‬‮«‬وطنه‮»‬،‭ ‬والافراط‭ ‬في‭ ‬سماع‭ ‬أغاني‭ ‬عمر‭ ‬العبدلات‭ ‬وصور‭ ‬القيادات‭ ‬الأردنية‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتشجيع‭ ‬الفيصلي‭ -‬رغم‭ ‬أن‭ ‬المشجع‭ ‬ليس‭ ‬رياضيًا‭- ‬والتهكم‭ ‬على‭ ‬المدنية‭ ‬وأهالي‭ ‬عمّان‭ ‬القدامى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كلمات‭ ‬عامية‭ ‬ومقولات‭ ‬فلاحية‭ ‬أو‭ ‬بدوية‭ ‬تخدم‭ ‬السياق‭ ‬الشوفاني‭ ‬الأهبل‭.‬

الطزُ‭ ‬عفنٌ‭ ‬قديمٌ‭ ‬حولَ‭ ‬بئر‭ ‬الماء،‭ ‬عفنٌ‭ ‬يسخرُ‭ ‬منه‭ ‬‮«‬الكولر‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬لك‭ ‬الماء‭ -‬ساخنًا‭ ‬وباردًا‭-. ‬الطزُ‭ ‬مثل‭ ‬عتاب‭ ‬البغل‭ ‬للمحراث‭ ‬الزراعي‭ ‬الذي‭ ‬نسفه‭ ‬من‭ ‬حوافره‭ ‬ويحرث‭ ‬الأرض‭ ‬بساعة‭ ‬واحدة‭ ‬بدلًا‭ ‬عنه‭.‬

البغلُ‭ ‬حزينٌ‭ ‬والطزُ‭ ‬تتألق‭.‬

...........

- عن صفحة الكاتب الشخصية