مفاجآت المُقاومة الفلسطينيّة دبّت الهلع والذعر لدى الإسرائيليين وادت الى استقالة ليبرمان


أنباء الوطن -

أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان اليوم الأربعاء استقالته من منصبه، وانسحاب حزبه من الحكومة، داعيا إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد.

ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ، فى موقعها الإلكترونى عنه القول أمام الصحفيين بعد اجتماع لحزبه "إسرائيل بيتنا” :”أنا في الواقع هنا لأعلن استقالتي من منصب وزير الدفاع″.

وأضاف :”كما أرى، ما حدث بالأمس- وقف إطلاق النار المقترن بعملية للتفاهم مع حماس- هو استسلام للإرهاب … لا يوجد تعريف آخر لما حدث”.

وتابع :”حاولت أنا أقول رأيي كعضو مخلص في الحكومة، وأن أجعل رأيا آخرا مسموعا، حتى إذا كان هذا بثمن انتخابي وسياسي كبير”.

ومن جهتها اعتبرت حركة حماس أن استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان من منصبه اليوم الأربعاء يمثل "اعترافا بالهزيمة”.

وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري ، على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) ، إن استقالة ليبرمان "هي اعتراف بالهزيمة، والعجز في مواجهة المقاومة الفلسطينية”.

وأضاف أن الاستقالة "انتصار سياسي لغزة التي نجحت بصمودها في إحداث هزة سياسية في ساحة الاحتلال”.

على صلةٍ بما سلف، ما تزال المؤسسة الأمنيّة والعسكريّة في دولة الاحتلال، وبطبيعة الحال الجمهور الصهيونيّ، يعيش حالةً من الرُعب، الذهول والتوجّس، ممّا يُطلِق عليه الإعلام العبريّ المفاجآت التي كشفت عنها المُقاومة الفلسطينيّة في اليومين الأخيرين، خلال جولة القتال التي انتهت بتهدئةٍ أقامت الدنيا ولم تُقعٍدها ضدّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي اتُهّم بالخضوع لقواعد اللعبة الجديدة وقواعد الاشتباك الجديدة أكثر، التي فرضتها تنظيمات المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، مُشدّدين على أنّه يتحتّم على إسرائيل إنهاء مُشكلة غزّة مرّة واحدةً وإلى الأبد.

المفاجآت التي كُشِف النقاب عنها في الجولة الأخيرة، كان لها الوقع الشديد على المعنويات الإسرائيليّة، إنْ كان من الناحية العملياتيّة أوْ من ناحية الحرب النفسيّة التي تخوضها المُقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيليّ، إذْ أنّه بشكلٍ أوْ بآخر، تمكّنت المُقاومة بقدراتها الـ”بدائيّة” من أنْ تكون ندًا لأحد أقوى جيوش العالم قاطبةً، وتُرسي قاعدةً جديدةً: القصف بالقصف، لا أكثر ولا أقّل.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أقّر المُحلّل العسكريّ في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل، نقلاً عن مصادره الأمنيّة في تل أبيب، أنّ عدد الصواريخ والقذائف التي تمّ إطلاقها من قطاع غزّة باتجاه "غلاف غزّة” والمدن في الجنوب كان "جنونيًا”، إذْ وصل العدد إلى 450، لافتًا إلى أنّ المُقاومة أرادت من وراء هذا الكمّ الكبير وضع القبّة الحديديّة وباقي منظومات الدفاع الإسرائيليّة أمام تحدٍّ، زاعمًا أنّ القبّة الحديديّة أسقطت عددًا كبيرًا من الصواريخ خلال المعركة، والتي كانت في طريقها للسقوط في مناطق مأهولةٍ من السُكّان.

وبالإضافة إلى الإخفاق الإسرائيليّ المُجلجِل مساء يوم الأحد، عندما تمكّنت المُقاومة الفلسطينيّة من اكتشاف دخول قوّةٍ عسكريّةٍ نُخبويّةٍ إلى القطاع، واستطاعت قتل ضابطٍ رفيع المُستوى، ما زال اسمه وصورته حتى اللحظة ممنوعان من النشر، بالإضافة إلى هذا الإخفاق، شدّدّ المُحلّل هارئيل على عمليتين فاشلتين إضافيين كانتا من نصيب الجيش الإسرائيليّ: الأولى، أنّ المُقاومة الفلسطينيّة استطاعت بقدراتها المُتواضِعة جدًا من اجتياز جميع منظومات الدفاع الإسرائيليّة وأصابت بدقّة بالغةٍ أحد المباني السكنيّة في مدينة عسقلان (أشكلون) في جنوب الدولة العبريّة، الأمر الذي أدّى إلى مقتل شخصٍ وجرح آخرين بصورةٍ صعبةٍ، أمّا العملية الثانيّة، فكانت على حدّ قوله تمكّن المُقاومة الفلسطينيّة من إطلاق صاروخٍ من طراز (كورنيت) باتجاه حافلةٍ كانت تُقّل جنودًا إسرائيليين بالقرب من السياج الحدوديّ، وفق أقواله. ولفت أيضًا إلى أنّ ردّ حماس على العملية الإسرائيليّة الفاشِلة كان نابعًا من أنّ الحركة ترى في العملية اعتداءً على سيادتها، وبالتالي فإنّ الردّ العنيف من جهتها هدفه وضع قواعد لعبٍ جديدةٍ مع الاحتلال الإسرائيليّ، أوْ بكلماتٍ أخرى، أضاف المُحلّل، أنّ كلّ عمليةٍ عسكريّةٍ تجري على الأراضي الفلسطينيّة، ستقوم الحركة بالردّ عليها بواسطة قصف كثيفٍ لجنوب الدولة العبريّة.

وتوقّف المُحلّل طويلاً عند ما أسماه بالحدث المُزعِج والمُثير والمُخيف، وهو قيام المُقاومة بنشر شريط فيديو تظهر فيه إصابةً مُباشِرةً لحافلةٍ إسرائيليّةٍ بالقرب من الحدود مع قطاع غزّة، وذلك يسوم أوّل من أمس الاثنين، وقال في هذا السياق إنّه من خلال الشريط يظهر واضحًا أنّ سائق الحافِلة دخل إلى منطقةٍ غيرُ محميّةٍ، وكان ظاهرًا للعيان أنّه سيتلقّى ضربةً مُباشرةً، كما أنّ الفيديو، أضاف المُحلّل الإسرائيليّ، أظهر عددًا من السيارّات العسكريّة الإسرائيليّة، وإلى جانبها العديد من جنود الجيش الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره، مُضيفًا أنّ الخليّة التي أطلقت الصاروخ كانت على علمٍ مُسبقٍ بتسلسل الأحداث، واختارت التوقيت بدقّةٍ بالغةٍ لتوجيه الصاروخ.

وشدّدّ المُحلّل الإسرائيليّ في سياق تقريره على أنّ مُشاهدة الفيديو المذكور تُثير الفزع والهلع والخوف، وتابع: يجب القول، مع الأخذ بعين الاعتبار، جميع قواعد الحذر، يجب القول إنّ جيشًا في منطقة حربٍ لا يتصرّف كما تصرّف الجيش الإسرائيليّ في الحادثة العينيّة، مُشيرًا في الوقت عينه، إلى أنّ هذه العبر والنتائج كان يجب تعلّمها وتذويتها من عملياتٍ أخرى وقعت في عدوان العام 2012، وقبل ذلك في مزارع شبعا مع حزب الله في أيّار (مايو) من العام 2015، حيث قُتِل ضابط وجنديّ، على حدّ قوله.