شرق‭ ‬أوسط‭ !!‬


أنباء الوطن -

 

كتب‭ : ‬غازي‭ ‬الذيبة

كتهمة‭ ‬ضالعة‭ ‬في‭ ‬الجريمة،‭ ‬يؤشر‭ ‬إلينا‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬شرق‭ ‬أوسطيين‮»‬‭. ‬اللغة،‭ ‬اللون،‭ ‬السحنة،‭ ‬السلوك،‭ ‬لغة‭ ‬الجسد،‭ ‬الأداء‭ ‬الإنساني‭.. ‬كلها‭ ‬مؤشرات‭ ‬تفضح‭ ‬من‭ ‬نحن‭.‬

ليس‭ ‬غريبا‭ ‬أن‭ ‬نبدو‭ ‬مميزين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬وأكثر،‭ ‬بخاصة‭ ‬حين‭ ‬نعبر‭ ‬مطارا،‭ ‬أو‭ ‬نحمل‭ ‬بقجنا‭ ‬مهاجرين‭ ‬عبر‭ ‬بحر‭ ‬لجي،‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬القيم‭ ‬الحرة‭.‬

قرون‭ ‬العته‭ ‬التي‭ ‬عشنا‭ ‬تحت‭ ‬ظلال‭ ‬سيوفها،‭ ‬رسمت‭ ‬صورتنا‭ ‬ببراعة‭ ‬متناهية،‭ ‬جعلتنا‭ ‬أصحاب‭ ‬لحى‭ ‬كثة،‭ ‬ترتسم‭ ‬على‭ ‬وجوهنا‭ ‬أو‭ ‬تختفي‭ ‬في‭ ‬كروشنا،‭ ‬أو‭ ‬تحت‭ ‬جلدنا‭.‬

مصطلح‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬المقيت،‭ ‬أصبح‭ ‬تهمة‭ ‬جاهزة‭ ‬لأي‭ ‬منا،‭ ‬المؤمن‭ ‬جدا،‭ ‬والملحد‭ ‬جدا‭. ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬القيم‭ ‬الحرة،‭ ‬بين‭ ‬شرق‭ ‬أوسطي‭ ‬وشرق‭ ‬أوسطي‭ ‬أبدا،‭ ‬لا‭ ‬بالتقوى‭ ‬ولا‭ ‬بالتقية‭.‬

وكما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬مهمتنا‭ ‬فعلا‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أنتجه‭ ‬عتهنا‭ ‬منذ‭ ‬قرون،‭ ‬الحفل‭ ‬عندنا‭ ‬مثلا‭ ‬يتطلب‭ ‬مبارزة‭ ‬بالسيف‭ ‬أو‭ ‬مبارزة‭ ‬بالمسدسات‭. ‬الشجار‭ ‬ينتهي‭ ‬عادة،‭ ‬بقتل‭ ‬بعضنا،‭ ‬أو‭ ‬بعض‭ ‬بعضنا‭. ‬الزفاف‭ ‬‮«‬الفرح‮»‬‭ ‬يمتثل‭ ‬لتقاليد‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬النميمة‭ ‬وكراهية‭ ‬اي‭ ‬فعل‭ ‬يجعل‭ ‬المرء‭ ‬أو‭ ‬المرأة‭ ‬مبتسمين‭. ‬الحب،‭ ‬يكتنفه‭ ‬التنصل‭ ‬من‭ ‬العار‭. ‬الاصطفاف‭ ‬على‭ ‬الدور،‭ ‬حالة‭ ‬للإذلال‭ ‬في‭ ‬وعينا‭. ‬

قرون‭ ‬العته‭ ‬التي‭ ‬ربضنا‭ ‬فيها‭ ‬تحت‭ ‬بساطير‭ ‬غزاة‭ ‬ومستبدين‭ ‬ومستعمرين‭ ‬ومشايخ،‭ ‬تركت‭ ‬فينا‭ ‬مؤخراتها،‭ ‬وما‭ ‬نزال‭ ‬نتلمس‭ ‬وجوهنا‭ ‬التي‭ ‬ديست‭ ‬ببساطير‭ ‬الظلمة‭ ‬والعتاة‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬جلدتنا‭ ‬وومن‭ ‬دعسوا‭ ‬علينا،‭ ‬فأصبح‭ ‬شكلنا‭ ‬ولوننا‭ ‬وطعمنا‭ ‬واحدا‭.‬

وحتى‭ ‬يكتمل‭ ‬المشهد،‭ ‬نكل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬خير‭ ‬أمة‭ ‬أخرجت‭ ‬للناس‭. ‬مع‭ ‬أننا‭ ‬أوهى‭ ‬من‭ ‬جناح‭ ‬بعوضة‭.‬

كل‭ ‬هزائمنا‭ ‬واستبدادنا‭ ‬وتوغلنا‭ ‬في‭ ‬التيه،‭ ‬نلقي‭ ‬به‭ ‬دائما‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬داس‭ ‬على‭ ‬رقابنا‭.‬

كل‭ ‬التخلف‭ ‬الذي‭ ‬رتعنا‭ ‬فيه‭ ‬وشربنا‭ ‬من‭ ‬وسخه،‭ ‬نكله‭ ‬إلى‭ ‬عجز‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬تركيبتنا‭ ‬الإنسانية‭.‬

كل‭ ‬خساراتنا،‭ ‬نضعها‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬المؤامرة‭ ‬علينا،‭ ‬باعتبار‭ ‬أننا‭ ‬قوة‭ ‬لا‭ ‬قبل‭ ‬للعالم‭ ‬ـ‭ ‬إن‭ ‬استيقظت‭ ‬بوقف‭ ‬زحفها‭ ‬لاحتلاله‭.‬

وفي‭ ‬النهاية‭ ‬نحن‭ ‬شرق‭ ‬أوسطيون،‭ ‬ميزتنا‭ ‬الوحيدة‭ ‬هي‭: ‬الغش،‭ ‬الفساد،‭ ‬التغني‭ ‬بالمستبدين‭.. ‬أسأل‭: ‬كم‭ ‬أغنية‭ ‬أنجز‭ ‬الألمان‭ ‬لميركل‭ ‬مثلا؟‭ ‬

أيها‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطيون‭ ‬توقفوا‭ ‬عن‭ ‬شرق‭ ‬أوسطيتكم،‭ ‬وتذكروا‭ ‬أن‭ ‬الموبايل‭ ‬والتلفاز‭ ‬والمضاد‭ ‬الحيوي‭ ‬والإسبرين‭ ‬والمدفع‭ ‬الرشاش،‭ ‬والنفط‭ ‬بمشتقاته،‭ ‬والفياغرا،‭ ‬و‭...... ‬إلخ‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬مخترعات‭ ‬بشر‭ ‬غيركم،‭ ‬لا‭ ‬دخل‭ ‬لكم‭ ‬بها،‭ ‬فقط‭ ‬أنتم‭ ‬تستخدمونها‭.‬

لا‭ ‬تريدون‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬واد‭ ‬وأنتم‭ ‬في‭ ‬واد‭.‬

طبعا‭ ‬لن‭ ‬يعجب‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬الذين‭ ‬ما‭ ‬يزالون‭ ‬يمارسون‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬بين‭ ‬الأخت‭ ‬وأخيها،‭ ‬أنهم‭ ‬شرق‭ ‬أوسطيون،‭ ‬وسيطالب‭ ‬معاتيه‭ ‬منا‭ ‬يتربعون‭ ‬على‭ ‬قمة‭ ‬أقصى‭ ‬مزبلة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬بنبذ‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬حياض‭ ‬الأمة‭.‬

أي‭ ‬أمة‭ ‬هذه‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬تستورد‭ ‬حتى‭ ‬زيها‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬الصين؟