هل من عاقل يدرك معنى ان يحول شعب بأكمله المصائب إلى نكت ..

بقلم / احمد عقاب .. ايله نيوز..
حادثتي السطو المسلح على البنوك تعطي مؤشرا خطيرا جدا وهذا المؤشر لا ينذر بخطر على المنظومة الأمنية وحسب التي باتت بحاجة إلى اعادة ترتيب الامور فيها وحصرا اقصد هنا جهاز الأمن العام بل إن الخطر الحقيقي هو المزاج العام الذي عبر عنه الناس من خلال ردة فعلهم حول حوادث السطو على البنوك التي تحولت إلى نكته يتداولها رواد التواصل الاجتماعي بدلا من الغضب او الاستنكار .
ربما لأننا في الاردن بتنا على قناعه تامه ان الفاسد والحرامي هو من ينتصر دائما... واقول دائما.. وكلما زادت كمية النقود المسطو عليها كلما كان الحرامي بطل .
الم يسطو وليد الكردي على ٢٩٠ مليون دينار من أموال الفوسفات وهرب إلى بريطانيا وهو يتنعم الان بصرف تلك النقود دون أن يعني هذا شيء لاحد .
الم يسطو باسم عوض الله على مقدرات الاردن في برنامج التحول الاقتصادي وباع كل ما يمكن بيعه من الشركات الكبيرة التي كانت ترفد الخزينه بأموال تخفف من العجز الذي ندفعه الان من جيوبنا .... ولا زال الشعب يرى باسم عوض الله يجلس في المقدمه .
الم يسطو اؤلئك على أموال بنك البتراء .. الم يسطو على الاتصالات التي باعوها بأبخس الأثمان.. الم يسطو على الميناء .. الم يسطو على البوتاس وعلى المطار وعلى كوبونات النفط ...وعل الباص السريع وعلى ... وعلى .. وعلى ..!!؟
لقد سطو على لقمة عيشنا منذ زمن ولم نرى أحد يحاكم امام الشعب وأن حوكم فإنها تكون محاكمه صورية بمسرحية هزليه تبكي وتدمي القلوب .
نعم حولنا ما جرى من سطو مسلح على البنوك إلى نكته لأننا فقدنا الامل ... وعندما يفقد الإنسان الامل في وطنه عليه ان يبكي ويمكن أن يحول البكاء إلى نكته تضحك من شدة ما يعتصر القلب من ألم ... وهذا هو الخطر الحقيقي فهل من عاقل يدرك معنى ان يحول شعب بأكمله المصائب إلى نكت ليضحك من شدة البكاء .