أنباء الوطن - الدكتور قاسم العمرو
ليس من السهل ان تعرف بماذا يفكر الملك لكن المتابع لانشطة جلالته ومتابعاته لكل صغيرة وكبيرة في شتى المجالات يدرك ماذا يريد الملك، قبل عدة ايام في دافوس كان حضوره مميزا والتقى على هامش القمة الاقتصادية العديد من الشخصيات المؤثرة سياسيا واقتصاديا ولانه يحظى باحترام الجميع حرص الجميع على لقاءه والسماع له ، واوصل الملك رسالته للعالم من خلال هذا المؤتمر. رؤى الملك وتطلعاته تجعلنا احيانا نصدر احكاما بأن هناك قصور واضح من جانب المسؤولين في التقاط الاشارات الملكية ربما سبب ذلك حالة عدم الانسجام في تركيبة المسؤولين او لظروف بيرقراطية نعرفها جميعا وهي سبب مباشر في بطء الاستجابة للرؤى الملكية. اليوم نتعلم درسا جديدا من الملك ففي عيد ميلاده يزور ام الجامعات ويلتقي بأبناءه الطلبة ويطلب منهم بصريح العبارة "لا تسكتو على الغلط"، بعد ان دار حديث وحوار صريح بين الملك والطلبة. هذا اللقاء نلتقط منه إشارات واضحة بإن الملك لا يفوت الفرصة اطلاقا ليطلع على هموم الشباب وعلى ما يفكرون به، وما هي تطلعاتهم وكيف يقيمون الامور وقد استمع جلالته لحديثهم ويبدو انه اتسم بالصراحة والجدية بالطرح. الشباب هم المستقبل وهم الوسيلة التي نعبر بها الى عالم الحداثة والريادة والابداع، ولابد من التقاط الرسالة والعمل على وضع استراتيجية يضعها الشباب نستلهم من خلالها اهتمامات جلالته بالشباب وتهيئة كل السبل للنهوض بهم وفتح الافاق امامهم لأن بتقدمهم يتقدم الوطن. اما الاشارة الاخرى التي نلتقطها من سلوك جلالته اليوم هو التواضع والتواصل والمرونة وتقبل الاراء ودعمها ومناقشتها، وعلى المسؤولين الاستفادة من هذا الدرس في التواصل مع الشباب واحترام عقولهم وطريقة تفكيرهم وتوجيههم نحو الابداع والانتاج. اما الاشارة الاخيرة التي نلتقطها ونحن نمر بظروف صعبة واستثنائية وهناك صفقات يتم اعدادها للمنطقة في دهاليز السياسة والمصالح، ان نرعى الوطن باهداب العيون وان نغرس في نفوس النشئ معنى التضحية والابداع وان نقلص مساحة عدم الثقة التي تكونت بفعل ممارسات البعض وبفعل عدم الاحساس بالمسؤولية. حفظ الله الوطن وحفظ الملك وكل عام وجلالته بالف خير