ما لا تعرفه عن الملك .... بقلم : يوسف الحمدني

بقلم : يوسف الحمدني
حمل جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم توجهاً حضارياً مستقبلياً فريداً..ومنذ البداية أظهر اهتمامه الشخصي والكبير بمنظومة الإصلاح الحضاري الشامل حيث وجدت هذه التوجهات الملكية الكريمة منتهى الحفاوة والتقدير.
الملك عبدالله الثاني شخصية قيادية وسياسية عالمية سجل حضورا بارزا على المستوى الإقليمي والعالمي وهو شخصية حاضرة في الحياة اليومية لآلاف بل لملايين الناس ، فقد وهبه الله قوة عزيمة وإدراك وملاحظة وفطنة وحكمة وحنكة ، واذا تحدثت مع جلالته في موضوع ما فلا تكاد تنطق بالعبارة الأولى حتى يدرك ما تريد ويستفيض فيه وكأنه قد اعد العدة له من قبل سواء اكان الموضوع سياسيا ام اقتصاديا ام اجتماعيا ام إعلاميا ام ثقافيا.
وكان بالإضافة الى عبقريته القيادية ذا حس سياسي خارق وضع أنظاره- منذ وقت مبكر- على هدف التغيير والتحول فبدأ مشروعه الكبير تحويل الاردن الى مملكة عالمية، فقد أراد أن يختزل في أعوام قصيرة ما استغرق الحضارة الحديثة التي سبقتنا فكانت الإرادة والعزيمة والفعل وراء بناء هذه المملكة ولا تسأل إلى أي مدى كانت المملكة تأخذ من جهده وفكره واهتمامه الشخصي، إن نظرة واحدة لهذه المملكة تؤكد مدى التوسع الهائل، فما حدث الآن هو بكل المقاييس فوق التصور.
فقد سجلت المملكة أكبر عملية تطورية تنموية يعرفها العالم، كان البناء يتلاحق بإيقاع سريع ، وكان جلالة الملك يريد لهذه المملكة أن تدخل حضارة العصر، من الباب العريض ولذلك فإن الذي صار ويصير للاردن يكاد أن يكون غير ممكن إلى بوجود شخصية عبدالله الثاني.
لقد ارتبط اسم عبدالله الثاني بالمملكة ارتباطا حضاريا، وعند ذلك صارت المملكة إحدى أهم عواصم العالم من حيث التطور والنمو والثقل الثقافي والاقتصادي والحضاري ، فقد اختزلت مملكتنا في أعوام قصيرة ما مر على كبريات المدن العالمية أعواما طويلة.
ولذلك فالمملكة الاردنية الهاشمية تخرج إلى العالم متحدثة بصوتها وصمتها، وبعمارتها وطعمها ولونها ونكهتها، متحدثة كيف تكون المدائن رموزا لعوالم وناس وأشياء ومعان وقيم.
إن كلاً منا يعلم ماذا أعطى عبدالله الثاني للاردن ، ونعلم حجم الإنجاز الذي أعطاه للوطن كله وبنفس الروح والفعل الذي أعطاه للمحافظات والالوية و الهجر والبوادي والمخيمات الذي امتد ليشمل الوطن.
فقد كان جلالته منذ توليه مقاليد الحكم حمل معه توجها حضاريا مستقبليا فريدا..ومنذ البداية أظهر اهتمامه الشخصي والكبير بمنظومة الإصلاح الحضاري الشامل حيث وجدت هذه البادرة الملكية الكريمة منتهى الحفاوة والتقدير وهذا يدل على بعد حضاري وعصري يضاف إلى مكونات الصور لجلالة الملك كشخصية عالمية ذات أدوار متعاظمة.
ومع إطلالة هذه المرحلة التاريخية الهامة فقد حان الوقت لنستنطق أقلامنا لرواية وتحليل واستقراء وتوثيق قصة الإصلاح التي دارت عجلتها بكامل قوتها وتصاعدت في الوطن كله وصارت ممارسة يومية تؤخذ مبادرة لا تقليدا أو محاكاة وفق منهج حضاري ومنظور صحيح يعبر عن آمال وتطلعات وطموحات الإنسان الاردني لارتياد آفاق الحضارة.
واليوم تقف بلادنا على عتبة العصر الحديث لتأخذ مكانها وسط الصفوف والإصلاح في هذه اللحظات التاريخية يأخذ حجما وأهمية يفوقان كل اعتبار آخر لأنه يخرج بأمة حضارية كاملة إلى مرحلة الآفاق الجديدة. وأن واجب المثقف الحديث تكريس الإحساس اتجاه هذه اللحظة التاريخية.
لقد شق الملك عبدالله الثاني طريق الإصلاح الحضاري المؤسس على المبادئ والقيم الإنسانية العليا بعزم وحزم ورؤية مستنيرة وأمل شجاع متوجها نحو المستقبل حيث تقتحم بلادنا حضارة العصر وتمارس فعل العصر ولابد أن ننظر إلى هذه المهمة التاريخية التي يضطلع بها جلالة الملك بنظرة هادئة .. نظرة تتجاوز رمزيتها إلى جوهرها وتخترق شكلها إلى محتواها.
وربما يمر المؤرخون اليوم على حركة التحول الحضاري مرورا عابرا ولكنها يجب أن تحظى بمزيد من اهتمامنا خصوصا الباحثين في علم الاجتماع الحضاري اذا انها بداية هامة لتحول حضاري في التاريخ الاردني الحديث.
فالملك عبدالله الثاني ملك المبادرات والتحولات الكبيرة والتي تتسم بالحيوية والديناميكية سواء على صعيد بناء المجتمع أو العلاقات الدولية أو التحالفات والاستراتيجيات أو التحولات الحضارية أو إدارة الأزمات الإقليمية وهو شخصية كبيرة في التاريخ العالمي ومن أذكى الشخصيات العالمية قام بدور بارز في صناعة وصياغة تاريخنا الحديث وبنائه وفي فترة قصيرة فقد قام بسلسلة من المبادرات غير العادية والتحولات الكبيرة.
أن هنالك الكثير الذي يدفعنا إلى الوقوف على هذه الحقبة التاريخية الهامة التي يقودها الملك عبدالله الثاني والتي تعتبر نقلة في الزمن فقد لاحظ جلالته أننا نعيش في عالم متغير ولابد أن تختلف الوسائل لمواجهة التحدي الذي يفرضه هذا العالم المتغير.
ولذلك عندما تحرك الملك عبدالله الثاني في كل الاتجاهات صنع أشكال الحياة ودارت عجلة الفعل لذلك فلابد للفكر أن يتحدث.
وسيظل التاريخ مديناً للملك عبدالله الثاني حين جعل من سمعة بلادنا كتاباً أبيضَ مقروءا لكل منصف ومنشورا أمام كل عين.