في "خراب الهيكل".. الحشد لأكبر اقتحام للأقصى
في ظل الأعياد العبرية المرتقبة هذا الشهر، انطلقت دعوات عدة من قبل جماعات المستوطنين المتطرفة (التابعة للأحزاب الإسرائيلية) باقتحام المسجد الأقصى المبارك بشكل مكثف.
وتكمن الخطورة -بحسب مطلعين- في أن الاحتلال سيحاول هذه السنة تثبيت أمر ما في اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، وتشير الترجيحات إلى أنه من الممكن أن يتم إدخال المستوطنين لباحات الأقصى من بوابة خاصة دون تعرضهم لتفتيش.
محاولات فرض الأمر الواقع المرتقبة من قبل سلطات الاحتلال سبقتها حملة اعتقالات واسعة بالضفة والقدس، طالت الكثير من قيادات العمل الوطني، فضلا عن إصدار عشرات أحكام الإبعاد عن الأقصى بحق مقدسيين ممن لهم دور في التصدي لاقتحامات المستوطنين المستمرة.
اقتحامات 2018
نفذ المستوطنون عددا كبيرا من الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك خلال الشهور الثمانية التي انقضت من العام الجاري، تحت حماية وتسهيل قوات الاحتلال حيث وصل إجمالي عدد الاقتحامات 179 اقتحاما بمشاركة 17138 مستوطنا.
وبلغت الاقتحامات ذروتها من حيث عدد مرات الاقتحام وأعداد المستوطنين خلال يوليو/تموز الماضي حيث وصلت 26 اقتحاما، وبمشاركة 3743 مستوطنا.
ونشطت ما تسمى "منظمات الهيكل" في دعوة المستوطنين للمشاركة الواسعة في اقتحامات المسجد الأقصى لإقامة طقوس وصلوات تلمودية، خاصة في ذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".
وتزامن ذلك مع سماح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لأعضاء الكنيست باقتحام الأقصى، بعد منع لمدة عامين، مما أدى لاندلاع مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال، أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات أواخر يوليو/تموز.
وتلاه في كثافة الاقتحامات أبريل/نيسان من ناحية عدد المستوطنين المقتحمين لباحات الأقصى، بمشاركة 3097 مستوطنا في 23 اقتحاما، بينما بلغ عدد الاقتحامات خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط ومايو/أيار 24 مرة، وبمشاركة 2193 و985 و2554 مستوطنا في كل منها على التوالي.
أما في مارس/آذار، فقد بلغ عدد مرات الاقتحام 22 اقتحاما نفذها 1523 مستوطنا، ووصلت عدد مرات الاقتحام حدها الأدنى في يونيو/حزيران بواقع 15 اقتحاما نفذها 1606 مستوطنا، بينما بلغ عدد الاقتحامات خلال أغسطس/آب 21 مرة بمشاركة 1455 مستوطنا.
وسجل يوم الـ 13 من مايو/أيار الماضي أعلى عدد من المقتحمين الذين اقتحموا الأقصى منذ احتلال القدس عام 1967، حيث وصل فيه عدد المقتحمين 1620 مستوطنا فيما أطلق عليه الإسرائيليون "يوم توحيد القدس".
وتزداد وتيرة الاقتحامات للأقصى عقب اعتبار الرئيس الأميركي الحالي القدس عاصمة إسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها، مما رفع محاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة في المسجد المبارك من خلال هذه الاقتحامات الممنهجة.